أخبار العالم

الملكة الشرفية لإسبانيا تثير التكهنات بزيارة خيرية إلى مدينة سبتة المحتلة



تستعد الملكة الشرفية لإسبانيا صوفيا فيديريكا للعودة إلى مدينة سبتة المحتلة لحضور حفل خيري، بعدما شكلت زيارتها الأخيرة قبل 16 سنة رفقة العاهل السابق خوان كارلوس أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين الرباط ومدريد.

وكشفت وسائل إعلام إسبانية أن “دعوة الملكة الشرفية صوفيا تمت عبر ممثلين لبنك التغذية بمدينة سبتة المحتلة، وهي الدعوة التي تلقتها الملكة السابقة بشغف وحب كبيرين”.

ويأتي الحدث الذي تستعد الملكة الشرفية صوفيا لحضوره في سياق “المؤتمر السنوي لبنوك التغذية في مدينة سبتة المحتلة”، إذ عرض ممثلو البنك على الملكة افتتاح سفينة ومستودع لوجيستي، الأمر الذي أثار حسب وسائل الإعلام سالفة الذكر “إعجابها، وأعطت من خلاله موافقتها المبدئية على تخصيص زيارة إلى المدينة”.

تحركات اليمين

نبيل دريوش، المحلل السياسي المختص في الشأن الإسباني، قال إن “هاته الزيارة لا تشكل أي بعد سياسي، ولن يتخذها المغرب بمثابة زيارة رسمية، إذ تأتي في إطار عمل خيري”.

ولم يستبعد دريوش في تصريح لهسبريس، أن “يكون لليمين الإسباني الذي يضع يده على المشهد السياسي والمجتمع المدني بسبتة ومليلة المحتلتين دور في هاته الزيارة، وذلك في سياق الفرضيات التي تحوم حول زيارة الملكة التي كانت خلقت مستويات متوترة من التصعيد الدبلوماسي بين مدريد والرباط”.

“لا يمكن أن يسمح قصر المونكلوا أو الحكومة الإسبانية بمرور هاته الزيارة، باعتبار تأثيرها على سيرورة العلاقات الودية بين المملكتين المغربية والإسبانية”، يبين المحلل السياسي المختص في الشأن الإسباني عينه، مشددا على أن “العلاقات بين الطرفين تمر بمرحلة جديدة، والرباط تعلم التوظيف السياسي لليمين الإسباني لجل الأحداث والقضايا التي يمكن أن تساهم في عرقلة هاته المرحلة”.

وأوضح المتحدث ذاته أن “جميع الفرضيات تبقى قائمة حيال هاته الزيارة، ويبقى اليمين الإسباني المشتبه فيه الأول في التحضير لها”.

وخلص دريوش إلى أن “العائلة الملكية بإسبانيا يمكن أن يكون لها دور في تحريك وجوه قديمة بالمدينتين المحتلتين لاعتبارات سياسية مع الرباط”.

صمت الرباط

أشار رضى فلاح، الأستاذ بجامعة ابن زهر بأكادير، إلى أن “اليمين الإسباني له دور كبير في التحضير لهاته الزيارة، التي خلفت جرحا عميقا في العلاقات بين بلدين، لكن اليوم تم تجاوز تلك المرحلة عبر بناء شراكة إستراتيجية محورية تنبني على حسن الجوار وتكثيف سبل التعاون”.

وأضاف فلاح، في تصريح لهسبريس، أن “المغرب مطالب برد حازم تجاه هاته الزيارة، لأن خلفياتها واضحة، فهي تأتي كرد من قبل الدولة العميقة بمدريد على تصريحات مسؤولين مغاربة حول مغربية مدينتي سبتة ومليلية”.

وبين المتحدث ذاته أن “الحكومة والدولة العميقة بإسبانيا تسعيان إلى جس نبض المغرب حول هاته الزيارة”، مؤكدا في الوقت ذاته أن “الرباط يجب أن ترد بقوة لتمنع محاولات التطبيع مع الأمر الواقع في مدينتي سبتة ومليلة”.

“هاته الزيارة تعد اختبارا واضحا للحكومة والقصر الملكي الإسبانيين حيال مواقفهما من العلاقة مع المغرب”، يخلص المصرح لهسبريس، مشددا على أن “رد المغرب حيال زيارة غالي للعلاج في إسبانيا أوضحت لصناع القرار بمدريد أنه لا يقبل الهفوات بخصوص وحدته الترابية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى