الممارس الإعلامي أم المختص؟ | صحيفة مكة
ودعونا نزيح الصحافة قليلا عن محور النقاش كي نكون أكثر دقة، فالظاهرة التي أتحدث عنها قليلة الحدوث في الصحافة؛ لأننا ما رأينا أحدا يمارس الصحافة ويدعي أنه صحفي إلا بالفعل وجدنا عنده صفة من صفات أهل الصنعة الصحفية.
الحديث عن البقية المتبقية ممن دخلوا أفواجا تحت المظلة العامة للإعلام بمفهومه العام؛ فالسنابيون على سبيل المثال يقولون نحن إعلاميون، والفيس بكيون (وأرجو أن يكون هذا الجمع صحيحا) يقولون نحن إعلاميون أيضا، ولا يهون السادة التيك تكيون الذين أشغلوا سكان الكوكب ببثهم هم كذلك يصنفون أنفسهم إعلاميين.
الكل يدعي وصلا بليلى وليلى (للأسف) قررت أن تخلع أي عريس!!
إذن مشكلة الدخول إلى مهنة الإعلام من الباب الأوسع ليست مشكلة حديثة، ولا ظاهرة عند مجتمع معين، بل تكاد تكون عالمية.
أذكر أني قرأت ورقة عمل مترجمة في بداية عشقي الصحفي، يوم أن كنت شغوفا بالصحافة صبورا على متاعبها وولوعا بها، تقول بما معناه: لا نعاني من وجود طبيب ولا معلم ولا مهندس وجد داخل هذه المهن بالصدفة أو بضربة حظ، بينما نعاني من ذلك في الإعلام.
السبب من وجهة نظري مع (شوية بهارات) من المفهوم العام لتلك الورقة أن الأول عبر من بوابة الدخول بشهادته التخصصية (بغض النظر عما إن كان يفهم أم لا)، بينما الآخر أتى من منفذ الوسيلة الإعلامية.
صحيح أن فكرة نخبوية الإعلام تراجعت كثيرا، إذ لم تعد تلك الزوايا والمنابر الإعلامية تشرئب إليها الأعناق لنتطلع إلى ماذا يقول أو تقول تلك الوسيلة؛ كون العالم يعيش فضاء منفتحا، كما أننا مع فكرة أن الإعلام الجديد، ومواقع التواصل الاجتماعي هي الأخرى تقدم إعلاما، لكن ليس بتلك الصور التي نراها ونشاهدها من بعض الذين يدعون أنهم إعلاميون لا من خلال الإعلامي المختص أو الإعلامي الهاوي الموهوب وإنما من خلال من استطاع أن يفتح حسابا في إحدى المنصات الإعلامية واعتبر نفسه بذلك إعلاميا.
أما السؤال الذي تتباين فيه الآراء حول من يدير المؤسسة الإعلامية «هل هو المتخصص أم الممارس الموهوب؟» فأتركه للمقال القادم إن شاء الله. وعيدكم مبارك.
rtx444@