آخر خبر

الشبو.. طريق نحو الموت! | صحيفة مكة


خطر قادم وتهديد واضح وهدف صريح موجه نحو الفرد على وجه الخصوص ومجتمعه على وجه العموم، عند انتشار لظاهرة ولا نسميها ظاهرة وتزول، بل هي متكررة وبأسماء وكميات ونوعيات ومخاطر وضحايا، تختلف الأوقات والظروف والأسماء ويبقى هدفهم قتل الإنسان ونشر الفساد في الأرض وتعزيز الضياع في المجتمعات وبث الفرقة وزرع السموم والقتل والعداوة والحرب والخراب هذه أبرز الأهداف لموزعي السموم والقائمين عليها.

هدم وخراب ليس للبيئة فحسب بل لهوية الإنسان وصحة عقله ونفسه فيصبح لا يعي بتصرفاته ولا يمتنع عما يؤذي نفسه ومن حوله، فالإيذاء ليس مقصورا على نفس الإنسان بل يصل إلى أقرب شخص إليه من أسرته ومن يعز عليه، الحوادث القاتلة والمدمرة تذهب بأنفس بريئة مما يرتكبه موردون هذه المواد ومتعاطوها؛ فأبرز مثال تذهب الأسرة والوحدة الدينية، والوطنية تزول ويبقى الإنسان بلا عقل يميزه عن غيره ولا فهم يدرك ما مصيره، ثم يقتل ويهلك أسرته وأقاربه ويهلك نفسه بقتلها فهو مشروع انتحار جديد وواضح وصريح هدفهم فيه تفكك المتجمع والإطاحة بالنفس ونشر الخراب بين المجتمعات وإهلاك النفس بطريقة سريعة كانت أم بطيئة حسب ما تحمله تلك المادة من سموم وأمراض.

المدمن اسم يطلق على شخص غير قادر على التوقف عن فعل شيء معين قد اعتاد عليه أو أخذه، أو استخدم شيء معين بحيث تؤدي عدم القدرة على التوقف إلى إيصاله لمرحلة تلحق الضرر بنفسه، الإدمان والمدمن حين نسمعها يتبادر لأذهاننا متعاطي المخدرات دون أن نعلم ما اسم المادة التي يتم تناولها وما مدى سميتها، نحن لا ندرك الواقع كيف اختلف وكيف أن هناك من يريد أن نصبح بلا هوية وبلا وطن وبلا متجمع يسعون بكل الطرق إلى تفكيك الأسر وانتشار الدمار والهلاك بين المجتمعات حتى يحققوا غاياتهم ومكتسباتهم، فهم لا يعرفون للدين مكانة ولا للقيم أصولا ولا أساسا لمبادئ، الأهم عندهم زرع ما يردون وتحقيق غاياتهم سواء كانت مادية أو نوعية؛ فالغاية الأسمى لديهم تفكك هذا المجتمع وزواله وحصد ما يحصدونه بهم والسيطرة على ما يمكن استغلاله وإيجاده وتمكينه.

تتعدد المواد المخدرة وتختلف إلا أن هذه الفترة نسمع كثيرا ونرى نتائج حوادث حدثت بسبب مادة تدعى «الشبو» التي انتشرت بين شبابنا بوجه خاص وشباب الوطن العربي بوجه عام، لاسيما هو سعي من المخربين الذين يريدون الإطاحة بوحدة وألفة ومكانة المجتمعات في أوطانها نزولا بها إلى مستنقعاتهم القذرة وحربهم بقتل النفس البشرية لغايات سياسية أو اجتماعية، لكل فكرة لهم غاية ووسيلة لكن نسأل الله أن يرد كيد كل كائد وحاقد وفاسق على هذا الوطن الغالي وشعبه في نحره ويجعل تدبيره تدميرا عليه، ويحفظ علينا أمننا وأماننا واستقرارنا ورخاءنا، ويحفظ الأمة العربية والإسلامية وشعوبها من كل سوء.

لمن يهمه الأمر ويدرك حجم المسؤولية.. فكر قبل الإقبال على أمر ما، كن واعيا ومدركا لما يدور من حولك ولا تسلم نفسك لأي شخص ولا تجعل نفسك محل تجربة واستغلال، كن مسؤولا عن نفسك وعن مجتمعك، حين ترى الخطأ بادر بالاتصال على أصحاب الاختصاص لا تكن مشاهدا فقط بل كن مساهما في حفظ نفسك ومجتمعك، ثقف ذاتك أولا وافهم الخبر وأدرك الوقت المناسب وسارع بالتبليغ عن كل أمر غريب ومنظر مريب يستوقفك، ثم احفظ عقلك ونفسك فأنت مسؤول أمام الله عنهما، احفظ عليك دينك ثم وطنك ومجتمعك فهم أعز ما تملك.

3ny_dh@



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى