منوعات

جزيرة صير بونعير.. «كنز من برها إلى بحرها»



الشارقة – وام
«كنز من برها إلى بحرها».. أثارت الفضول العلمي للباحثين البيئيين كونها أحد الأماكن التي لا مثيل لها في العالم.. بين شواطئها وجبالها وفي أعماق المياه المحيطة بها تعيش مغامرة استكشافية على جزيرة تجمع بين الإثارة والمتعة وبين العلوم والمعرفة في العرض الأول للأجزاء الأربعة للفيلم الوثائقي «صير بونعير- ملاذ الطبيعة» على تلفزيون الشارقة من 14 إلى 17 مايو الجاري الساعة 9:15 مساء.
في عمل يمزج الرؤية البيئية مع فنون التصوير الأكثر جودة والإخراج المبدع وتركيب اللقطات بأسلوب مشوق يأتي الوثائقي بالشراكة بين هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون والمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة بالتعاون مع هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة لكشف أسرار محمية طبيعية تم الإعلان عنها قبل 20 عاماً بموجب مرسوم أميري لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، باعتبارها أرضاً عذراء تحتل موقعاً جغرافياً مميزاً وأهمية تاريخية جعلتها غنية بتكوينات جيولوجية مدهشة ونباتات طبيعية وشعاب مرجانية وكائنات حية تعد من أبرز طيور وزواحف دولة الإمارات العربية المتحدة، فضلاً عن أنها الملاذ الآمن لسلاحف «منقار الصقر» المهددة بالانقراض ووكر تكاثرها.
بعد عام كامل من تتبع دورة حياة الكائنات الحية في جزيرة صير بونعير وبحرها وإجراء مقابلات مع نخبة من المتخصصين والخبراء في مجال علم الأحياء البحرية إضافة إلى بعض الموظفين والفنيين العاملين في المحمية، وصلت ساعات التصوير إلى ما يقارب 1000 ساعة في الجزيرة وشواطئها، وفي مدينة الشارقة خرج إلى النور عمل وثائقي من أربعة أجزاء وبمعدل ساعة لكل منها تعد ذات معايير عالمية في مجال إنتاج البرامج الوثائقية وإخراجها وتركيبها؛ إذ أسهم في إنتاجها فريق عمل ضخم تجاوز الستين شخصاً، ويضم كلاً من محمد حسن خلف منتجاً منفذاً، والبريطاني جون مارتن مخرجاً، كما تولى الإنتاج الوثائقي، المنتج الفني أشرف علي وطوني ديجان، في حين كان الإبداع الفني في اللقطات لمديري التصوير مايكل أودونوفان و روس بارتلي واختص كيفين سميث بالتصوير تحت الماء.
ويزخر الوثائقي الذي تقرر عرضه بالتزامن مع مهرجان صير بونعير الهادف إلى الترويج للتنوع الحيوي بالبيئة البحرية في الإمارة، بمعلومات بيئية وعلمية مهمة توضح أهمية الجزيرة للصيادين في الماضي والحاضر وتقدم الحياة البيئية الغنية والمتنوعة التي تحتضنها، حيث تعد إحدى أهم المحميات البحرية في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما يعد الوثائقي من أهم إنتاجات هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون والمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة بالتعاون مع شركة جيت جو فيلمز ليميتد.
وأكد محمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، أن النجاح الكبير الذي حققته الشراكة بين الهيئة والمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في الفيلم الوثائقي «سفاري الشارقة» الفائز بعدة جوائز عالمية، كان التحدي الأكبر، وأردنا أن نواصل درب صناعة الوثائقيات بجودة تنافس الإنتاجات العالمية، وتعكس رسالة هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون التي تسعى إلى إبراز ريادة الشارقة في قطاعات تنموية مختلفة وتفوق الإمارة في مجالات الاستدامة البيئية والأبحاث العلمية، ما يعزز مكانتها وجهةً للسياحة البيئية ومختبراً للأبحاث المتخصصة بحماية الكائنات الحية والأنواع النادرة منها فجاء إنتاج الفيلم الوثائقي «صير بونعير – ملاذ الطبيعة» لمواصلة تحقيق الرسالة وأهدافها.
وأوضح محمد خلف، أن إنتاج وثائقي «صير بونعير» يتلاءم مع رؤية إمارة الشارقة في حماية البيئة والتنوع البيولوجي، كما أنه يعد وثائقياً قائماً على قصص بصرية يعيشها الجمهور مع مجريات الأحداث والأبحاث التي يقوم بها المختصون البيئيون على الجزيرة واعتمد على تقنيات تصوير عالية الجودة تراوحت بين لقطات جوية بطائرة الدرون، ولقطات أرضية بأحدث الكاميرات تنوعت بين المشاهد العامة والدقيقة، كما تم استخدام الكاميرات المائية لتصوير الحياة في أعماق البحار، ولجأنا أيضاً إلى استخدام طائرة الدرون المائية للحصول على مقاطع مميزة تحت الماء.
ويعتمد وثائقي «صير بونعير»، على مجموعة من المغامرات لباحثين علميين يراقبون السلاحف والنوارس والزواحف والأسماك والشعاب المرجانية وغيرها من الكائنات الحية وفي كل مرحلة من مراحله وتسلسله الزمني، يقوم الوثائقي على تقديم معلومات مهمة تتوزع على مدار مدته الزمنية، وتقدم للجمهور عبر بناء أحداث تمكنهم من فهم ومتابعة معارف أساسية بأسلوب قصصي جذاب.
ويظهر العمل سحر الجزيرة وجمال الطبيعة فيها وتنوعها الجيولوجي وقد يوهمك جانب تصويري أن الباحثين يقفون على الكوكب الأحمر المريخ لتكتشف أنهم على جبال جزيرة صير بونعير الغنية بأكسيد الحديد وتدرك أثناء المشاهدة المجهود في وضع خطة عمل محكمة في تصوير الخبراء والمختصين أثناء جولاتهم المسحية في الجزيرة إلا أن مونتاج العمل عكس ذكاء وإبداعاً فنيين عاليين عندما تم توظيف لحظات التقطتها الكاميرا لم تكن متوقعة مسبقاً فأصبحت المواقف العفوية، جزءاً مهماً من الفيلم الوثائقي الذي عكس ذهول أبطال العمل ومشاعرهم في لحظات مفاجئة مع الدلافين أو مساعدة سلحفاة متعبة أو حتى ظهور أسماك القرش والاستمتاع بصغار السلاحف وأجواء التشويق في مطاردة الثعابين وسحلية الذيل الشائك وغيرها. هذه اللقطات المذهلة تجعلك تتابع العمل بمزيد من العاطفة والوعي بالقضايا البيئية، بينما تلعب الموسيقى التصويرية الرائعة دوراً في دخولك حالة الترقب مع الباحثين البيئيين وفقاً لطبيعة الموقف.
وأوضح طارق سعيد علاي مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، أن وثائقي جزيرة صير بونعير، يعكس تطوراً في مجال صناعات الوثائقيات في الإمارة كما أنه يترجم رسائل الشارقة ويعد قناة اتصالية مميزة لها وأكثر قدرة على استقطاب الجمهور إليها بأسلوب فني مبدع وعرض معرفي مشوق يبرز حقيقة الجزيرة ويكشف أسرارها ويجيب عن تساؤل لماذا تعد من أهم الجزر في الخليج العربي وكان يلجأ إليها البحارة في السابق، أما المشاهد فيتعرف عبر الأجزاء الأربعة إلى الخصائص البيئية للجزيرة التي جعلت منها موقعاً لتعشيش طيور النورس وتكاثر سلاحف منقار الصقر.
وأضاف: يعكس العمل الوثائقي أيضاً جهود الإمارة في تمكين المرأة وتأسيس فريق من الباحثات الإماراتيات يتعاملن مع خبرات أجنبية، ليكن نواة المستقبل لمواصلة المشاريع البيئية في الشارقة والقائمات على مشاريع الاستدامة والتنوع البيولوجي وفي الحقيقة، فإن كل المعلومات والمعارف المعروضة في الفيلم الوثائقي تحمل أبعاداً علمية واجتماعية واقتصادية نعمل في المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة على تشجيعها من أجل دعم جهود الإمارة فيها وترسيخ مكانتها وجهةً للسياحة البيئية مع الحفاظ على موروثنا الثقافي وإبراز تراثنا وماضينا الذي نفتخر به ووضع أسس فكرية لتطلعاتنا المستقبلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى