اشتباكات السودان: اتفاق أولي بين الجيش وقوات الدعم السريع على عدم اتخاذ المدنيين دروعا بشرية
وقّع الجيش وقوات الدعم السريع السودانيان اتفاقا في السعودية، يوم الخميس، بشأن إيجاد هدنة إنسانية تسمح بحماية المدنيين وإيصال المساعدات للمتضررين.
وقالت الولايات المتحدة إن طرفي النزاع في السودان وقعا، في مدينة جدة السعودية، التزاما بالقواعد الإنسانية وليس وقفا لإطلاق النار.
وطبقا لنص الاتفاق، الذي اطلعت عليه بي بي سي، يلتزم الطرفان بحماية المدنيين في جميع الأوقات، مع السماح لهم بالمرور الآمن لمغادرة مناطق الاشتباكات، والتأكيد على عدم اتخاذهم دروعا بشرية.
ويلتزم الجانبان بعدم اتخاذ المرافق العامة والخاصة، مثل المستشفيات ومرافق المياه والكهرباء، للأغراض العسكرية، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين في مختلف أرجاء البلاد، وعدم عرقلة عمليات المنظمات الإنسانية.
وتعهّد الطرفان، في وثيقة الاتفاق المؤلفة من سبعة بنود، بإعطاء الأولوية للمناقشات المتعلقة بالتوصل لوقف إطلاق نار قصير المدى، مع وضع جدول زمني للتفاوض حول وقف دائم للأعمال العدائية.
ووقّع الاتفاق عن الجيش السوداني اللواء بحري محجوب بشري، وعن الدعم السريع العميد عمر حمدان.
وقال مسؤولون كبار بوزارة الخارجية الأمريكية لوكالة رويترز إن إعلان الالتزام الموقع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ليس وقفا لإطلاق النار، ولكنه يهدف إلى توجيه سلوك القوات لتأمين الظروف لتدفق المساعدات الإنسانية.
وقال المسؤولون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن الطريق إلى الهدف النهائي للوقف الدائم للأعمال العدائية سيظل طويلا حيث لا يزال الجانبان “متباعدين إلى حد ما”. غير أن المسؤولين الأمريكيين يأملون أن يخلق اتفاق جدة زخما.
وكانت مدينة جدة استضافت محادثات بين الجانبين، على مدى نحو أسبوع بوساطة من الرياض وواشنطن.
ويأتي الاتفاق الجديد بعد عدد من الهدن السابقة الغير فعّالة، منذ اندلاع القتال بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه الفريق محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي في 15 أبريل/نيسان الماضي.
وحذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن الجوع سيصل إلى مستوى قياسي في السودان مع تضرر 2.5 مليون شخص إضافي من الأزمة الحالية.
وناشد البرنامج تقديم أموال عاجلة لتوفير مساعدات غذائية سريعة لأكثر من مليوني شخص فروا من السودان إلى تشاد.
وأوضح أنه يحتاج إلى 160 مليون دولار من التبرعات. وحذّر من أن تقديم الغذاء للاجئين والنازحين داخليا سيتوقف هذا الشهر بسبب الصعوبات المالية.