أخبار العالم

متحور “كورونا” الحديث .. خبير يرفض التهويل في التعامل مع “أركتوروس”



أسابيع قليلة فقط على تخلّص العالم من آخر متحورات “كوفيد-19″، وفيما لا تزال التداعيات الاقتصادية الوخيمة الناجمة عنه لم تنمح بعد، بدأت تحذيرات خبراء في مجال الفيروسات من متحور جديد يدعى “أركتوروس” إثر انتشاره بشكل واسع في أكثر من ثلاثين دولة إلى حد الآن.

في الحوار التالي، يسلط مراد الرصفة، أستاذ التعليم العالي في علم الأدوية بكلية الطب والصيدلة وطب الأسنان بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، الضوء على المتحور الجديد المنتمي إلى عائلة فيروس كورونا،

ويؤكد أنه بالرغم من سرعة انتشاره، إلا أنه ليس ثمة داع لتهويله، وأن تأثيره لا يتعدى حدّة الأنفلونزا الموسمية.

إلى أي حد يشكل متحور “أركتوروس” خطرا على صحة الإنسان؟

ما يميز الطفرة الجديدة من فيروس كورونا هو انتشارها بسرعة أكبر مقارنة مع الطفرات السابقة، لكن لا داعي للتهويل، لأن الأعراض التي تكون لدى الأشخاص الذين أصيبوا بـ”أركتوروس” هي مثل أعراض نزلة البرد المعروفة لدى الجميع.

الطفرة الجديدة ظهرت في الهند منذ شهر مارس وانتشرت في عدد من الدول، ولا يوجد أي مؤشر يدل على وجودها في المغرب.

وكما أسلفت، فإن أعراضها هي كأعراض نزلة البرد أو الأنفلونزا الموسمية، مثل التهاب العينين عند الأطفال. ومع ذلك، فإن الأشخاص ذوي المناعة الهشة، مثل كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة كالربو، ينبغي أن يأخذوا الاحتياطات اللازمة.

هل معنى هذا أن المتحور الجديد يشكّل خطرا على هذه الفئة؟

على صعيد المجتمع ككل، لا داعي لتهويل الأمر، ولكن مؤشر الخطر يبقى أعلى بالنسبة للشريحة ذات المناعة الضعيفة.

وعموما، ينبغي ألا نسقط في الأخطاء نفسها التي كان يمكن تفاديها في السنتين الثانية والثالثة من بداية كورونا؛ فقد كان بإمكان المغرب أن يربح الكثير على المستوى الاقتصادي لو تعامل مع الوضع بمرونة أكبر.

كيف ذلك؟

عندما بدأ “كوفيد-19” في الانحسار، كانت لدينا مؤشرات تؤكد أن الوضعية الوبائية في المغرب تحسنت بشكل كبير مقارنة بأوروبا ودول الشمال، وكان يمكن تسريع وتيرة رفع القيود التي طُبقت لمكافحة الجائحة، وبالتالي تسريع استعادة الاقتصاد لعافيته.

أوروبا كانت في وضعية وبائية أسوأ من المغرب، نظرا لعدة اعتبارات، منها ما يتعلق بالمناخ وأيضا الجانب الديمغرافي.

مناخ المغرب، على غرار باقي دول شمال إفريقيا والقارة الأفريقية ككل، لعب دورا مهما في الحد من انتشار فيروس كورونا، بفضل ارتفاع درجة الحرارة، كما أن عدد الملقّحين ضد الفيروس بلغ نسبة مهمة، وهذا معناه أن احتمال حدوث نكسة كان مستبعدا.

لكن الحكومة كانت تخشى العودة إلى نقطة الصفر

طالما أن لدينا طرقا علمية للتأكد من خلو الوافدين من الخارج من الفيروس، عن طريق الفحص، فهذا معناه أنه لن يُسمح بالدخول إلى تراب المملكة سوى للأشخاص سليمي الصحة، وكان ذلك سيربّح بلدنا الكثير على المستوى الاقتصادي، من خلال السياحة وإعادة تحريك عجلة الاستثمار.

إذا أخذنا على سبيل المثال نموذج سبتة ومليلية المحتلتين، سنجد أن المغرب كان مختلفا، فعدد الوفيات في هاتين المدينتين كان مشابها للأرقام المسجلة في المغرب، لأننا أمام التركيبة السكانية نفسها تقريبا، وأيضا أمام العادات الغذائية نفسها، لأن غالبية قاطني هاتين المدينتين مغاربة، بينما كان عدد الوفيات في باقي أرجاء أوروبا مرتفعا.

أعتقد أن الوضع في المغرب كان مواتيا إلى درجة كبيرة لاستئناف الحياة الطبيعية منذ السنة الثانية لانتشار الجائحة، والآن ينبغي أن نتصرف بذكاء إزاء المتحور الجديد حتى لا نسقط في الأخطاء نفسها التي ارتكبناها سابقا.

هل يمكن أن يصير متحور “أركتوروس” خطيرا إذا توسع نطاق انتشاره عالميا؟

عموما، يمكن القول إن ما ينبغي القيام به حاليا هو التحلي بالحيطة واليقظة دون تهويل. المصالح المعنية لا شك أنها تتبع الوافدين من الدول التي ينتشر فيها الفيروس، وفي حال تفشّى بشكل مهول في بلد ما يمكن إخضاع الوافدين منه للفحص، لكن ينبغي أن نستمر في ممارسة حياتنا بشكل عادي.

وكما أسلفت، فإن الفيروس الجديد يبقى عاديا، حيث يصيب الجهاز التنفسي، لا سيما العلوي. ولحسن الحظ، فإننا في فصل الربيع ومقبلون على فصل الصيف، حيث سترتفع الحرارة خلال الأسابيع المقبلة، بينما المشاكل الصحية المرتبطة بالأنفلونزا تنتشر في فصل الشتاء حيث تنخفض درجة الحرارة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى