تغيير المناهج التعليمية “بعد التطبيع” يثير جدلا في البحرين

وزارة التربية في البحرين
اجتاحت موجة من الغضب وسائل التواصل الاجتماعي في البحرين بسبب تغيير المناهج التعليمية وتعديلات على الخرائط والأحاديث الشريفة والسيرة النبوية وذلك بعد التطبيع مع إسرائيل، وولي العهد البحريني يتدخل.
وكان ناشطون بحرينيون قد أكدوا “وجود تغييرات في المناهج البحرينية تضمنت”إدخال كلمة إسرائيل في الخارطة، في كتاب اجتماعيات الصف الأوّل الإعدادي، وحذف درس عن اليهود في كتاب الاجتماعيات الخاصّ بالصف الثالث الإعدادي، وثالثا إدخال درس يتحدث عن اتفاقية التطبيع بين البحرين وإسرائيل”.
وعقب هذه التغييرات أصدر العلماء والدعاة بمملكة البحرين بيانا قالو فيه إنهم “تبلغوا ببالغ القلق والأسى ما أقدمت عليه وزارة التربية والتعليم من تغييرات مشبوهة في عدد من المناهج الدراسية المقررة في المدارس الحكومية”
وطالب البيان وزارة التربية بالتراجع الفوري وإعادة الأمور إلى نصابها.
وعقب الجدل الكبير أصدر ولي عهد البحرين، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، أمرا لوزير التربية والتعليم بالوقف الفوري لأي تغييرات طالت المناهج التعليمية.
وأفادت وكالة أنباء البحرين الثلاثاء، بأن بن حمد قرر إيقاف التغييرات بالمناهج “غير المتوافقة مع القيم الوطنية البحرينية، والمتمثلة في حماية الدين، وعدم المساس بثوابته، والتمسك بالإسلام عقيدة وشريعة ومنهاجاً، وفق ما ورد في ميثاق العمل الوطني والدستور”.
وشدد آل خلفية على أن “الدين الإسلامي وثوابته غير قابل للمساس به، وواجب الجميع احترامه وحمايته”.
ووقعت البحرين والإمارات، منتصف سبتمبر/أيلول 2020، اتفاقات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في حفل رسمي استضافه البيت الأبيض في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
مطالبات بالمحاسبة
وبالرغم من الأمر الذي أصدره ولي العهد البحريني بوقف العمل بالتغييرات الخاصة بالمنهج التعليمي، إلا أن ذلك لم يمنع المغردين من المطالبة بمحاسبة وزير التربية لأنه “تصرف بدون الرجوع الى رئيس الوزراء، وتم صرف مبالغ كبيرة من ميزانية الدولة”.
ورأى مغردون أن التطبيع هو “أساس سياسي وليس تعليمي وقرار المناهج سيادي لا يخص أية دولة أخرى”
وقارن البعض مع البلدان العربية الأخرى التي طبعت مع إسرائيل من قبل مثل مصر والتي حسب تعبيرهم “لم تتغير المناهج الدراسية فيها بعد اتفاق كامب ديفيد حتى اليوم”
واعتبر آخرون أن تصريح رئيس الوزراء هو “مجرد جرعة تخدير…لامتصاص غضب المواطنين وأولياء الأمور”
“التطبيع هو المشكلة”
من جهة أخرى، أثنى البعض على الموقف الذي أبداه ولي العهد البحريني معتبرين أنه “موقف محترم” لكن المشكلة حسب تعبيرهم “ليست في تغيير المناهج بل في التطبيع من الأساس”.
لكن ولي العهد البحريني لم يسلم من الانتقادات والاتهامات له بالمساهمة بـ”جريمة تطبيع المناهج”، لأنه “لا يعقل لوزير أن يقوم بهذه التصرفات دون علم رئيس الوزراء، و لولا غضب الرأي العام لمر الأمر مرور الكرام”.
وفي نفس السياق استغرب جواد فيروز النائب البحريني السابق، التناقض بين موقف وزارة التربية التربية ورئيس الوزراء في البحرين حول تغيير المناهج التعليمية لتحريف المضامين وتزييف الحقائق التاريخية” وذلك بعد إحالة وزارة التربية بيانات “صاحب موقع تواصل اجتماعي” إلى الإدارة العامة لمكافحة الجرائم الإلكترونية.