جامعة وجدة تستحضر جهود الاعتناء بالأرگان
للسنة الثالثة على التوالي، خلدت جامعة محمد الأول بوجدة، الأربعاء، الذكرى الثالثة لاعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 2021 يوم 10 ماي “يوما عالميا لشجرة الأركان”، عبر يوم دراسي مفتوح احتضنه فضاء كلية العلوم التابعة للجامعة سالفة الذكر، لتسليط الضوء على العمل البحثي الذي تم إجراؤه على شجرة الأركان الشرقية لأكثر من عشرين عاما داخل هذه المؤسسة الجامعية.
ووضع فريق البحث “البستنة والمناظر الطبيعية والغابات”، المشرف على اليوم الدراسي، عددا من المنصات المعرفة بأنواع أشجار الأركان التي تشكل موضوع أبحاث عدد من طلبة سلكي الماستر والدكتوراه بالكلية ذاتها، لا سيما المنتمين إلى مختبر تحسين الإنتاج الزراعي والتكنولوجيا الحيوية والبيئة.
في السياق ذاته، تم تنظيم زيارة ميدانية لفائدة أساتذة وطلبة الجامعة داخل مشتل للأعمال التطبيقية والأبحاث يغطي مساحة حوالي 3 آلاف متر مربع داخل كلية العلوم، مخصص لتجارب مسلكين دراسيين تمتاز بهما الكلية عن باقي كليات المغرب، وتستقطب الطلبة من جميع جهات المملكة؛ يتعلق الأول بإجازة مهنية في بستنة التزيين والمساحات الخضراء، والثاني بماستر متخصص في هندسة البستنة والمساحات الخضراء.
عبد الباسط بريشي، مدير مختبر تحسين الإنتاج الزراعي والتكنولوجيا الحيوية والبيئة بكلية العلوم، قال إن تخليد هذا اليوم العالمي يتوج مسار طويل للكلية في دراسة وبحث سبل تطوير غرس شجرة الأركان بجهة الشرق، منذ غرس أول شجرة أركان بها سنة 1992.
وأضاف بريشي، ضمن تصريح لهسبريس، أن تجربة غرس هذا النوع من الأشجار الذي يُعرف بأنه خاص بمنطقة أكادير كانت ناجحة، إذ بلغت النتائج الأولى لغرس بذورها إلى ما يتراوح ما بين 40 و60 في المائة من التكاثر لترتفع هذه النسبة إلى 95 في المائة ومائة في المائة بالنسبة للبذور المزروعة في ظروف متحكم فيها.
وأشار مدير مختبر تحسين الإنتاج الزراعي والتكنولوجيا الحيوية والبيئة بكلية العلوم إلى أنه بفضل هذه التجارب تم خلق غابة لشجرة أركان في منطقة “الشويحية” التابعة لإقليم بركان والتي زُرعت بها نوع من الأشجار يُسمى “أركان بني زناسن”، في إطار شراكة بين جامعة محمد الأول وعمالة إقليم بركان والمديرية الجهوية للوكالة الوطنية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بجهة الشرق والمركز الإقليمي للبحوث الزراعية الشرقية، مبرزا أن الكلية تتجه نحو تسجيل ثلاثة أصناف من الأركان في القائمة الرسمية للمغرب.
من جانبه، نوه ياسين زغلول، رئيس جامعة محمد الأول، بجهود فريق البحث المهتم بشجرة الأركان بكلية العلوم، التي ستُساهم في غرس 700 مائة هكتار من الشجرة التي وصفها بـ”المغربية الخالصة”.
وذكر زغلول، في تصريح لهسبريس، بفوز الفريق البحثي المذكور بجائزة الحسن الثاني الكبرى في الابتكار والتقنيات التطبيقية في المجال الفلاحي لسنة 2023 بالملتقى الدولي للفلاحة الذي أقيم بمدينة مكناس، عبر تطوير صنف من نبات الخروب يحتوي على أعضاء ذكرية وأنثوية.
يُشار إلى أن تم استكمال التزام جامعة محمد الأول بتسليم 10 آلاف شجرة أركان على مدى ثلاث سنوات لفائدة المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بالشرق؛ فقد جرى، اليوم الأربعاء، تسليم آخر 3 آلاف شجرة، فضلا عن 3 آلاف شتلة من شجر فستق الأطلس. كما تم زرع شتلتين من شجرة الأركان بشكل رمزي في مركز التعلم الإلكتروني بالجامعة.