بعد هجوم جربة.. دعوات لكشف اختراق النهضة للمؤسسة الأمنية بتونس
أعاد الهجوم الذي شهده محيط معبد الغريبة اليهودي بجزيرة جربة جنوب شرق تونس، مسألة اختراق المؤسسة الأمنية من قبل حركة النهضة، إلى الواجهة، على خلفية تنفيذها من قبل عنصر أمني، متشدد دينياً كان يعتزم في وقت سابق التحول إلى بؤر النزاع في سوريا، وفق ما ذكره مراقبون.
في هذا الصدد، شدّد نواب في البرلمان إلى جانب أحزاب ومكونات من المجتمع المدني في تونس، على “ضرورة حماية المؤسسة الأمنية وتطهيرها من المخترقين”، داعين السلطة إلى تسريع الكشف عما وصفوه بـ”عصابات إرهابية وإجرامية اخترقت أجهزة الدولة وعملت على تفكيكها”.
حل حركة النهضة
بدورها، أكدت النائب فاطمة المسدي، اليوم الخميس خلال جلسة عامة للبرلمان، أنّ حادثة جربة “أثبتت اختراق النهضة للمؤسسة الأمنية، داعية إلى مراجعة كل التعيينات في الجهاز الأمني خلال العشرية الأخيرة، مطالبة في هذا الصدد بحلّ هذه الحركة وتصنيفها كتنظيم إرهابي.
وأمس الأربعاء، اتهم حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد (يساري)، النهضة بالوقوف وراء هجوم جربة، معتبرا أن نشر الإرهاب بالبلاد تزامن مع صعودها إلى الحكم في 2011، وذلك عبر اختراق أجهزة الدولة وتشكيل عصابات أمنية موازية وتنصيب نقابات أمنية موالية، إلى جانب إغراق البلاد بالسلاح والمال الفاسد”.
ادعاءات كاذبة
فيما سارعت حركة النهضة الصادر ضد رئيسها راشد الغنوشي أمر إيداع بالسجن بتهمة التآمر على أمن الدولة، إلى إعلان مقاضاتها لمسؤول حزب الوطنيين الديمقراطيين منجي الرحوي، محّمّلة إيّاه مسؤولية ما اعتبرته “ادعاءات كاذبة وتحريضا على الحركة ومنتسبيها”.
وبدورها، دعت مكونات من المجتمع المدني من بينها نقابة المحامين، إلى تكثيف الأبحاث لملاحقة الأطراف المتورطة في حادثة جربة، التي أسفرت عن مقتل 5 أشخاص بينهم 3 أمنيين، مطالبة بتحميل المسؤوليات في أي تقصير أو تسلل إرهابيين إلى أجهزة الأمن الوطني، وفق بيان صدر عنها.
يذكر أنّ الرئيس قيس سعيد الذي عقد أمس الأربعاء اجتماعا لمجلس الأمن القومي، كان قد حذّر منذ عامين من اختراق المؤسسة الأمنية، مؤكدًا “أن الأمن في خدمة الدولة لا في خدمة أي جهة أخرى”، ما اعتبره مراقبون اتهاما غير مباشر للنهضة.