«ماذا تصنع؟» ندوة المنتدى الإسلامي في «الشارقة القرائي»
عقد المنتدى الإسلامي ضمن أعمال الدورة ال14 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، التي تنظّمها هيئة الشارقة للكتاب، أول من أمس، ندوة ثقافية بعنوان «ماذا تصنع ؟»، شارك فيها عدد الأكاديميين والنقاد والباحثين والاجتماعيين في تنمية وتطوير العلاقات الأسرية، وناقشت الندوة على مدار يومين عدد من المحاور المتخصصة في شؤون الخطاب التربوي والقيم والمبادئ في عالم تسوده مظاهر التكنولوجيا المعاصرة.
وناقشت الندوة في اليوم الأول محورين، الأول: «صناعة القدوة»، وركز فيها د. حيدر وقيع الله – كاتب وباحث متخصص في ثقافة الطفل البرلمان العربي للطفل الشارقة -، على أن القدوة الصالحة تؤتي فوائدَ تربويةً عظيمةً في الأطفال الصغار، ويتحقق منها الانضباط النفساني والتوازن (السلوكيات) للطفل، وتعزز القدوة تخريج أبناء صالحين يتبعون ما أمر الله به ويجتنبون ما نهى عنه، وذلك لأنه يحفظ أفراد الأسرة اللبنة الأساسية في المجتمع، فكلما ارتقينا بلبنة من لبنات المجتمع، زاد ازدهارنا وتقدمنا ورفعتنا.
وقدم المحور الثاني: «أدوات المعارف عند الطفل» أ.د بشرى جاسم – رئيس قسم التربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الشارقة – أن التحديات الأساسية في تشكيل وإعادة تشكيل أدب الطفل هي صعوبة إيجاد الأفكار الخلاقة والمدهشة تستهوي الأطفال، في عالم أصبح الطفل لصيق للأجهزة اللوحية، لذا فإن محاولة تطوير عقولهم، وإحداث التغيير الإيجابي فيهم، ورفدهم بالإصدارات الشائقة التي تعالج القضايا المعرفية الملحة في القطاعات المختلفة، ولأن الطفل متجدد وأكثر انفتاحاً على الآخر أكثر من أي وقت مضى، وجب التركيز على المعارف التي تشكل عقول أبنائنا.
في حين تناولت الندوة في يومها الثاني محور «إعداد الفارس الصغير» نفذته أسماء المعمري، الأستاذ المساعد بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية – واستعرضت عدداً من البرامج والأنشطة المهمة للاحتفاء وإثراء التجربة التعليمية للطلبة، بهدف تنمية شخصيته المتكاملة سلوكياً وتنمية قدراته على الملاحظة والاكتشاف، ورفع حس المبادرة لديه، مما يعزز في نفسه الثقة بالنفس والاعتزاز، والقدرة على التفوق في عمله ودراساته، بينما قدم أ.حسين الحمادي مستشار التنمية البشرية والتطوير المؤسسي المحور الثاني بعنوان «كيف تقول لا؟»، وبيّن بأن كتب أدب الطفل يجب أن تكون مزيجاً بين العوامل النفسية والرسومات والكوميدي، موضحاً أهمية توظيف الفنّ في تربية الأجيال بكيفية التعامل مع السلوكيات غير القويمة بالمجتمع، في أسلوب يجمع بين تحقق المتعة وبين التربية المجتمعية لتقديم أعمال أكثر تأثيراً للطفل.
ودعا المنتدى إلى تلمس واقع الطفل عن كثب للارتقاء بمعارفهم وخبراتهم وذكائهم، وتوظيف التقنيات لخدمة التعاليم السمحة للشريعة الغراء، كتعليم الصلاة والقيم الإسلامية الحميدة، هذا وتخلل الندوة تبادل وجهات النظر والتجارب التربوية في شؤون رعاية والنشء وتوظيف مواقع التواصل الاجتماعي لتقديم أعمال توعوية رائدة للأطفال.