أخبار العالم

خلفيات استقبال تبون لـ”مراسلون بلا حدود” بعد تصنيف الجزائر أفضل من المغرب



على وقع “الدهشة”، تلقى الرأي العام الجزائري نبأ استقبال الرئيس عبد المجيد تبون لأقلام معارضة؛ أبرزها خالد درارني، ممثل منظمة “مراسلون بلا حدود” بشمال إفريقيا، في اليوم العالمي لحرية الصحافة.

ولم تختلف “نسب المفاجأة” داخل الجزائر عن تلك التي في الخارج، إذ تزامن الاستقبال مع تقرير المنظمة غير الحكومية “السوداوي” حول وضعية حرية التعبير والصحافة بالمغرب والذي قابله “استنكار” حكومي و”شجب” من مختلف الفاعلين الإعلاميين بالمملكة.

وعلى الرغم من الانتقادات التي وجهها تبون إلى تقرير المنظمة عن بلاده، فإن “الشكوك” لا تزال تحوم حول خلفيات هذا الاستقبال المفاجئ وما إن كان ذلك بسبب وضعها الجزائر في مرتبة متقدمة عن المغرب في وقت لا يستطيع فيه إعلام هذا البلد، حسب تقارير محلية، “توجيه انتقادات إلى الحكومة؛ فيما يبقى النظام العسكري محرما عن الذكر إلا بما هو إيجابي”.

“الخبارجي” ينال رضا تبون

وليد كبير، الإعلامي الجزائري المعارض، قال إنه “لا يمكن أن نفصل زمن الاستقبال عن زمن صدور التقرير السوداوي حول المغرب، والذي وضع الجزائر في مرتبة متقدمة، في وقت يعيش فيه المشهد الإعلامي بهذا البلد على وقع حالة المأتم”.

هذا الاستقبال، الذي خصه تبون لأحد معارضيه والذي سبق أن وصفه بـ”الخبارجي” (متعامل مع الخارج)، يعتبر إدانة للنظام العسكري نفسه، أضاف كبير في حديث لهسبريس، إذ أكد أن “درارني يسعى إلى نيل رضا النظام عبر وضع الجزائر في مرتبة تفوق المغرب، على الرغم من تناقض ذلك مع الوضع الحقيقي”.

وأردف الإعلامي الجزائري المعارض أن “سبب الاستقبال جاء كجزاء للمعطيات التقرير، فعلى الرغم من الانتقادات التي وجهها تبون، فإن الأخير يشعر بالانتشاء عند وضع الجزائر في مرتبة متقدمة عن خصمه التقليدي المغربي”.

وأورد المتحدث ذاته أن “رسالة المنظمة التي حملها درارني إلى تبون تضمنت تجاهلا مشينا للصحافيين الجزائريين الآخرين المعتقلين في سجون النظام؛ من أهمهم مصطفى الجامع، في وقت اكتفى فيه بالمطالبة بالإفراج عن الصحافي إحسان القاضي؛ الأمر الذي يزيد من الشكوك حول خلفيات هذا الاستقبال”.

وجوابا عن “الانتقادات” التي وجهها عديد من الناشطين الجزائريين إلى درارني بعد الاستقبال الرئاسي، فسر كبير أن “درارني قبل بالأمر الواقع، وأعطى مبررا لسياسة النظام القمعية تجاه حرية التعبير، وحضوره للحفل الجنائزي للصحافة الجزائرية يضع منظمة مراسلون بلا حدود التي تدعي حماية حرية التعبير في موقف محرج”.

وخلص الإعلامي الجزائري المعارض إلى أن “التقارب الفرنسي الجزائري الأخير له دور كبير في نتائج التقرير من جهة، وفي ترتيب الاستقبال الرئاسي لدرارني من جهة؛ الأمر الذي يزيد من تأكيد المحاولات الفرنسية لتوجيه كل الوسائل، خاصة الإعلام، من أجل الضرب في سمعة المغرب خدمة لمصالحها بالمنطقة”.

الرباط لا يهمها استقبال درارني

“هذا الاستقبال ليس بسبب وضع تقرير منظمة مراسلون بلا حدود الجزائر في مرتبة أكبر من المغرب، بل يصل إلى بعد آخر استراتيجي”، قال المحلل السياسي عمر الشرقاوي، مبينا أن “مشكلة المغرب مع هاته المنظمات غير الحكومية تكمن في أن تقاريرها تكون دائما غير موضوعية ومبنية على حجج واهية، في وقت يعلم المغاربة أن إعلامهم يوجه سهام النقد يوميا إلى الحكومة ويقوم بتقييم العمل الحكومي ويفضح التجاوزات السياسية، في وقت لا يحدث ذلك في الجزائر”.

وأورد الشرقاوي، في تصريح لهسبريس، أن “مراسلون بلا حدود وأمنيستي وغيرهما من المنظمات المأجورة تسعى، في إطار أجندات دولية، إلى تشويه صورة المغرب”، لافتا في الآن ذاته إلى أن “الأخير يعلم جيدا توجهات هاته المنظمات”.

وأضاف المحلل السياسي ذاته أن “استقبال تبون لدرارني لا يهم المغرب؛ بل ما يهمه حقا هو وضع تقرير المنظمة لهذا البلد، الذي ينتهج أسلوبا قمعيا صرفا تجاه معارضيه، في مرتبة متقدمة على المغرب”.

وشدد المتحدث في التصريح عينه على أن “فرنسا لها يد طويلة في تقرير مراسلون بلا حدود ومقرها باريس، في إطار سياستها المعروفة منذ أن فضحها الخطاب الملكي، والتي تسعى من خلالها إلى تقزيم الدور المغربي الاستراتيجي بالمنطقة، والذي يتبنى أسس التعاون والسلم واحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى