منصور الحساني لـ «الخليج»: المؤتمر خطوة كبيرة لتجاوز التحديات
يمثل المؤتمر أحد الجهود التي تقودها الشارقة للنهوض بصناعة الكتاب، في المنطقة والعالم، وما تستحدثه عاماً تلو آخر من فرص أمام الأطراف المعنية بصناعة النشر والصناعات المعرفية لتطوير آليات أعمالها، وتجاوز التحديات التي تواجهها. وأحد أبرز هذه الجهود مؤتمر الموزعين الدولي.
وللوقوف على رؤية المؤتمر، وتطلعاته، وجديد دورته لهذا العام، وما يشكله من إضافة لسلسلة المبادرات التي تمضي بها الإمارة، كان ل«الخليج» حوار مع منصور الحساني، مدير إدارة خدمات الناشرين في هيئة الشارقة للكتاب.
- تتوزع جهود الهيئة على مستويات عدة، فهي تتولى تنظيم عدد من المعارض والمهرجانات والمبادرات التي تجسد مشروع الشارقة، ما تطلعاتها من وراء تنظيم مؤتمر الموزعين؟
– الكثير من التحديات التي تواجهها صناعة الكتاب في العالم، يمكن الوصول إلى جذورها الأساسية، إذا ما تعاملنا معها وفق منهج العلاقات السببية، والكثير من هذه التحديات تمثل لدى دراستها فرصاً حقيقية وكبيرة، لهذا نعمل في الهيئة على تتبع أبرز التحديات والوقوف عند أسبابها الأولية، ونعمل على الاستثمار في الفرصة الكامنة فيها.
لذلك، نستهدف من خلال المؤتمر، إحدى الركائز الأساسية لقطاع صناعة النشر، وهي الموزعون، فكما هو معلوم، أن كل ما يقوده الناشرون، وحتى الكتّاب، من جهود في إنتاج المحتوى، لن يصل إلى جمهوره المستهدف من دون جهود الموزعين، لذلك يعد دورهم محورياً وكبيراً، ولذلك نحن نرى في المؤتمر خطوة كبيرة لتجاوز أبرز تحديات سوق الكتاب في العالم.
- ينظر الكثير إلى موزعي الكتاب بوصفهم مستثمرين، وعاملاً ليس رئيسياً في قطاع صناعة الكتاب، كيف ترون ذلك، وما الإضافة التي يقدمها المؤتمر لجهود الشارقة في دعم صناعة الكتاب؟
بكل تأكيد أن الموزعين محرك مركزي وأساسي لقطاع صناعة الكتاب، فهم نقطة التقاء وتفعيل لكل أطراف الصناعة، وما يرافقها من قطاعات داعمة ومساندة، فليسوا هم المسؤولين عن إتاحة وتوفير الكتب للقراء في المكتبات والمتاجر وحسب، وإنما هم المحركون لقطاع الشحن، والتخزين، والتسويق، وهم المصدر الأساسي لقراءة توجهات وخيارات القراء واحتياجاتهم، وهم المحرك الأول لأعمال الناشرين.
وكما أشرت سابقاً، فإن المؤتمر يستكمل منظومة عمل متكاملة في دعم صناعة الكتاب، تمضي بها الشارقة منذ عقود إلى اليوم، والإضافة التي يقدمها المؤتمر تتجسد في أنه يوّحد رؤى الموزعين وباعة الكتب على منصة واحدة، ويضع التحديات التي يواجهونها موضع النقاش، وبالتالي في موضع العمل للوصول لحلول عملية.
ليس ذلك وحسب، فالمؤتمر ليس منصة للتحاور وتقديم النقاشات، وحسب، وإنما هو لعرض التجارب الناجحة والنماذج السباقة، والحلول الفاعلة من مختلف بلدان العالم.
وتبرز حجم الإضافة التي يقدمها المؤتمر في الوقوف عند تجربته المستحدثة، التي تعد الأولى في المنطقة، فخلال العام الماضي لمسنا تفاعل المشاركين من بلدان عربية وأجنبية عدة، ولمسنا تأثير المعارف والخبرات التي تلقوها في توجهات أعمالهم، ورؤيتهم تجاه توسيع أسواقهم وانتشارهم، وهذا في الحقيقة يحسب للمؤتمر، ويؤكد أهميته وتأثيره.
- كان انطلاق مؤتمر الموزعين في العام الفائت 2022، فما النتائج التي حققتها دورته الأولى؟
– عند الحديث عن قطاع مثل صناعة الكتاب، فإن النتائج في مبادراته وحلوله ليست فورية، وإنما تراكمية، وهذا ما يثبته المؤتمر، بالنظر إلى أعداد المشاركين في دورته الأولى مقارنة مع أعداهم في دورته الثانية، فقد وصلوا إلى 385 العام الفائت، فيما اليوم يبلغ عدد المشاركين أكثر من 400 موزع كتب من 69 دولة.
ومن خلال متابعتنا لمجريات أعمال العديد من الموزعين وباعة الكتب في الكثير من بلدان العالم، فإن التوصيات التي خرجت بها الدورة الأولى من المؤتمر بدأت تجني ثمارها على أرض الواقع، في إحصاءات مبيعات الكتب، وتوسع أفرع العديد من الموزعين ومتاجر الكتب، وفي المبادرات والحلول الذكية التي بدأ بعض الموزعين الاستثمار بها لضمان تطوير أعمالهم.
- تضمّن المؤتمر في دورته الأولى جلسات نقاشية، وحوارات، وقدم عدداً من التوصيات، ما هو جديده لهذا العام؟
– استحدثنا منصة حصرية تتيح تسهيل عروض الناشرين، وتيسير عمليات البيع بين الناشرين وموزعي الكتب؛ حيث تشهد عروضاً ل15 من نخبة الناشرين وموزعي الكتب، عربياً وإقليمياً وعالمياً.
كما أن المؤتمر يشهد تنظيم 18 ورشة عمل وحلقة نقاشية متنوّعة، ومشاركة عدد من المتحدثين الذين يمثلون كبرى دور النشر ومتاجر التجزئة ومعارض الكتب والمكتبات من جميع أنحاء العالم.
- لماذا اخترتم أن يكون المؤتمر مفتوحاً أمام الموزعين من كل أنحاء العالم، أليس تسليط الضوء على الموزعين العرب يجعل إمكانية تجاوز تحدياتهم أكثر فاعلية وسهولة؟
– انطلق المؤتمر من رؤية واضحة تؤمن بأن من المهم توحيد قطاع توزيع الكتب في العالم، وفتح المجال أمام تجاربه الرائدة للانتقال والتطبيق في البلدان التي تواجه تحديات في تطوير منظومة توزيع الكتب في مناطقها، لهذا فإن المؤتمر مخصص للموزعين وباعة الكتب من كل أنحاء العالم.
إلى جانب ذلك، فإن المؤتمر ينطلق من حقيقة مهمة، بأن قطاع النشر العربي ليس بمعزل عن نظيره في مختلف بلدان العالم.