كتاب جديد يحتفي بمسار لطيفة الفلوس
بعنوان “لسان المرأة المغربية والعربية” يحتفي كتاب جماعي جديد بتجربة لطيفة الفلوس، بعدما “شكلت علامة مضيئة وبارزة بين صفوة من النساء المغربيات باعتبارها شاهد إثبات على زمن التحرير والفداء وتأسيس النهضة المغربية، وشاهدة على امتداده زمن الاستقلال ليثمر محطات حبلى بالعطاء والتألق سواء في المشهد الوطني أو السياسي أو الثقافي أو الاجتماعي أو التربوي أو القانوني”.
هذا الكتاب الذي أعده مصطفى الجوهري، وصدر عن منشورات “جمعية رباط الفتح” شارك فيه عبد الكريم بناني، مصطفى الكثيري، امحمد الخليفة، فتح الله ولعلو، محمد المعزوزي، مريم حكم، عبد الكريم كريم، فتح الله الحنصالي، خديجة حافظي قاسمي، عبد السلام الرتابي، غيثة بوزبع، عبد الجبار جبرو، رقية العلمي الفلوس، وعزيزة العلوي.
وكتب الجوهري أن لطيفة الفلوس قد عملت على “إعداد المرأة للمساهمة في النضال الوطني، وتأهيلها للمستقبل وتشجيعها بالاشتراك في العمل التطوعي ومنظمات المجتمع المدني والتربوي الذي برزت فيه سواء في عهد الحماية أو بعد الاستقلال”.
وتحدث المقدِّم عن دور المكرّمة في “تطوير الحركة النسائية المغربية كمشروع ألهم تأسيس الاتحاد النسائي المغربي برئاسة الأميرة لالة فاطمة الزهراء رحمها الله، حيث نقلت التجربة المغربية كمشاركة فاعلة في عدد من المؤتمرات والمناظرات والندوات مغاربيا وعربيا وإفريقيا وأوروبيا. وقبلها انفتحت بإسماع صوتها في جامعة الدول العربية بهدف توسيع دفاعها واهتمامها بقضايا المرأة العربية في شموليتها وأبعادها مواكبة لواقع المرأة يومئذ لتحولها وهي تطرح بإلحاح ضرورة الرفع من مكانتها ومساهمتها في تدبير الشأن العام”.
عبد الكريم بناني، رئيس جمعية رباط الفتح، كتب أن لطيفة الفلوس “وجه نسائي متميز” نشأ في “أحضان الحركة الوطنية والكفاح الوطني من أجل الاستقلال والحرية والنضال من أجل كرامة الإنسان المغربي، وإحلال المرأة مكانتها الرائقة في المجتمع، والدفاع عن حقوقها ومساواتها مع الرجل. وقد تجندت من أجل ذلك في سن مبكرة فانخرطت في العمل السياسي في كل تجلياته في حزب الاستقلال، في وقت كان حضور المرأة المغربية فيه جد محتشم، واقتحمت العمل الجمعوي فاهتمت بشؤون الطفل والمرأة والأشخاص المهمشين، ودخلت عالم التعليم الجامعي والمجال الحقوقي”.
وأضاف: “إن ما تحقق للمرأة المغربية إلى اليوم من حقوق وما تسعى إليه الآن من مساواة ومناصفة هو نتاج لنضال بدأت إرهاصاته الأولى قبل ما يزيد على سبعة عقود في أحضان الحركة الوطنية، ثم حركات المجتمع المدني بمختلف مشاربها، وكانت في كوكبتها مكرمتنا الأستاذة لطيفة الفلوس”.
وتحدث مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، عن “واحدة من الوطنيات والمناضلات الغيورات على الوطن (…) لطيفة الفلوس أرملة الوطني المرحوم عبد الكريم الفلوس”، التي “تتحدر من أسرة وطنية قحة، اختارت لها سبيل التعليم الوطني الحر لرفضها التعليم الفرنسي بخلفيته الإيديولوجية الاستعمارية التي كانت تروم طمس الهوية المغربية”.
وتابع متحدثا عن “دورها النضالي في خضم معركة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال؛ حيث أشرفت على تسيير خلايا نسائية سرية لحزب الاستقلال، وكانت الكاتبة العامة للحركة النسائية الاستقلالية منذ سنة 1949 (…) امتهنت التدريس بشقيه الابتدائي والجامعي، ثم زاولت في ما بعد مهنة المحاماة، حياتها حافلة بأنشطة اجتماعية وأخرى سياسية خصوصا ذات الصلة بالحركة النسائية (…) وهي أيضا عضو مؤسس “للجنة المرأة العربية” المنضوية بجامعة الدول العربية منذ سنة 1970، حيث كانت تمثل المغرب في كل اجتماعات هذه اللجنة”.
الوزير السابق والقيادي الاستقلالي امحمد الخليفة تحدث من جهته عن “رمز الماهِدات الوطنيات الخالدات” قائلا إن “ترسيخ ثقافة الاعتراف في عمقه هو إحياء للذاكرة (…) الحفاظ على ذاكرة الوطن، والاستمرار في تمنيعها، وتقويتها، وترسيخ صلابتها لتهتدي بها الأجيال جيلا بعد جيل في مسار بناء المستقبل الأفضل للأمة”.
أما الأستاذ الجامعي والوزير السابق فتح الله ولعلو فقد ذكر أن لطيفة الفلوس “رائدة من الرائدات” اللائي حضر اسمهن في “مبادرات النضال الوطني والمجتمعي”، وظهر منذ البداية أن لها “شخصيتها، وصفات الريادة” من “الذكاء والمعرفة والمبادرة والاجتهاد وفهم المجتمع والمشاركة من أجل تطويره”.