في ذكرى وداع شيرين
الخميس 11 ماي 2023 – 14:16
في الذكرى الأولى لرحيل الزميلة الإعلامية شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة الجزيرة من الأراضي المحتلة فلسطين نجمة القدس ورمز الحقيقية والإعلام العربي.
عشنا مع تغطياتها الإخبارية مدى ربع قرن، ورحلت بتاريخ 11 ماي 2022، وها نحن اليوم نستذكر تلك الذكرى الحزينة لاغتيالها، وكأنها البارحة.
شيرين رحلت، ولكن لم يرحل صوتها الذي مازال إلى اللحظة يرعب صداه أعداء الاحتلال الصهيوني الغاشم الذي اغتالها بدم بارد، وتنصلوا من الاعتراف بجريمتهم البشعة لم يفارق خيالي مشهد جنازتها المهيبة، وتلك الحشود الهائلة التي ودعتها في يوم الجمعة خير يوم طلعت عليه الشمس، وخُلق فيه آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه خرج منها، جنازتها تعرضت لمضايقات قذرة من المحتل الصهيوني تمثلت في قفل الطرق والاعتداء على المصلين والمشيعين بهمجية مفرطة.
ذلك المشهد الخارق للقوانين والمخالف للأعراف الدولية وثقته عدسات القنوات الفضائية، واستنكرته الدول، وعارضته كافة الأديان السماوية، يبين أن هذا العدو لا يحترم حرمة الأموات ولا الأحياء ولا يجيد سوى لغة القتل وإزهاق الأرواح. التعدي على نعش شيرين والمشيعين ما هي إلا مخاوف واضحة من الجبناء بعد اغتيالها بدم بارد، وكشفت حقائقهم أمام المجتمع الدولي، ومع هذه المنغصات انتصر الشعب الفلسطيني، ولم يسقط نعش نجمة القدس ولم يسقط علم فلسطين وهو الشعب المكافح الصبور.
رحلت “نجمة القدس” بعدما تلقت رصاصة الغدر لأجل نضالها المستميت والدفاع عن قضية العرب الأولى فلسطين ولأجل المهنية الصحفية وتضحيتها للقدس الشريف، رحيلها لم يكن عاديًا، وحدت كافة الطوائف بمحبة الناس لها ولقربها منهم والوقوف على معاناتهم، “رسالتها الإعلامية” سامية تضرب بها الأمثال وأجمل المعاني.
لم يفارقني صوت شيرين أبو عاقلة وتقاريرها الإخبارية عندما تنقل لنا نشرات الأخبار العاجلة من القدس، واليوم أصبحت هي “الخبر” يتصدر اسمها عناوين الصحف ونشرات الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي. منذ ذكرى رحيلها وقصتها لم تنته لأن ذلك الصّوت يملأ كافة أرجاء الأرض، ويرعب أعداءها، وهي نائمة في قبرها، الكلمة الصادقة التي جسدتها “نجمة القدس” في عُرفنا الإعلامي لا تموت، والكلمة أشد من أسلحة جيوش غاشمة بكل ما تملك من عتاد وأسلحة متطورة وتقنيات حديثة.
رحلت شيرين بجسدها الطاهر وروحها الزكية وابتسامتها البهية بجانب “شجرة الصحفيين” الشاهدة على غدر الصهاينة، ولكنها لم ترحل من قلوب محبيها، وستبقى أسطورة إعلامية عربية ومدرسة مستقلة لن يكررها إعلامنا العربي.
ومضة
قتلوا التي برحيلها فُجع الورَى
قتلوا الندى إذ أُعدمت شيرينُ.