الأخبار الرئيسية

صدمة استقالته طالت الأسواق.. أبو الذكاء الاصطناعي: طورتها وأخافتني!


لا تزال الضجة ترافق خبر استقالة جيفري هينتون، الذي ينظر إليه على نطاق واسع كأب روحي للذكاء الاصطناعي، خصوصا أن الرجل البالغ من العمر 75 عاماً، أرفق قراره أمس ببيان يكشف فيه أنه نادم على عمله خلال السنوات الماضية.

ولم يكتفِ الاختصاصي البريطاني-الكندي الشهير في علم النفس المعرفي وعلوم الكمبيوتر، بالندم، بل كشف عن مخاطر للذكاء الاصطناعي لمسها أثناء رحلته العملية الطويلة، وهو ما ترك عالم التكنولوجيا في صدمة طالت حتى سوق أسهم الشركات العملاقة.

“مخيفة للغاية”

وأكد الرجل أن بعض مخاطر روبوتات الدردشة للذكاء الاصطناعي التي طورها بيده أصبحت “مخيفة للغاية”، منوها إلى أنها اليوم ليست أذكى من البشر لكنها قد تصبح كذلك قريباً، ويمكن استغلالها من قبل “جهات سيئة”، وفقا لكلامه مع شبكة “بي بي سي”.

وأضاف أن تلك البرامج باتت قادرة على إنتاج الكثير من النصوص تلقائيا، حتى أصبح بإمكانها الحصول على الكثير من برامج السبام (أي التهكير) الفعالة للغاية.

كذلك تابع أنه بإمكانها السماح للقادة المستبدين بالتلاعب بناخبيهم، وأشياء من هذا القبيل، وفق قوله، مشدداً على أنه كان قلقا أيضا بشأن الخطر الوجودي لما يحدث عندما تصبح هذه الأشياء أكثر ذكاء منا.

ذكاء مختلف

وكشف أنه توصل إلى استنتاج مفاده أن نوع الذكاء الذي نطوره مختلف تماما عن الذكاء الذي لدينا، ولهذا يبدو الأمر كما لو كان لديك 10000 شخص وكلما تعلم شخص ما شيئا ما، يعرفه الجميع تلقائيا. وهذه هي الطريقة التي يمكن أن تعرف بها روبوتات الدردشة هذه أكثر بكثير من أي شخص واحد.

لماذا قرر ترك غوغل؟


وشرح أن قلقه جاء على المدى القصير من أن الناس لن يتمكنوا قريبا من تمييز ما هو صحيح بعد الآن من خلال الصور ومقاطع الفيديو والنصوص التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، والتي تغمر الإنترنت، في إِشارة منه إلى الترقيات الأخيرة لمولدات الصور مثل Midjourney والتي أمكنت المستخدمين الآن من إنتاج صور واقعية، إحداها كان للبابا فرانسيس مرتديا معطف بالنسياغا المنتفخ انتشرت في مارس/آذار الماضي.

وكان هينتون قلقا أيضا من أن الذكاء الاصطناعي سيحل في النهاية محل وظائف مثل المساعدين القانونيين والمساعدين الشخصيين والأعمال الشاقة الأخرى، وربما أكثر في المستقبل.

انتبهوا إنه خطر!

يشار إلى أن هينتون لم يكن الاختصاصي الرفيع الوحيد الذي أبدى خوفه من أن التكنولوجيا يمكن أن تسبب ضررا جسيما للبشرية، ففي الشهر الماضي، قال إيلون ماسك إنه اختلف مع لاري بيج، المؤسس المشارك لشركة غوغل، لأن الأخير لم يكن يأخذ سلامة الذكاء الاصطناعي على محمل الجد بما فيه الكفاية.

كما رأت فاليري بيسانو، الرئيس التنفيذي لميلا معهد كيبيك للذكاء الاصطناعي، أن النهج المتهور تجاه السلامة في أنظمة الذكاء الاصطناعي لن يتم التسامح معه في أي مجال آخر.


وأعلن جيفري هينتون، الملقب بـ”الأب الروحي للذكاء الاصطناعي”، عن قراره بترك العمل في شركة غوغل أمس الثلاثاء، بعد سنوات من نجاج الشراكة بينهما، قائلاً “ساهمتُ بتطوير تكنولوجيا باتت خطرة على العالم.. ولهذا حيّدت نفسي عن العمل في عملاقها”.

وشكل هذا الإعلان مفاجأة في عالم التكنولوجيا، خصوصا أن عمل هينتون على الشبكات العصبية، كان أساسا في أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تعمل على تشغيل العديد من المنتجات التقنية المعاصرة.

رغم ذلك، أعلن الرجل أنه ترك عمله في “غوغل” الأسبوع الماضي، من أجل التحدث علنا عن “مخاطر” التكنولوجيا التي ساهم في تطويرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى