5 دول وراء عودة سوريا للعرب

تحركات بدأت منذ فترة واكتسبت زخما بعد الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا في فبراير الماضي وحرك المياه الراكدة على صعيد هذا الملف مع مد العديد من دول العالم يد العون لمساعدتها للتعافي من آثار هذه الكارثة الطبيعية.
وتسارعت وتيرة المساعي الرامية إلى إعادة سوريا إلى حاضنتها العربية قبيل القمة العربية المقبلة المزمع عقدها في الرياض في 19 مايو الجاري، حتى يتسنى لها المشاركة، بحسب مراقبين.
عودة خماسية
وألقت صحيفة «إندبندنت» الضوء على أن التصويت على عودة سوريا إلى الجامعة العربية جاء بعد أيام من اجتماع عربي خماسي في الأردن لمناقشة خارطة طريق لإعادة سوريا للحاضنة العربية.
ووصفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عودة سوريا المتوقعة للمشاركة في القمم العربية، وتحديدا في قمة الرياض بأنها «عودة المنتصر» ، مشيرة إلى احتمال ترؤس الأسد وفد بلاده في تلك القمة، كما وصفت الصحيفة قرار إلغاء تجميد عضوية سوريا في الجامعة بأنها «خطوة مفصلية» نحو إنهاء عزلة دولية فرضت عليها منذ أكثر من عقد من الزمان.
واستدعت الصحيفة الأمريكية الأسباب التي أدت إلى تعليق عضوية سوريا، معتبرة أن تجميد العضوية وقتها كان إدانة واضحة للنظام الحاكم اعتراضا على طريقة تعامله مع الاحتجاجات التي خرجت ضمن ما يطلق عليه «الربيع العربي» في عدد من الدول.
هزيمة الجماعات
ورأت الصحيفة الأمريكية أن نغمة تطبيع العلاقات السائدة حاليا في المنطقة تبرهن على أن الدول العربية بات مقتنعة على نحو متزايد بعدم جدوى عزل سوريا، على عكس الرؤية الأمريكية، وأضافت «إن رفض التعامل مع سوريا يعني تجاهل حقيقة أن حكومتها حققت النصر تقريبا في الحرب ضد الجماعات المسلحة».
وألقت الضوء على أن هذا التطور يفتح الباب أمام ضخ مليارات الدولارات في مشاريع إعادة الإعمار وغيرها من الاستثمارات، مما سينعش الاقتصاد السوري المتعثر ويدعم الأسد بشكل أكبر.
ولم تغب عن الصحيفة الإشارة إلى أن الظروف التي أدت إلى تعليق عضوية سوريا لم تتغير، مضيفة أن الصراع الذي مزق البلاد طيلة هذه السنوات راح ضحيته نحو نصف مليون شخص وفر أكثر من 14 مليونا من البلاد، مستشهدة بأرقام وإحصائيات صادرة عن الأمم المتحدة.
حسابات إقليمية
وتقول المديرة التنفيذية لمنظمة «حملة من أجل سوريا» ليلى كيكي، وهي منظمة غير هادفة للربح تدعم جماعات المجتمع المدني السورية «اليوم الدول العربية وضعت أجندتها الدبلوماسية فوق الإنسانية».
ويرى محللون أن الحسابات الإقليمية تحولت في الوقت الذي استعادت فيه الحكومة السورية السيطرة على معظم أنحاء البلاد من قبضة المعارضة المسلحة، ففي الوقت الذي دفعت فيه العديد من الدول العربية باتجاه إعادة العلاقات إلى طبيعتها مع سوريا الأسد، تمسكت قطر بموقفها المعارض للتطبيع الكامل دون وجود حل سياسي ينهي الصراع السوري. وأوضح الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في مؤتمر صحفي أن «قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية لا يعني إقامة علاقات طبيعية بين الدول العربية وسوريا… تطبيع العلاقات مع سوريا خاص بكل دولة، وهذا شأن سيادي»، وأكد القرار الجامعة العربية واقعي لإنهاء الأزمة السورية عبر دور عربي للمرة الأولى.
تحفظ قطري
وأكدت قطر بعد صدور القرار أن موقفها من تطبيع العلاقات مع النظام السوري لم يتغير، وأعلنت أن تحفظها لم يكن عائقا أمام الخطوة التي اتخذتها الجامعة العربية، ورأت أنه يتعين على الأسد أن يعالج جذور الأزمة التي أدت إلى مقاطعته وأن يعمل على اتخاذ خطوات إيجابية تجاه معالجة قضايا الشعب السوري. وربما ما دعت إليه قطر تضمنه القرار الصادر عن الجامعة، والذي يؤكد أهمية أن تتفاعل الحكومة السورية بشكل إيجابي مع المساعي الرامية إلى اتخاذ خطوات عملية للتدرج نحو حل الأزمة وفق مبدأ الخطوة مقابل الخطوة، بدءا بالتجاوب مع جهود إيصال المساعدات الإنسانية لكل محتاجيها في سوريا. وفي هذا الصدد، تقرر تشكيل لجنة اتصال وزارية مكونة من الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر والأمين العام للجامعة العربية، لمتابعة تنفيذ بيان عمان، والاستمرار في الحوار المباشر مع الحكومة السورية بغية التوصل لحل شامل للأزمة السورية يعالج جميع تبعاتها.
تسوية الأزمة
ووصف أبو الغيط القرار الذي اتخذ أمس الأول بأنه بداية وليست نهاية مطاف، وبينما لم تحدد دمشق بعد مستوى تمثيلها في قمة الرياض، قال أبو الغيط في معرض رده على تساؤل بشأن مشاركة الأسد من عدمها «قد يشارك بالقمة إذا رغب بذلك». وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة يدعو أيضا إلى تسوية الأزمة الناجمة عن الحرب الأهلية، بما يشمل اللاجئين في الدول المجاورة وتهريب المخدرات في المنطقة. وربطت الصحيفة عودة سوريا إلى الجامعة العربية بالمتغيرات الإقليمية، وتحديدا التقارب بين السعودية وإيران «الداعم الإقليمي الرئيس لسوريا».
قالوا عن عودة سوريا عربيا:
- أمريكا: الشركاء العرب يعتزمون استخدام التواصل المباشر مع الأسد، للضغط من أجل حل الأزمة السورية التي طال أمدها.
- الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط: بإمكان بشار الأسد المشاركة في القمة المقبلة لو أراد ذلك.
- الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون: سوريا عضو مؤسس لجامعة الدول العربية ولا يمكن حرمانها من حقوقها.
- قطر: الموقف الرسمي للدولة يرتبط في المقام الأول بالتقدم في الحل السياسي الذي يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق.