جثمان أيقونة “جيل جيلالة” مولاي الطاهر يوارى الثرى في مدينة مراكش
الأربعاء 3 ماي 2023 – 23:00
ووري جثمان الفنان مولاي الطاهر الأصبهاني الثرى، اليوم الأربعاء، بمقبرة الرحمة على طريق “الحي الصناعي سيدي غانم” بمقاطعة المنارة، في مدينة مراكش، بعد صلاة الجنازة التي أقيمت عليه بمسجد “جنان أوراد”.
وبوفاة الفنان مولاي الطاهر الأصبهاني، الذي يعد أيقونة المجموعة الغنائية “جيل جيلالة”، عن سن يناهز 75 عاما، تفقد الساحة الفنية المغربية بصفة عامة، والمراكشية بصفة عامة، واحدا من كبار الفنانين، وأحد مبدعي أغنية المجموعات، وأحد المسرحيين.
تألق الأسطورة مولاي الطاهر الأصبهاني، الذي انفرد بصوته الشجي، مع المجموعة الغنائية جيل جيلالة، وكانت لصوته خصوصية تزيد من جمالية وروعة أداء المجموعة التي ألهبت قاعات العرض والجامعات خلال فترة السبعينات والثمانينات والتسعينات من القرن الماضي وما زالت تستميل جمهورا خاصا، إذ كانت ناجحة ورائعة بكل المقاييس.
بهذه المناسبة الأليمة، قال عبد الجبار خمران، رئيس الفرع الإقليمي للنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية بمراكش: “فقدنا اليوم أيقونة فنية مراكشية مهمة، هو مولاي الطاهر الأصبهاني الذي تربى بهذه المدينة التاريخية، واشتغل مع فرقها المسرحية، من شبيبة الحمراء وكوميديا، ليلتحق بعدها بالعاصمة الاقتصادية خلال فترة السبعينات من القرن الماضي”.
وأضاف خمران: “اشتغل فقيد الأغنية الملتزمة بقضايا الشعب المغربي مع المرحوم الطيب الصديقي، وأبان عن علو كعبه في التمثيل خلال فترة السبعينات والثمانينات من القرن 20، وهو من أدى دور عويشة في مسرحية الحراز، لتتطور تجربته من أبي الفنون إلى الفرقة الغنائية الشهيرة جيل جيلالة التي كان واحدا من مؤسسيها كمغنٍّ وعارف نهل من فن الملحون والتراث والإيقاعات المغربية، واستطاع أن يكون فاعلا في هذه الفرقة التي بصمت مجال الفن بعلامة إبداعية كبيرة”.
وعن فقدان مدينة مراكش أحد أبنائها البررة، قال إدريس المغليشي، أحد المهتمين بالشأن الأدبي والثقافي: “فقدنا صاحب الخلق الرفيع والأنيق في لباسه وكلامه، بعفوية كلامه يأسرك. كل الذين صنعوا دفئنا الاجتماعي غادرونا في صمت وبلا بهرجة وتركونا في ساحة لم تعد تطيق ذاك الصخب القاتل؛ غناء بلا طعم ولا رائحة، كوجبة سريعة لاتسمن ولا تغني من جوع”.
وأردف: “في زمن أصبح الفن تجارة وفنانون لا تصمد أغنياتهم ولا تحفظها الذاكرة، يسقطون من ذاكرتنا بنفس سرعة صعودهم، فجيل جيلالة وباقي المجموعات الرائدة صامدة وباقية مدى الدهر، لأن صدق الكلمات وحسن الأداء يثبت ويبقى وتحفظه الذاكرة الشعبية ولا تنساه”، بتعبير المغليشي.