قبيلتان في حاجة إلى ماء الشرب بزاكورة
يشكو سكان دواوير في جماعة تنزولين بإقليم زاكورة حرمانهم من الحصول على ماء الشرب، في وقت حقق المغرب تقدما كبيرا في ربط المنازل بشكل مباشر أو غير مباشر بهذه المادة الحيوية.
وبحسب تصريحات متطابقة استقتها هسبريس من سكان دواري أمردول وزاوية الدرب بهذا الإقليم من الجنوب الشرقي فإن قبيلتين تعانيان من عدم ربطهما بـ”سقايات” الماء الصالح للشرب، ما يجعل أفرادهما يتكبدون عناء التنقل لكيلومترات مشيا للوصول إلى الدواوير المجاورة للحصول على هذه المادة الحيوية.
الذهبي دربي، أحد السكان المعنيين، أوضح أن سكان الدوارين المتجاورين يعانون كثيرا، خاصة خلال فصل الصيف، من ندرة ماء الشرب، ولحل هذا المشكل تبرع أحد سكان المنطقة بقطعة أرضية لحفر بئر، يبعد بمسافة كيلومترين عن المدشرين، وزاد: “حفرنا حتى عمق 150 مترا، واكتشفنا كميات كبيرة من المياه العذبة”.
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح للجريدة الإلكترونية هسبريس، “استبشرنا خيرا وربطنا الاتصال بجمعية بمدينة طنجة لتجهيز هذا البئر بمبلغ مالي يقدر بحوالي 200 ألف درهم، لكن المشروع لم يكتب له أن يتحقق بسبب عرقلة تعرض لها من طرف لوبي انتخابي وإداري لغاية في نفس يعقوب، لأنه يتحكم في بئر آخر ماؤه مالح، ورغم ذلك يفرض على السكان السقاية منه”.
من جهته قال نور الدين حمي، أحد السكان: “شكاياتنا لا تصل إلى السيد عامل الإقليم، بسبب سد منيع بني حوله، ويحول دوننا ولقاء ممثل ملك البلاد في هذه المنطقة من الجنوب الشرقي التي تعاني على مستويات عدة، منها استغلال ماء الشرب في سقي حقول بعض الأشخاص من ذوي الحظوة بهذه الجماعة الترابية القروية؛ ما دفعنا إلى التشمير عن ساعدنا لإتمام تجهيز البئر الذي حفر من طرف جمعية طنجة، وتعرض للعرقلة، وربطه بالدوارين عبر إحداث سقايات بمجهود خاص للسكان”.
“ولأن الجهات المسؤولة مازالت تتفرج على مأساة سكان الدوارين، ما قد يؤدي لا قدر الله إلى صراع قبلي بسبب قطرة الماء، التي على السلطة المحلية التحرك لضمانها كحق دستوري لسكان يقاومون من أجل البقاء بهذه الأرض، فإن المتضررين أصدروا بيان رفض واستنكار ينددون فيه بعرقلة الأشغال، للمرة الثانية، مؤكدين تمسكهم بحقهم في التزود بالماء الصالح للشرب”، يورد المتحدث ذاته.
وطالب البيان، الذي توصلت به الجريدة الإلكترونية هسبريس، السلطات المحلية بـ”القيام بالإجراءات اللازمة لضمان حقنا كباقي المواطنين في الماء والحياة”، مؤكدا “عزم القبيلتين على المضي في عملهما التطوعي لتوفير سقايات الماء كمادة حيوية، كعلة لبقائنا واستقرارنا بالمنطقة، دون الهجرة نحو المدن التي تعرف غزارة في هذه المادة (الماء)”.
وحمل المتضررون السلطة المحلية مسؤولية أي صدامات قد تقع في حال استمرار عرقلة أشغال تزويد أسر القبيلتين بالماء الشروب، مؤكدين عزمهم “اتخاذ خطوات نضالية غير مسبوقة حالة استمرار عرقلة تنفيذ هذا المشروع”، ومعبرين عن رفضهم كل المحاولات التي نعتوها بـ”البئيسة”، “لأنها تمنعنا من الحصول على قطرة ماء، وبالتالي تعميق آلمنا وجراحنا تجاه هذه المادة”، وفق لغة البيان ذاته.