شجرة تُلهم باحثين اعتماد مسار جديد لتخفيف الألم
شجرة تُلهم باحثين اعتماد مسار جديد لتخفيف الألم
الخميس – 14 شوال 1444 هـ – 04 مايو 2023 مـ
شجرة «جيمبي جيمبي» الأسترالية (معهد العلوم البيولوجية الجزيئية بجامعة كوينزلاند)
القاهرة: حازم بدر
حدد باحثو جامعة «كوينزلاند» الأسترالية، مساراً فريداً للألم تستهدفه «شجرة لاذعة» أسترالية. ويقولون في دراسة نُشرت في العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن»، إنه «يمكن أن يساعد هذا الاكتشاف في اعتماد مسار جديد لتخفيف الآلام، من دون استخدام المواد الأفيونية». ودرست إيرينا فيتر، وفريقها من معهد العلوم البيولوجية الجزيئية بجامعة «كوينزلاند»، كيف تُسبِّب السموم الموجودة في شجرة «جيمبي جيمبي» ألماً شديداً يمكن أن يستمر لأسابيع.
وتشتهر أوراق هذه الشجرة بشعر ناعم يشبه الإبر، يطلق عند الاحتكاك به سمّاً، تمت تسميته في دراسة سابقة باسم «جمبايتيد»، حيث يسبب هذا السم لسعات مؤلمة للغاية تتميز بأحاسيس شبيهة بالصدمات الكهربائية الحادة والثاقبة والوخز والحرق التي تستمر لساعات عدة، تليها نوبات مؤلمة متقطعة وألم شديد يستمر لأيام أو حتى تسعة أسابيع.
وتقول فيتر في تقرير نشره (الخميس) الموقع الرسمي للجامعة: «سم الجمبايتيد في (الشجرة اللاذعة) له بنية مشابهة للسموم التي تنتجها القواقع والعناكب المخروطية، لكنّ التشابه ينتهي عند هذا الحد، فهذا السم يسبب الألم بطريقة لم نشهدها من قبل».
ويسبب الكثير من السموم الألم من خلال الارتباط المباشر بقنوات الصوديوم ذات الجهد الكهربائي (NaV) في الخلايا العصبية الحسية، وهي عبارة عن بروتينات تشكل المسام، وهي ضرورية لبدء ونشر إمكانات العمل في الخلايا القابلة للاستثارة، ولكنّ الباحثين في جامعة «كوينزلاند»، وجدوا أن سم «الجمبايتيد» يحتاج إلى مساعدة للالتصاق. وتضيف فيتر أنه «يتطلب بروتيناً شريكاً يسمى (TMEM233) ليعمل، وفي غياب هذا البروتين لن يكون للسم تأثير، وكان هذا اكتشافاً غير متوقع والمرة الأولى التي رأينا فيها مادة سامة تتطلب شريكاً للتأثير على قنوات الصوديوم».
ويعمل الفريق البحثي على فهم ما إذا كان إيقاف تشغيل آلية الألم هذه قد يؤدي إلى تطوير مسكنات ألم جديدة أو مخدر له آثار طويلة الأمد، من دون الآثار الجانبية أو مشكلات التبعية المرتبطة بتسكين الألم التقليدي.