أخبار العالم

المؤشرات الاجتماعية بالمغرب .. “تأنيث الساكنة” وتزايد التوسعات الحضرية



في أحدث منشوراتها السنوية بعنوان “المؤشرات الاجتماعية للمغرب”، أكدت المندوبية السامية للتخطيط توجّهات ديمغرافية متزايدة نحو “تأنيث الساكنة المُقيمة”، مع “عدد أقل من الأطفال وعدد أكبر من البالغين” (أغلبهم من النشطين العاملين أو كبار السن)، وفق أرقام وبيانات إحصائية صادرة عنها إلى حدود فاتح شهر يوليوز من العام 2022.

وتنقسم هذه الوثيقة، التي أتت في حوالي 300 صفحة، الصادرة باللغة الفرنسية عن أرفع مؤسسة إحصائية وطنية، إلى سبعة فصول وأقسام كبرى تتناول عبر بيانات ورسوم توضيحية وخرائط بالتفصيل، وضعية التركيبة السكانية (الديموغرافيا)، ومؤشرات عن “النشاط والعمالة والبطالة”، ثم “التعليم/التربية والتكوين”، إضافة إلى “الصحة”، “السكن وظروف المعيشة”، و”الأسر المغربية: النمو، المداخيل ومستويات معيشتها”، فضلا عن “الثقافة والترفيه”.

“ساكنة سمتُها التأنيث والشيخوخة”

“الشق الديمغرافي” المتضمن في الفصل الأول من الوثيقة ذاتها، التي تتوفر هسبريس على نسخة منها، استعرض مجموعة من المؤشرات المتعلقة بـ”السُّكان والأسَر: المستويات والهياكل المحدَّدة، والزواج، والطلاق والتَّرَمُّل، وكذا الخصوبة، والهجرة، والعديد من المظاهر الديمغرافية الأخرى”.

أكدت مندوبية التخطيط أنه “في 1 يوليوز 2022 بلغ عدد سكان المملكة المغربية ما مجموعه 36.67 مليون نسمة”، مشددة على أن أبرز سمات الساكنة تظل كونها “ساكنة تتجه تدريجياً نحو هيمنة واضحة لنون النسوة”؛ إذ بلغ معدل التأنيث بالمغرب (taux de féminisation) إلى حدود 2022 نسبة 50.2 في المائة.

وعلاقة بالأعمار، سجلت المؤسسة الرسمية ذاتها أن هناك توجها للتأنيث أقل قليلا بالنسبة للأعمار المنخفضة، ولكن أكثر فأكثر مع تقدُّم الأعمار.

مجالياً، أبانت المعطيات والأرقام أن “عدد النساء يظل أكثر من الرجال في المدن المغربية”، كما أن “العكس صحيح في الأرياف والقرى”، بعدما أحصت المندوبية “97 ذكراً مقابل 100 امرأة في المدن، و103 في المائة من النساء في القرى في عام 2022”.

وثيقة “المؤشرات الاجتماعية” عزَت، حسب خبراء المندوبية، التوجهات سالفة الذكر إلى “عاملين رئيسيين”، هما الهجرة القروية (النزوح الريفي نحو الحواضر) وطول عُمر المرأة.

حواضر مغربية “مكتظة”

وبخصوص وسط الإقامة أو مجالها الترابي، سجلت المندوبية السامية للتخطيط أن “معدل التوسع الحضري أو نسبة الساكنة الحضرية بالمغرب (taux d’urbanisation) استقر في 64.3 في المائة”، مما يؤكد توجهات متصاعدة ومؤشرات “مقلقة” عن الهجرة الريفية إلى المدن والحواضر بالمغرب.

أبرز الأسباب، حسب المصدر عينه، ترجع، في معظمها، إلى “التوسع الحضري الناجم عن النزوح الريفي–القروي”، فضلا عن “تمدّد النطاقات الحضرية لأبرز المدن”. في هذا الإطار، نبّهت المندوبية إلى “توسيع المناطق الحضرية: توسيع المدن وإعادة تنمية وتأهيل بعض المناطق القروية”.

ربُع الساكنة أطفال

الهيكل العمري للمغاربة خلال سنة 2022 أبان، وفق آخر الإحصائيات التي نشرتها المندوبية، أن ربُع الساكنة بالمغرب من فئة الأطفال واليافعين (25.2 في المائة)، مقابل 12.2 في المائة من كبار السن والراشدين. بينما جاوزت نسبة المغاربة والمغربيات البالغين سن العمل والنشاط 56,6 في المائة متم السنة الماضية.

ولفتت المندوبية السامية للتخطيط إلى أن “الشيخوخة الواضحة تستمر بسبب متوسط العمر المتوقع الأطول”، وكذا “زيادة طول العمر بين النساء، لا سيما في المناطق الحضرية”.

الإعالة الديمغرافية

ارتفع معدل الإعالة أو التبعية الديموغرافية (Dépendance Démographique) إلى 60 في المائة في عام 2022.

ومعدل الإعالة الديمغرافية هو “نسبة السكان غير النشطين عموما (الأطفال دون سن 15، أو الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما) بالنظر إلى السكان في سن العمل”.

واحتسبت المندوبية “التغيير بين عامي 2004 و2022″، مسجلة “انخفاضا بـ 26 نقطة في الاعتماد على الأطفال”، بينما زادت مؤشرات الإعالة لكبار السن بـ 7 نقاط خلال الفترة نفسها.

ويتجلى الاعتماد على إعالة كبار السن بوضوح في “أوساط النساء، خاصة بالمناطق القروية”.

يشار إلى أن المندوبية أتاحت، عبر منشورها هذا، لمختلف المهتمين والباحثين ومستعملي البيانات “مجموعة من المؤشرات القادرة على رسم صورة اجتماعية لتيسير اتخاذ القرارات وتوفير العناصر اللازمة لتقييم السياسات العمومية”.

وبالإضافة إلى تلك التي أصدرتها المندوبية السامية للتخطيط، يوفر المنشور بيانات مصدرُها عدد من القطاعات الوزارية، لا سيما الصحة والتعليم والتكوين المهني والشباب والرياضة، من السِّجلات الإدارية أو الدراسات البحثية الاستقصائية التي تُجريها الإدارات العمومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى