أخبار العالم

مربو الأغنام والماعز بالمغرب ينفون التخطيط لاستيراد مليون رأس من الماشية



تزامنا مع اقتراب مناسبة عيد الأضحى، تروج ادعاءات بشأن استعداد المغرب لاستيراد مليون رأس من الأغنام، لسد الخصاص وتموين الأسواق الوطنية، بدعوى نقص الأغنام نتيجة الجفاف.

وفي هذا الإطار أوضح عبد الرحمان المجدوبي، رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، في تصريح لهسبريس، حقيقة استيراد المغرب مليون رأس من الأغنام قائلا: ”أنا شخصيا لم أسمع هذه المعلومة من مصدر موثوق. بالنسبة لي هو مجرد كلام رائج، لا أساس له من الصحة حاليا”.

وأضاف المجدوبي: ”مع كامل احترامي للمنابر الإعلامية هناك من يتطفل منها ويقول كلاما خطيرا جدا بخصوص المعلومة المتعلقة باستيراد المغرب مليون رأس من الأغنام، إذ بمجرد سماع هذه المعلومة سنقول إن بلادنا لا تتوفر على العدد الكافي من الأغنام المخصصة للعيد، لاسيما أن هذه المناسبة لا تفصلنا عنها إلا أشهر قليلة، وهذا غير صحيح”.

وأكد رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، في حديثه، أن المعلومة المذكورة “تم تداولها إلى أن أصبحت رائجة”، مشيرا إلى أنه ”من خلال الاجتماعات الرسمية مع رئيس الحكومة، ووزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وكذلك الاتصالات الرسمية التي تمت بشكل مسترسل، لم يتم الحديث عنها”.

وتابع المجدوبي: “من جهة أخرى حتى لو أراد المغرب استيراد هذا العدد فإن هناك صعوبة من الناحية التطبيقية أو العملية إن صح التعبير، إذ يستحيل أن تتم عملية الاستيراد هذه خلال مدة شهرين المتبقية لعيد الأضحى”، موردا في هذا السياق: ”بفعل هذه الإشاعة التي ساهمنا في انتشارها تمكن العديد من المستوردين من اغتنام الفرصة”.

كما أضاف المتحدث ذاته أنه عند تواجده بالمعرض الدولي للفلاحة قدم له موردون إسبان عروضا تتعلق بتوفير المواشي بأثمان خيالية مقارنة بالأثمان المتوفرة لدينا، “مستغلين أفضلية توفرهم على مراع عديدة، ما يدفعهم إلى رفع الثمن عند سماعهم مثل هذه المعلومة”، وفق تعبيره.

وشبه المجدوبي في تصريحه لهسبريس المعلومة الرائجة حاليا بما كان يتداول السنة الفارطة، قائلا: “الأمر نفسه حصل السنة الفارطة من خلال ترويج أخبار كاذبة متعلقة بارتفاع أثمان المواشي، ما أثر سلبا على عملية البيع”، معددا في حديثه عوامل ثلاثة ساهمت في نقص الأبقار الذي امتد من شهر دجنبر إلى شهر مارس من السنة الحالية، وهي “الجفاف وعامل كورونا الذي أثر بشكل كبير على ‘الكساب’ أو الفلاحين الصغار الذين مازال بعضهم مدينين؛ بالإضافة إلى الحرب الأوكرانية الروسية التي أثرت على الاستيراد”.

وأضاف المهني ذاته أنه خلال الفترة المذكورة “كان هناك ضغط طفيف على المواشي بنسب 5،6،8 في المائة، بالموازاة مع مجهودات ‘الكساب’ والمجهودات المبذولة من طرف الدولة، المتمثلة في تقديمها الدعم”، مردفا: “حتى مع الغلاء إلا أن هذه المجهودات ساهمت بشكل متواضع في شراء الأعلاف، إلا أن أثمان هذه الأخيرة مازالت مرتفعة” .

وأكد رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، في تصريحه لهسبريس، أن “المواشي المخصصة لعيد الأضحى ستكون بوفرة وبثمن معقول”، وعلق على موضوع الشراكة التي يروج أنها ستتم بين الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز وشركة أميرال السعودية المتخصصة في إنتاج اللحوم الحمراء، قائلا: “مررنا بفترة صعبة، وهي فترة كورونا التي عاش معها ‘الكساب’ ظروفا مريرة، حتمت علينا كجمعية التفكير في حلول”.

وفي السياق نفسه تابع المجدوبي: ”خلال تلك الظرفية كان لا بد أن نتحرك كجمعية للبحث عن أسواق ومنافذ لإخراج ‘الكساب’ من هذه الوضعية، من خلال التفكير في البداية في إنشاء منصة إلكترونية لـ”e-commerce”، المدعوة ”My ANOC”، والتي تم تفعيلها على أرض الواقع، ليتم التفكير بعد ذلك في البحث عن أسواق خارجية، كأسواق إفريقيا جنوب الصحراء، إلا أن الشراكة معها لم تكتمل بفعل قدوم الجائحة”.

كما قال رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز إن “أميرال هي شركة كبيرة لتوزيع اللحوم في المملكة العربية السعودية، تتوفر على قطيع سعودي، إلا أنه مع توالي مواسم الحج والعمرة يرتفع الطلب على الأغنام، ما دفعها إلى التفكير في الاستيراد من المغرب”، مؤكدا في هذا الإطار أن ”الاتصالات بين الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز وشركة أميرال السعودية كانت قائمة سنة ونصف سنة قبل أن يطرح موضوع الاستيراد المتعلق بالمواشي المعدة للذبح”، ومشيرا إلى أن ”الشركة السعودية تطمح للاستفادة من خبرة خمسين سنة التي يتميز بها المغرب في هذا المجال”.

وأنهى المجدوبي تصريحه لهسبريس قائلا: ”هذا البروتوكول الذي تمت الموافقة عليه مبدئيا من قبل وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات سيوقع في الأيام القليلة القادمة، ويعتبر منفذا لليد العاملة من خلال إرسال تقنيين متخصصين في مجال تربية المواشي إلى الديار السعودية”، مشيرا إلى أن “هذه الشركة ترغب في توسيع استثماراتها في المغرب أيضا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى