آخر خبر

الفوضى وراء اقتحام مبنى الملحقية السعودية بالخرطوم


فيما رجح مراقبون أن تكون الفوضى العارمة التي تشهدها العاصمة السودانية الخرطوم وراء اقتحام مبنى الملحقية الثقافية السعودية، عبرت دول عربية وخليجية عن غضبها واستنكارها للاعتداء الآثم على مقر دبلوماسي للدولة التي تلعب الدور الرئيسي في عملية التهدئة والهدنة ووقف إطلاق النار، ونقل رعايا أكثر من 100 دولة.

وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن استنكار المملكة بأشد العبارات اقتحام مبنى الملحقية الثقافية في الخرطوم، من قبل مجموعة مسلحة قامت بتخريب الأجهزة والكاميرات والاستيلاء على بعض الممتلكات، وعطلت أنظمة وخوادم الملحقية.

وحثت على احترام حرمة البعثات الدبلوماسية ومعاقبة الجناة، وجددت دعوة المملكة إلى وقف التصعيد العسكري بين الأطراف المتنازعة، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للدبلوماسيين والمقيمين وللمدنيين السودانيين.

وتوالت إدانات المنظمات العربية والخليجية للاعتداء الآثم أمس، حيث عبرت منظمة التعاون الإسلامي عن استيائها، وشددت على ضرورة إنهاء العنف واحترام حرمة المباني الدبلوماسية وتوفير الحماية اللازمة للدبلوماسيين، واعتبر رئيس البرلمان العربي عادل العسومي الحادث نتيجة للفوضى والحرب، وشدد على ضرورة ملاحقة الجناة ومعاقبتهم وتوفير التأمين الكامل للبعثات الدبلوماسية الموجودة في السودان، التي تقوم بدورها في ظل ظروف بالغة الصعوبة، مجددا مطالبته بالوقف الفوري لإطلاق النار في السودان، والعودة إلى المسار السياسي لحل الأزمة الراهنة.

وأدانت دولة الإمارات اقتحام الملحقية الثقافية السعودية من قبل مجموعة مسلحة، وقالت «تستنكر الإمارات هذه الأعمال الإجرامية، وترفض جميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية»، وشددت على أهمية تكثيف الجهود الهادفة لوقف إطلاق النار والعودة للإطار السياسي والحوار والمضي قدما في المرحلة الانتقالية وصولا إلى الاستقرار السياسي والأمني المنشود في السودان، وفق وكالة الإمارات للأنباء.

واعتبرت الكويت هذا العمل محرما دوليا، ويعد انتهاكا صارخا لكل الأعراف الدولية وقواعد القانون الدولي واتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، والتي تحرم اقتحام مقار البعثات الدبلوماسية وتمنح مبانيها الحماية والحصانة الكاملة.

ودعت السلطات الرسمية وكل الأطراف المعنية في السودان إلى سرعة اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة لتوفير الحماية الكاملة لمقار البعثات الدبلوماسية وضمان سلامة مبانيها وطاقمها ومعاقبة الجناة مرتكبي هذا الاقتحام، كما أعربت عن تضامن ووقوف دولة الكويت إلى جانب المملكة العربية السعودية الشقيقة وتأييدها لكل الإجراءات الأمنية والقانونية التي تتخذها للحفاظ على أمن بعثاتها الدبلوماسية.

واستغرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي حدوث الاعتداء في ظل الدور الإنساني الكبير الذي تقوم به المملكة، مشيدا بالدور الكبير الذي تقوم به في الأزمة السودانية، ومؤكدا وقوف كال دول المجلس في إدانة هذا العمل الإرهابي.

وشدد على ضرورة احترام الاتفاقيات الدولية والأعراف الدبلوماسية التي تضمن حرمة وسلامة مقرات البعثات الدبلوماسية، داعيا جميع الأطراف في السودان إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الدبلوماسيين والمقرات الدبلوماسية.

وأكد أن مثل هذه التصرفات ستؤدي إلى زيادة وتفاقم مخاطر انفلات الأوضاع الأمنية في السودان، مناشدا كل الأطراف للعودة إلى الحوار للتوصل إلى حل سياسي يضمن عودة السلام والاستقرار للسودان وتماسك الدولة ومؤسساتها، ويلبي تطلعات الشعب السوداني الشقيق في الأمن والعيش الكريم.



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى