منوعات

«كوفيد – 19» مسؤول عن 58 % من خسائر الذرة في أفريقيا


«كوفيد – 19» مسؤول عن 58 % من خسائر الذرة في أفريقيا

بسبب انتشار «دودة الحشد الخريفية» وتراجع حملات مقاومتها


الثلاثاء – 12 شوال 1444 هـ – 02 مايو 2023 مـ


دودة الحشد الخريفية (كابي)

القاهرة: حازم بدر

تفاقم تأثير «دودة الحشد الخريفية» على محاصيل الذرة في أفريقيا بسبب جائحة «كوفيد – 19»، وفقاً لبحث جديد بقيادة مؤسسة «كابي» الزراعية البريطانية، نشرته مجلة «الاستدامة البيئية» في عددها الصادر هذا الأسبوع.
وانتقلت هذه الحشرة التي تهاجم المحاصيل في مجموعات من قارة أميركا الشمالية إلى أفريقيا مطلع 2016 عبر السفن أو الطائرات، لتطير في جميع أنحاء القارة متنقلةً من بلد إلى آخر، حتى اجتاحت أكثر من 40 بلداً.
وبالاعتماد على تحليل الدراسات التي أُجريت على الآفة منذ أن تم الإبلاغ عنها لأول مرة في أفريقيا. سلّط علماء المركز الإقليمي لمؤسسة «كابي» في نيروبي بكينيا، الضوء على مسؤوليتها عن 58 في المائة من خسائر الذرة التي تصل قيمتها إلى 9.4 مليار دولار أميركي، خلال الفترة من 2020 حتى 2022 بسبب تأثير «كوفيد – 19» على إجراءات المكافحة.
وقالت مونيكا كانسيمي، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره (الاثنين) الموقع الرسمي لمؤسسة «كابي»، إن «إجراءات احتواء (كوفيد – 19) أعاقت توافر العمالة ووصول أصحاب الحيازات الصغيرة إلى مدخلات حماية المحاصيل، من بخاخات المبيدات، وهو ما أدى لانتشار (دودة الحشد الخريفية)، التي تستهدف بشكل أساسي المحاصيل الأفريقية الرئيسية، خصوصاً الذرة والذرة الرفيعة والدخن والبقوليات، مما تسبب في أزمة غذائية».
وفي حين أُصيب نحو 7.4 مليون شخص بفيروس «كوفيد – 19» في عام 2020، كان ما يصل إلى 811 مليون شخص يعانون من نقص التغذية، أي ما يقرب من 10 في المائة من سكان العالم، معظمهم في أفريقيا، و«وصلت الوفيات المرتبطة بالجوع إلى أربعة ملايين في عام 2020، أي 10 أضعاف عدد وفيات (كوفيد – 19)»، كما توضح كانسيمي. وأضافت: «كشف (كوفيد – 19) عن كيف أن النظم الزراعية (شديدة التأثر) بالأزمات، وهذا يؤكد الحاجة إلى جهود التعافي التي تركز على إعادة البناء بشكل أفضل لمجتمعات أصحاب الحيازات الصغيرة للتغلب على آثار الوباء، وبناء القدرة على الصمود ضد التهديدات المماثلة في المستقبل».
جهود التعافي التي تقترحها كانسيمي لمعالجة تحديات الإنتاج الفورية عقب الجائحة، هي «التعزيز المؤسسي، وروابط أصحاب الحيازات الصغيرة بأسواق المدخلات والمخرجات، ودعم الائتمان الأصغر، على سبيل المثال».
ووفق أحمد عبد المجيد، الأستاذ بمعهد وقاية النبات بوزارة الزراعة المصرية، فإن «تعزيز القدرات الفنية لأصحاب الحيازات الصغيرة لاستخدام تدابير الإدارة المتكاملة للآفات، والتعاون الإقليمي لرصد مخاطر الحشرة والإنذار المبكر بقدومها، سيساعدان في الوقاية والتأهب للمخاطر التي يمكن أن تحدث مستقبلاً». وأضاف عبد المجيد لـ«الشرق الأوسط» أن «جائحة (كوفيد – 19) لن تكون الأخيرة، لذلك فإنه يجب الاستفادة من دروسها، حتى يمكن مستقبلاً التعامل مع هذا العامل الممرض الخطير في ظروف مشابهة».
عبد المجيد أشار إلى أن «هذه الحشرة الخطيرة يُمكن ليرقاتها قطع ما يصل إلى 100 كلم في الليلة الواحدة، كما أنها تتوالد بشكل كبير، حيث يُمكن لليرقة خلال حياتها أن تضع ما يقرب من ألف بيضة، وتتغذى على أكثر من 80 محصولاً من بينها الأرز، والذرة الرفيعة، وقصب السكر، ومحاصيل الخضراوات والقطن؛ لكنها تفضّل الذرة».



العالم


فيروس كورونا الجديد



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى