رأس الخيمة تتعاون مع جامعتين أمريكيتين لدراسة نتائج تغير المناخ خلال العصر البرونزي بالمنطقة
عادي
2 مايو 2023
15:32 مساء
أطلقت دائرة الآثار والمتاحف في رأس الخيمة، برنامج تعاون مع جامعتي كوينيبياك، وجنوب ألاباما الأمريكيتين، بهدف دراسة وتحليل بقايا بشرية تعود لـ 4000 عام، لمعرفة التغيرات المناخية التي طرأت على المنطقة خلال العصر البرونزي، وتأثيرها في المجتمع السكاني وعلى الأفراد في تلك الفترة، إضافة إلى وضع تصورات أمام صانعي القرار حول إمكانية حدوث موجات مناخية مشابهة في المستقبل.
وتماشياً مع هذا التعاون، زار مؤخراً فريق من الطلبة الباحثين، بقيادة جيمي أولينجر، أستاذة علم الإنسان، ومساعدة مدير «معهد بحوث الأنثروبولوجيا الحيوية» في جامعة كوينيبياك، بولاية كونيتيكت، الإمارة، لدراسة الهياكل العظمية البشرية المكتشفة في رأس الخيمة، والتي تعود إلى الألفية الثانية قبل الميلاد، وتحليلها وإخضاعها لدراسات أثرية بهدف البحث في نتائج التغيرات المناخية وموجة الجفاف الشديد خلال فترتي «أم النار» و«وادي سوق» ومدى تأثيرها في الإنسان في ذلك الوقت.
وتأتي هذه الزيارة جزءاً من برنامج التعاون بين دائرة الآثار والمتاحف في رأس الخيمة والجامعتين الأمريكيتين، والذي أطلق عليه «علم الآثار الحيوي للأنظمة الاجتماعية في العصر البرونزي»، لتقييم حالة الرفات البشري والنظر في إمكانية إجراء المزيد من عمليات التحليل والدراسة من خلال المختبرات الأمريكية. وسيقوم الطلبة الباحثون بزيارات إلى الإمارة قبل نهاية هذا العام لاستكمال المشروع البحثي.
وقال أحمد عبيد الطنيجي، مدير عام الدائرة : «تأتي هذه الشراكة مع جامعتي كوينيبياك وجنوب ألاباما، تجسيداً للرؤية الاستراتيجية لحكومة رأس الخيمة في تسليط الضوء على تاريخ الإمارة الموغل في القدم، وتعريف المواطنين والمقيمين والزوار والعالم بأسره بحضارة رأس الخيمة والإمارات، والكنوز التاريخية التي تحتضنها الإمارة من مواقع أثرية وآثار تعود لـ 7000 عام من الحضارة».
وأضاف: «يعد المشروع فرصة مثالية لدراسة البقايا البشرية التي تم العثور عليها في المقابر الأثرية المنتشرة في أرجاء رأس الخيمة، ولفهم المزيد عن حياة الناس الذين عاشوا هنا منذ آلاف السنين، وتأثير تغير المناخ عليهم، إلى جانب إثراء العلوم والأبحاث العلمية المتعلقة بهذا الشأن لتسليط الضوء على تاريخنا العريق».
وقال كريستيان فلده، باحث الآثار الرئيسي في الدائرة: «تعد رأس الخيمة فريدة من نوعها؛ إذ تزخر بعدد كبير من المدافن، والمواقع الأثرية الأخرى التي يعود تاريخها إلى فترات لم يتبق منها سوى القليل من الأدلة والشواهد التاريخية التي تعكس الحضارة الإنسانية. وتتيح هذه المواقع الأثرية الغنية لنا الفرصة للعثور على البقايا التي يحتاج لها فريق جامعة كوينيبياك لدراستها، ما سيسهم في توفير رؤية واضحة حول التنمية البشرية في تلك الفترة».
وأضاف فلده: «هذه الشراكة المثمرة ستسمح لنا بفهم المزيد عن الأشخاص الذين عاشوا هنا منذ 4000 عام، ومعرفة كيفية تأثير فترة الجفاف الشديدة التي حدثت بالمنطقة في تلك الفترة، والتي استمرت لأكثر من 100 عام. ونأمل في عقد المزيد من برامج التعاون مع الجامعات والمؤسسات العالمية التي تخدم قطاع الآثار، ونرحب بجميع الطلبة الدارسين والباحثين في مجال الآثار من جميع أنحاء العالم».
وقالت جيمي أولينجر، أستاذة علم الإنسان، ومساعدة مدير «معهد بحوث الأنثروبولوجيا الحيوية» في جامعة كوينيبياك: «تحظى رأس الخيمة بتاريخ أثري غني، فالمدافن التي توجد فيها كبيرة ومثيرة للاهتمام، وهي مثالية لإجراء هذا النوع من الدراسات والأبحاث. اكتشفنا عظاماً لمختلف المراحل العمرية، للصغار والكبار وحتى لأجنة ، سنحللها للتحقق من آثار التغير المناخي على صحتهم. نعلم جيداً أننا بحاجة إلى جمع الكثير من البيانات والمعلومات، قبل أن نتمكن من استخلاص النتائج المرجوة، إلا أن ما حصلنا عليه سيفيدنا بشكل رائع».
وأضافت أولينجر: «يعد هذا التعاون أمراً مهماً لطلبتنا فهي تمنحهم الفرصة لزيارة الإمارات ، ومعرفة المزيد عن علم الآثار في هذه المنطقة. ونود أيضاً إشراك مجتمع رأس الخيمة المحلي لتعريفه بأهمية هذا المشروع وإطلاعه على نتائج الدراسات من خلال ورش عمل وغيرها من البرامج».
وكان الباحثون زاروا الإمارة في عام 2017، حيث درس فريق الجامعة، رفاتاً بشرية لمعرفة النظام الغذائي والصحي والسلوكي للأشخاص الذين عاشوا في فترة «أم النار»، إضافة إلى ممارساتهم الجنائزية. وشملت الزيارة دراسة عظام بشرية من مواقع أثرية أخرى في الإمارة، كمنطقة شمل العريقة التي يعود تاريخها إلى فترة «أم النار» (2600 إلى 2000 قبل الميلاد)، وكشفت عمليات التنقيب السابقة في هذه المنطقة عن وجود مقابر ومستوطنات تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، إضافة إلى قلعة من العصور الوسطى.
https://tinyurl.com/3rc23jc3