طوفان من البشر يتدفق نحو حدود أميركا.. فما سر البند 42؟
آلاف من البشر تدفقوا خلال الساعات الماضية إلى الحدود المكسيكية الأميركية من أجل انتهاز فرصة الدخول إلى الولايات المتحدة ، علماً أن سياسة الأخيرة لم تتغير في ما يتعلق بالمهاجرين.
طوفان من المهاجرين
فما الذي حصل؟
شرارة تلك الحمى انطلقت منصف الليل مع انتهاء صلاحية المادة 42 أو البند 42، وهو إجراء صحي منع دخول المهاجرين على الحدود إلى الأراضي الأميركية منذ بداية وباء كوفيد-19.
وسمح “الفصل 42” الذي كان هدفه الحد من انتشار كورونا للسلطات الأميركية بإعادة جميع المهاجرين الذين يدخلون البلاد على الفور، بمن فيهم طالبو اللجوء. وقد استخدم 2,8 مليون مرة خلال ثلاث سنوات.
علماً أن تاريخ هذا الإجراء القانوني يعود إلى عام 1944، حين كان معروفا بقانون الصحة العامة، الذي يمنح السلطات القدرة على فرض حالة الطوارئ لمنع انتشار الأمراض.
وفي آذار/مارس 2020، استندت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى هذا البند لوقف تدفق أمواج المهاجرين، بحجة منع انتشار وباء كورونا، وعمدت إلى طرد المهاجرين وطالبي اللجوء.
ثم أبقى الرئيس جو بايدن مع وصوله للسلطة، على العمل بهذا الإجراء على الحدود، ما أدى إلى طرد أكثر من مليوني مهاجر وطالب لجوء بين 2021 و2022، حسب بيانات وكالة حماية الحدود الأميركية.
لكن التغيير الجديد وانتهاء صلاحية المادة 42، شكل إرباكاً في صفوف عدد كبير من المهاجرين على الحدود وأثار مخاوف من تدفق “فوضوي” لهم.
15,000 Haitians are 50 miles south of the McAllen, Texas border crossing.
These illegals are gathered all over Mexico in movement to the United States border. pic.twitter.com/rJbY448yuc
— Hank (R) Deplorable (@DeplorableHank1) May 12, 2023
“سنطردهم”
ما دفع حكومة بايدن إلى فرض قيود جديدة على حق اللجوء، وحشد آلافا من عناصر قوات الأمن، محذرة من أن الحدود مع المكسيك “ليست مفتوحة”.
وقال وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس إن “حدودنا ليست مشرّعة والذين يعبرون حدودنا بشكل غير قانوني وبدون أساس قانوني ليبقوا على الأراضي الأميركية سيتم طردهم”.
لكنه أضاف “نحن واضحون بشأن التحديات التي قد نواجهها في الأيام والأسابيع المقبلة ومستعدون للرد عليها”، مشيرا إلى أن “عددا كبيرا من الوافدين” سجّل في “عدد من المناطق”.
وكان بايدن صرح مؤخرا أن الوضع سيكون “فوضويا لبعض الوقت”.
مهاجرون على الحدود المكسيكية الأميركية (فرانس برس)
فيما حشدت الدولة الفيدرالية استعدادًا لذلك أكثر من 24 ألفا من عناصر قوات الأمن ومسؤولي إنفاذ القانون على الحدود، إلى جانب أربعة آلاف جندي.
ويسعى الآلاف سنويا إلى الدخول بطرق غير شرعية الأراضي الأميركية، عبر حدود المكسيك، بحثاً عن “الحلم الأميركي” وظروف عيش أفضل.
في حين سجل عبور أكثر من 10 آلاف شخص يومياً منذ مطلع الأسبوع الحالي فقط، مع تجمع عشرات الآلاف على المقلب الآخر من الحدود، على الجانب المكسيكي بانتظار فرصتهم.