الدرويش يدعو من زغرب إلى التنمية الحضرية
أكد عبد العزيز الدرويش، رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس العمالات والأقاليم، أن “الصحة الحضرية والنقل الحضري، في غالبية دول العالم، هما اختصاصان أساسيان للسلطات المحلية والإقليمية، وهما مترابطان، سواء فيما يتعلق بجودة الهواء أم التلوث السمعي أم السلامة أم نمط الحياة الصحي؛ فالتنقل المستدام، مثلا، يساهم في تحسين صحة مواطنينا”.
وأضاف الدرويش، في كلمة ألقاها، الخميس، خلال مشاركته في لقاء بزغرب بكرواتيا، أنه “وجب على المناطق والمدن توجيه التوسع الحضري وكذا الاتجاهات الرئيسية الأخرى التي تروم التنمية الحضرية، بشكل يساهم في تعزيز وحماية الصحة، علما أن تحقيق ذلك يظل رهينا بتوفير الظروف الملائمة”.
وقال عبد العزيز الدرويش: “يشرفني أن أشارككم اليوم هذا الاجتماع ممثلا للجمعية الإقليمية والمحلية الأورومتوسطية، والتي تتكون من منتخبين محليين وإقليميين من الاتحاد الأوروبي وكذا الدول الواقعة بالواجهات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط، مشاركة نبتغي منها إعطاء بعد وزخم إقليمي للاتحاد من أجل المتوسط”.
وذكر المتحدث بأن “الجمعية الإقليمية والمحلية الأورومتوسطية ناقشت الأسبوع الماضي، خلال اجتماع اللجنة المنظم في مدينة الرباط بتاريخ 25 أبريل المنصرم، تقريرا عن الصحة الحضرية والتنقل الحضري المستدام، وقد أبان التقرير أن 60 في المائة من سكان البحر الأبيض المتوسط يعيشون حاليا في المناطق الحضرية وهذه النسبة في تزايد مستمر؛ الشيء الذي نتج عنه تحديات كبرى كالزحف العمراني والتلوث وغير ذلك”.
وجاء ضمن الكلمة ذاتها أنه “تمت خلال الاجتماع إحاطة أعضاء اللجنة علما من طرف خيسوس جمالو ألي، الذي شارك في رئاسة الاجتماع التاسع للجنة التنمية الترابية المستدامة ‘وانا’، بمشروع تنظيم كأس العالم لسنة 2030 بين المغرب وإسبانيا والبرتغال؛ وهو ما يشكل بحق مظهرا من مظاهر التلاحم الإقليمي والقاري على حد سواء”.
وشدد الدرويش على أن “الترشيح المشترك للمغرب وإسبانيا والبرتغال يعتبر حدثا تاريخيا لا يتعلق بالبعد الرياضي فقط؛ بل كذلك البعد الجيو-سياسي والثقافي والإنساني والاقتصادي والعمراني”، لافتا إلى أن “هذا الحدث يعد مناسبة لتنفيذ مشاريع مصاحبة تهم البنية التحتية من ملاعب وطرق وفنادق ومطارات ووسائل نقل وغيرها، وجلب الاستثمارات والزوار؛ وهو ما سينعش الحركة السياحية”.
وبعدما أشار الدرويش إلى أن “الجمعية توصي بدمج سياسات التنقل المستدام، على المستوى الوطني، في سياسات الصحة الحضرية العامة، وتخصيص الموارد المالية اللازمة وتحسيس المواطنين”، شدد على أنه “من الضروري توفير الإطار القانوني والإمكانات المالية لتمكين الجماعات المحلية من العمل على اعتماد النقل المستدام والصديق للصحة، وكذا الاستثمار في وسائل النقل العمومية الصديقة للبيئة مثلا”.
وختم رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس العمالات والأقاليم كلمته بالإشارة إلى أن “هذا الحدث سيمكن المدن المستقبلة للمباريات من الاستفادة من استثمارات ضخمة ستساعد في هيكلة وتطوير المشهد الحضري لها، وتحسين بنياتها التحتية، للوصول إلى مدن كاملة ومتكاملة، كما جاء في كلمة الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط”.