سودانيون رفضوا ترك الخرطوم.. نعيش على الماء والتمر
على الرغم من مرور 26 يوماً على الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع، لاسيما في العاصمة السودانية، فلا يزال الآلاف من السودانيين متمسكين بالبقاء في الخرطوم، أو ربما لم تسعفهم الظروف على المغادرة، كما فعل الآلاف غيرهم ممن نزحوا إلى ولايات آمنة.
لكن الظروف المعيشية التي يعانيها هؤلاء صعبة للغاية، وسط شح المواد الغذائية.
لا نعرف ماذا سنفعل
فقد قال أحد سكان الخرطوم، إنه لم يغادر هو ووالده منزلهما منذ اندلاع القتال في 15 أبريل، مضيفا أنهما أصبحا يعتقدان أنهما المدنيان الوحيدان الباقيان في الحي.
كما أضاف عمر عبر الهاتف من العاصمة السودانية المحاصرة “لا نعرف ماذا سنفعل سوى أن نعيش على الماء والتمر”، بحسب ما نقلت وكالة رويترز.
ويتناول الابن ووالده، اللذان رفضا مغادرة منزلهما بالقرب من مطار الخرطوم، وجبة واحدة في اليوم أملا في أن تكفيهما إمداداتهما الغذائية الآخذة في التضاؤل لفترة أطول.
أخذوا طعام الجيران
من جهته، أكد هاشم (35 عاما)، وهو صاحب نشاط تجاري سابق، إنه لم يتمكن من العثور على الأرز أو المعجنات منذ أسبوع وإن “هناك على الدوام عجزا في شيء ما”، مضيفا أنه كان سيغادر السودان لكنه لم يستطع لأنه فقد جواز سفره قبل بدء القتال.
وتابع قائلا “هناك من لا يملكون المال وهؤلاء لجأوا إلى منازل جيرانهم المهجورة ليأخذوا منها أي طعام يجدونه”. كما أردف: “أعيش من مدخراتي الخاصة… لكنها ستنفد في النهاية”.
من الخرطوم (أسوشييتد برس)
الحياة توقفت
بدوره، شدد أحمد خالد وهو طالب جامعي يبلغ من العمر 22 عاما وما زال مقيما بالخرطوم، على أن الحياة توقفت تماما، قائلا “لا نقدر أن نحس حتى بمرور الأيام”.
ويعاني المقيمون من تناقص الإمدادات الغذائية وانقطاع الكهرباء ونقص المياه وضعف الاتصالات.
كما يعاني الآلاف من صعوبة تحويل الأموال، أو حتى الوصول لمدخراتهم، وسط توقف عمل التطبيقات المصرفية، التي يعتمد عليها كثير من السودانيين.
كذلك، تعاني العاصمة من وضع صحي صعب جدا، مع إغلاق معظم المستشفيات، والمرافق الصحية.
من الخرطوم (رويترز)
فيما حذرت الأمم المتحدة من وقوع كارثة إنسانية كبرى في البلاد، إن لم تفتح خطوط الإمداد لإيصال المساعدات إلى الخرطوم وغيرها من المناطق المحتاجة. ونبه برنامج الأغذية العالمي من احتمال أن يسقط ما يصل إلى 2.5 مليون شخصن في براثن الجوع.، لاسيما أنه حتى قبل بدء أعمال العنف، كان الملايين في السودان والدول المجاورة يعتمدون على المساعدات الأممية أو غيرها بسبب الفقر والصراعات.
يشار إلى أنه منذ اندلاع القتال بين القوتين العسكريتين في 15 أبريل الماضي، فر عشرات الآلاف من العاصمة التي كان عدد سكانها قبل الحرب نحو 10 ملايين، لكن العديد من السكان أيضا قبعوا في منازلهم، إما بسبب خطورة الخروج أو الكلفة الباهظة للفرار أو لأنهم يفضلون التحصن بمنازلهم.