آخر خبر

العيدية المنسية | صحيفة مكة


في خضم أحداثنا الروتينية التي نمر بها في حياتنا اليومية وبعد انقضاء موسمي رمضان الخير وفرحة عيد الفطر واجتماعات الأحباب وتوزيع العيديات؛ ننسى خلالها عيديتنا الشخصية التي نمنحها لأنفسنا بالإشباع المعنوي الذاتي والتي من المفترض أن يسعى لها كل إنسان.

ما أقصده بالعيدية المنسية هو انشغالك أنت عن الخيرية التي تدخرها لإرضاء ذاتك أولا قبل الآخرين والتي تساعدك على جبر خاطرك في كل مرة وهذا الجبر لا يأتي إلا عندما تنظر إلى نفسك من خلال مرآتك المشاعرية لتعطف عليها وتحن إليها ولا ترهقها وتتمادى في إجهادها وتهدر كرامتها؛ العيدية المنسية هي طاقتك المستهلكة بغير فهم ولا استيعاب.

في حقيقة الأمر أتعجب من هذا أو ذاك الذين يشغلون أنفسهم فيما يضر أنفسهم خصوصا ممن بلغوا بأعمارهم سن الرشد وتعدوا ذلك والتي من المفترض أن تمنحهم الخبرة؛ فالمسألة إذن تحتاج إلى ذلك الوعي المتعمق حتى لا نصبح سلعة قابلة للتداول والنفاذ من خلال نظرة شاملة منظمة وإدراك متزن لمكافأة النفس بعيديات عشر نرتضيها ونمارسها مع ذواتنا:

العيدية الأولى: هي العزة النفسية بوضعها في أعلى الأولويات والترتيبات وفي قمة أجندة المسؤوليات، قال تعالى «ولقد كرمنا بني آدم» هذا التكريم منحنا إياه الكريم إثباتا للحق المعنوي الفطري المستدام وهو أعلى الأوسمة التي يمكن أن نتلقاها منذ الخلق الأول لأبينا آدم عليه السلام فإذا أخفقنا في هذا المنح وفرطنا بهذا التكريم فنحن أول الخاسرين.

الثانية: الصحة والاعتناء بها بتفقدها وعدم إهمالها وكذلك الضبط والاتزان في الأكل والشرب للمحافظة عليها فالمعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء.

الثالثة: الاهتمام الشكلي بالمظهر قدر المستطاع في القيافة والهندام والأناقة والمظهر بغير تكلف ولا تبذير لأنها تعطي قدرا من الثقة.

الرابعة: ترك ما لا يعنيك وهو من حسن إسلامنا وقمة أخلاقنا؛ لأن التدخل الجائر والعشوائي في شؤون الغير سيلحق بنا الأذى ويجر علينا الهم والغم والكآبة.

الخامسة: عزز فكرة الحدود التي تضعها لنفسك بتعاملك مع الآخرين وترسمها للآخرين في تعاملهم معك.

السادسة: اكتشف هواياتك المحببة ومارسها أسبوعيا على الأقل سيخفف كثيرا من الضغوطات الحياتية.

السابعة: الارتقاء والتسامي والترفع عن سفاسف الأمور وتفاهاتها فلا تعقب ولا تدقق فيما ليس له وزن ولا قيمة.

الثامنة: استمتع بجمالك وكل ما هو حولك «كن جميلا تر الوجود جميلا».

التاسعة: ممارسة التأمل الحقيقي في ملكوت الله من أصغره لأكبره بتدبره لأن الله لم يخلق شيئا عبثا سبحانه وتعالى.

العاشرة: استمع وشاهد لكل ما يسعدك ويرضي خاطرك لأنه سينعكس على النفس بالإيجابية فالسمع والبصر بوابتي الاستقبال في كل حال.

العيديات المنسية معنوية بذاتها وصفاتها؛ تدعمنا وتجعلنا نعيش وننعم بكامل قوانا العاطفية وإمكاناتنا المشاعرية وتصالحنا الذاتي بمشيئة الله تعالى.

[email protected]



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى