حرب القصور الرئاسية | صحيفة مكة
نفت كييف وقوفها خلف تلك الضربة محدودة التأثير، الأمر الذي أثار الشكوك حول من يقف خلفها.
بتحليل شخصي أرى أحد أمرين: الأول أرجح إلى الصواب، وهو أن هناك قيادات عسكرية أوكرانية لا تمتثل لقرارات القيادات العليا، وضباط قرروا إدارة المعركة بأنفسهم. والثاني: وهو الرأي الأقل احتمالية، أن موسكو من يقف خلف الضربة لشن هجوم أوسع وأشمل.
أما فيما قرأت من بعض النقاد والمحللين العسكريين، أن الضربة أتت لمحاولة جر الروس في حرب هجومية وبقاء الأوكرانيين في وضع الدفاع، وهو الوضع المحبب لدى الأوكرانيين، في ظل الضغوطات الغربية لشن هجوم مضاد. الجيش الأوكراني لا يريد شن الهجوم المضاد في هذا الوقت، ولذلك يرجح أنه قام بضرب الكرملين لاستفزاز الروس لعمل هجوم شامل، ليبقى الجيش الأوكراني في وضعية الدفاع.
الدول الغربية تريد من الأوكرانيين شن الهجوم المضاد، بسبب الدعم اللامحدود لهم دون دفع أموال، فهم يريدون مقابل ذلك على أقل تقدير إحراز تقدمات في الحرب.
الروس على الجانب الآخر لديهم خططهم، فيبدو أن مهمات الهجوم والتقدم تركت لقوات فاغنر، ومهمات الدفاع عن المكتسبات من المناطق المحتلة في أوكرانيا مهمة الجيش الروسي.
رغم الخلافات بين فاغنر والجيش الروسي التي لا بد وأن تظهر للعلن بين فترة وأخرى، إلا أن هناك تناغما عسكريا وتبادلا للأدوار بشكل جيد.
أخيرا، قالت روسيا على لسان وزير خارجيتها، إنها سترد على الضربة الأخيرة للكرملين، ولكن لا نعلم ما طبيعة هذا الرد، فهل يقومون بضرب القصر الرئاسي في كييف؟
أم سيخرجون عن مخططاتهم العسكرية ويقومون بشن هجوم واسع؟
كل ذلك محتمل، كما أن الهجوم المضاد الأوكراني محتمل، خاصة أنهم مدفوعون من الغرب بشكل كبير، فليس أمام الأوكرانيين إلا الهجوم فقط، والطريقة الوحيدة للهرب من واقع الهجوم هو استفزاز الروس لأقصى درجة، لذلك رأينا المسيرات فوق الكرملين، وقد نشاهدها فوق المنشآت النفطية الروسية.
هل التصعيد سيشمل ضرب المناطق الحساسة في البلدين، أو الاكتفاء بالرد الميداني على أرض المعركة؟
هل تنجح أوكرانيا في استفزاز الروس للهجوم؟
أم ستجبر على التخلي عن وضعية الدفاع وتبدأ هجومها معززة بقدرات ودعم غربي؟.
لِنرَ إلى ماذا تسير إليه الأمور في قادم الأيام.
m_a_algarni509@