الكويت: تشكيل لجنة لتعديل التركيبة السكانية وتنظيم سوق عمل الوافدين تثير جدلاً
شهد قرار مجلس الوزراء الكويتي بالموافقة على تشكيل اللجنة الوطنية لتنظيم التركيبة السكانية في البلاد جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي.
وجاء قرار مجلس الوزراء بناء على توصية سابقة من لجنة الشؤون القانونية الوزارية لتشكيل اللجنة، والتي ستكون برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وعضوية عدد من الوزارات والهيئات ذات العلاقة.
وتتعلق أعمال لجنة تعديل التركيبة السكانية بالاهتمام بمعالجة الاختلالات في التركيبة السكانية وسوق العمل في دولة الكويت، في ظل وجود أعداد كبيرة من العمالة الأجنبية في البلاد.
وأظهرت آخر إحصائية صادرة عن الإدارة المركزية للإحصاء في الكويت لعام 2022 أن عدد السكان في البلاد يبلغ 4 ملايين و200 ألف، الكويتيون منهم قرابة مليونين و800 ألف.
“تكويت الوظائف”
رفعت اللجنة الوطنية لتنظيم التركيبة السكانية توصياتها إلى مجلس الوزراء مؤخراً، بشأن “تكويت” الوظائف وتشجيع العمالة الوطنية للعمل في القطاع التعاوني، وألزمت الجمعيات التعاونية “المؤسسات الاستهلاكية” بسرعة “تكويت” جميع الوظائف القيادية الإشرافية ورفع نسبة العاملين فيها، مما يتيح خلق نحو 3 آلاف فرصة عمل للكويتيين في القطاع.
كما أصدرت اللجنة قراراً بتكليف الهيئة العامة للقوى العاملة بالتنسيق مع القطاع الخاص لإعداد برنامج تدريبي لتأهيل وتمكين الكوادر الوطنية الكويتية للعمل في القطاع الخاص.
“قرار عنصري”
أثار تشكيل اللجنة الوطنية في الكويت لتنظيم التركيبة السكانية جدلا واسعا بين رواد منصة تويتر من الكويتيين والجالية الأجنبية المقيمة في الكويت حول الغاية من تشكيلها وجدوى تطبيق قراراتها.
ويقول فهد العوضي في تغريدته: “التخفيف من أعداد الوافدين إلى الكويت مفهوم ومطلوب من أجل التركيبة السكانية، ولكن أن تُضيق عليهم في الصحة والجمعيات وغيره فهي سياسية عنصرية”.
ويرى مؤيد أن “التكويت” مضر للدولة، لأن احتياج سوق العمل هو من يحدد التركيبة السكانية ونوعيتها وجنسيتها، ويطرح مثالاً على ذلك بالقول: “تخيلوا استقدم دكتور استشاري صاحب خبرة، شلون تقول لي شوفلك جنسية أخرى لأن هذه الجنسية تعدت النسبة المسموحة”.
ويؤكد محمد المشعل أن بعض الأعمال الإنشائية التي يقوم بها العمال الأجانب لا يمكن الاستغناء عنها، ويقول: “نحن بلد لا يملك الأيدي العاملة والحرفيين في البناء، فإذا قل العدد زاد الأجر وأصبح البنيان بطيئاً والمتضرر هو المواطن”.
“حق للدولة”
وتتمنى بدرية في تغريدتها أن يكون هناك تغيير واضح في التركيبة السكانية لدولة الكويت، مضيفة: “الكويت دولة صغيرة محدودة المساحة، لا يجوز هذه الأعداد الهائلة من الوافدين الأجانب”.
ويطالب خالد الهاجري إلى تغيير شامل في التركيبة السكانية بسبب ما وصفه الآثار المدمرة للتركيبة الحالية على الكويت وشعبها.
واعتبر عبد المجيد الشطي أن تعديل التركيبة السكانية هو حق لدولة الكويت، مطالباً أن يكون من خلال حلول “عقلانية”، حتى لا تحدث أضراراً في المجتمع والاقتصاد.
ووصف محمد الرشيدي القرار بالتاريخي، وقال “أنقذو الكويت قبل فوات الأوان بتعديل التركيبة السكانية لتخفيف الضغط على كافة الخدمات”.
ويعتبر قصر السيف أن أهم ركيزة للتركيبة السكانية هو “تنوع الجنسيات” وعدم جعل جنسية واحدة تمثل أغلبية الوافدين، مشيراً إلى أن كل جنسية يجب ألا يزيد تمثيلها عن 20 % من عدد المواطنين.
إحصائيات وأرقام
كشفت إحصائيات الإدارة العامة للإحصاء في الكويت عدداً من الأرقام في تقريرها الأخير لعام 2022 عن سوق العمل في البلاد، أبرزها:
- يبلغ عدد العمالة غير الكويتية “الأجنبية” لعام 2022 مليوناً و600 ألف، باستثناء القطاع العائلي “عاملات المنازل”.
- تحتل الجنسية الهندية المرتبة الأولى من حيث أعداد العمالة في الكويت لتبلغ 500 ألف فرد تقريباً.
- تحتل الجنسية المصرية المرتبة الثانية لتبلغ 480 ألف فرد تقريباً.
- يبلغ عدد المتعطلين عن العمل المسجلين في ديوان الخدمة المدنية لعام 2022 في الكويت 8 آلاف و318 مواطناً كويتياً.
- يبلغ عدد الأجانب العاملين في القطاع الحكومي في الكويت 93 ألفاً، وفي القطاع الخاص قرابة مليون و500 ألف.