الحرية والتغيير للسودانيين: تظاهروا لإجبارهم على التفاوض!
وسط تعنت الطرفين مع دخول القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أسبوعه الثالث، ووسط استمرار الاشتباكات المتقطعة على الرغم من الهدنة، دعت قوى الحرية والتغيير الشعب السوداني للخروج بمظاهرات.
فقد أعلن ياسر عرمان الناطق الرسمي باسم قوى الحرية والتغيير، أن القوى دعت المجلس المركزي الثلاثاء، إلى مظاهرات واسعة في المناطق غير المتأثرة بالصراع للدفع نحو التفاوض ووقف الحرب.
وقال عرمان عبر حسابه على تويتر، إن الأطراف المتحاربة في السودان تتجه نحو التفاوض، لكنه تساءل “لماذا أصلا الحرب إذا كانت ستنتهي بتفاوض والتفاوض قد كان متاحا؟”
وتابع “علينا في القرى والمدن التي لا تشملها الحرب الخروج الجماهيري الواسع للدفع بالتفاوض ووقف الحرب”، مضيفا أن التفاوض سيقود إلى نفس القضايا التي طُرحت للمعالجة في الاتفاق الإطاري، قائلا إنه “لابد من قوات مسلحة مهنية واحدة وحكم مدني في السودان”.
الجيش: الحسم أولاً!
أتت هذه الدعوات فيما تتواصل المساعي والوساطات الإقليمية من أجل الدفع نحو حل للأزمة والقتال العسكري.
إلا أن عضو مجلس السيادة السوداني، والفريق ياسر عطا كان رأى ألا تفاوض مع “المتمردين” في إشارة إلى الدعم السريع وقائدها محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي.
وقال في مداخلة مع “الحدث”، اليوم الثلاثاء: “لا تفاوض ولا اتصال مع حميدتي إلا بعد تقديمه إلى العدالة”.
دعوة للتظاهر
كما اعتبر أن “انهيار قوات ما يُسمى بالدعم السريع قد بدأ”، مضيفاً أن تلك القوات أنشئت لحماية النظام السابق (نظام الرئيس المعزول عمر البشير). وشدد على أن “تلك الميليشيات تمردت على الدولة، وراحت تنهب مقدرات البلاد.”
كذلك أكد ألا تفاوض مع الميليشيات والأولوية هي لحسم المعركة، مضيفا أن أي وساطة سياسية لن تنجح في الوقت الحالي.
أرقام مرعبة
جاءت تلك التصريحات فيما أكد المبعوث الأممي فولكر بيرتس في وقت سابق اليوم للعربية/الحدث أن الطرفين المتقاتلين وافقا على إيفاد ممثلين عنهما من أجل إجراء محادثات فنية تهدف إلى إرساء وقف دائم لإطلاق النار.
إلا أنه أوضح في الوقت عينه أن تلك المحادثات التي تأتي إثر مبادرة سعودية، ليست سياسية بين الجانبين.
ومنذ اندلاع الصراع بين القوتين العسكريتين في 15 أبريل الماضي، يعيش السودان أزمة كارثية بحسب توصيف الأمم المتحدة. إذ أدى القتال إلى نزوح الآلاف، فيما خرجت معظم المستشفيات في الخرطوم وغيرها من الولايات لاسيما في دارفور عن العمل.
بينما قتل أكثر من 500 مدني، وأصيب نحو 5000، بحسب وزارة الصحة السودانية.
وقد دفع القتال أكثر من 400 ألف مدني إلى النزوح واللجوء.
وأعلنت الأمم المتّحدة اليوم الثلاثاء أنّ المعارك الدائرة منذ منتصف أبريل خلّفت أكثر من 330 ألف نازح و100 ألف لاجئ.
كما حذّرت من أنّ برامجها المخصّصة لتلبية الاحتياجات الإنسانية لم تؤمّن حتى اليوم سوى 14% من التمويلات اللازمة لعملياتها لهذا العام، وبالتالي فهي ما زالت بحاجة لـ1.5 مليار دولار لتلبية هذه الاحتياجات التي تفاقمت منذ اندلاع القتال.
كما توقفت معظم المستشفيات في الخرطوم عن العمل، وتضرر القطاع الصحي بشكل كارثي.