منوعات

عيون الإماراتيين تترقب إطلالة «الرطب»



العين : راشد النعيمي

يترقب أبناء الإمارات خلال الأيام المقبلة إطلالة ثمار (الرطب) عندما تؤتي أشجار النخيل بشارة ثمرها للموسم، فتدب الفرحة في قلوب الكبير والصغير، وتصبح الحبات الأولى أغلى هدية يقدمها أحدهم إلى أسرته ومعارفه وقد جرت العادة أن تكون بشائر الرطب الأولى سلعة غالية يصل ثمنها إلى مئات الدراهم لحفنة بسيطة من الرطب التي تأتي من سلطنة عمان التي تشتهر نخيلها بالإنتاج المبكر الذي يجد طريقه سريعاً إلى أسواق الدولة، ويتلقفه الناس بفرح واحتفاء خاص قبل تطرح بقية الأشجار المحلية ثمارها، وتعود الأسعار لمعدلاتها الطبيعية.

وبدأت تباشير الرطب في السلطنة في الظهور حالياً، حيث من المتوقع أن تشهد نهاية الشهر الحالي ظهور تباشير الرطب في الدولة التي تخرج في طقوس احتفالية يتم فيها تبادل الصور الأولى للثمار بين أفراد المجتمع.

ويعتبر النغال من أول أنواع الرطب نضوجاً في الإمارات، حيث كانت ولا تزال النخلة جزءاً لا يتجزأ من هوية أبناء الإمارات تعكس بعطائها وجودها إرثهم التاريخي والحضاري ويعد تسجيل النخلة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونيسكو إضافة نوعيّة للجهود التي تبذلها دولة الإمارات لصون تراثها والترويج له على الصعيد العالمي بالتعاون مع منظمة اليونيسكو.

وكانت موسوعة غينيس للأرقام القياسية قد أعلنت عن دخول الإمارات الموسوعة كأول دولة في العالم بأعداد شجر نخيل التمر، الذي يُقدر عدده بأكثر من أربعين مليون نخلة. حيث حصلت على المركز الأول في زراعة النخيل على العالم ويمتاز النخيل في الإمارات بالإنتاج المبكر، إذ تبدأ الشجرة في الإثمار ابتداءً من السنة الرابعة لمعظم الأصناف، ويبدأ الإنتاج بعد الزراعة من 6 إلى 8 سنوات، ويرتفع معدل إنتاج النخلة الواحدة في دولة الإمارات، ليصل في بعض الأصناف إلى 120 كيلوغراما من التمر سنوياً. وتتعدد أصناف التمور على مستوى دولة الإمارات، حيث تصل إلى 250 صنفاً منها 135 معروفاً تسمى الخرايف والبقية أصناف يطلق عليها الساير وغالباً ما يسمى الصنف تبعاً للون الثمرة كما في حالة أصناف الأشهل، ودقلة بيض، والحمري، والخضري، وخضراوي، إلا أن هناك عوامل أخرى تدخل في تسمية الصنف منها لون الثمرة والشكل الخارجي وموعد النضج أو أماكن وجودها، ولكل صنف من هذه التمور طعم ومذاق، وقد تسمى التمور على طعمها، فالأصناف ذات الحلاوة الزائدة تسمى بأسماء تدل على ذلك كما في السكري، والحلوة، وغيرها وتصنف التمور بحسب موعد نضج الثمرة فمنها المبكر والمتوسط والمتأخر. وبالتزامن مه ما شهدته دولة الإمارات من تطور كبير في زراعة نخيل التمر، بفضل اهتمام القيادة الرشيدة وتوجيهاتها انعكس ذلك على بروز مهرجانات متخصصة تحتفي بمواسم الرطب والتمور على مدار العام، الأمر الذي يسهم في المحافظة على الموروثات الاجتماعية والثقافية لقيمة النخلة، ويعزز فرص تبادل الخبرات والمعرفة بموارد النخلة الهائلة بين المزارعين والمستثمرين وجيل الشباب. وتتيح المهرجانات المتخصصة بنخيل التمر فرصاً مؤاتية للشباب والمستثمرين والمزارعين لتبادل الخبرات والمعرفة بموارد النخيل الهائلة، ما يشكل دافعاً لهم للاهتمام بالموارد المتكاملة للنخيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى