لعبة كرة القدم بلا كرة قدم
المضحك بالنسبة لي أنه قام المدرب في وسط المباراة بسؤال اللاعبين عن أي منهم بحوزته الكرة فالجميع رفع يده إشارة على امتلاكهم للكرة الوهمية، وبخهم وقال لا يمكن أن تكون الكرة الوهمية مع الجميع في آن واحد.
كان التعليق حول هذه المباراة أنها للمحافظة على نفسية اللاعبين حيث لا يوجد أي من اللاعبين خاسر في هذه المباريات. أتركك تبحث عن هذه المباراة بعنوان ball-less soccer وأطلب منك أن تتمعن حديث حارسة المرمى حول أسلوبها في صد التسديدات.
الألواح الشمسية لا تختلف عن صديقنا المدرب الذي فصل لعبة كرة القدم عن كرة القدم، حيث أن الألواح الشمسية تريد ضوءا من الشمس بلا حرارة. قد تجد عزيزي القارئ أن موقف الألواح الشمسية أكثر منطقية من المباراة ولكن ليس في جميع أنحاء الكرة الأرضية. لذلك قام ثلاثة باحثون من جامعة كوريا بتطوير تقنية لتبريد الألواح الشمسية باستخدام الماء الممتص والتي تستخدم لتحسين كفاءة الألواح الشمسية وإطالة عمرها الافتراضي. قرأت هذا العمل في بحثهم المنشور قبل
شهر في مجلة Nature، وهي من أرقى المجلات العلمية إن لم تكن الأرقى، حيث تعالج هذه التقنية ارتفاع درجات الحرارة للألواح الشمسية خلال العملية الطويلة لتوليد الكهرباء، وهذا يؤثر سلبا على كفاءتها ويقلل من عمرها الافتراضي.
تعتمد هذه التقنية على استخدام مواد تمتص الماء وتتفاعل معه كالسيليكا جل والزيوليت، وتتمثل الفكرة في تركيب هذه المواد داخل الألواح الشمسية، بحيث يتم تبريد الماء ليلا أو عندما يكون الجو باردا نسبيا خلال اليوم وعندما ترتفع الحرارة يتم تبخير الماء المضاف في الألواح الشمسية مما يؤدي إلى تبريد الألواح الشمسية.
هذه التقنية قد تحسن كفاءة الألواح الشمسية بنسبة تصل إلى 5% وتقلل من درجة حرارتها بمقدار 20-30 درجة مئوية، مما يزيد من عمر الألواح الشمسية ويحسن من أدائها في توليد الكهرباء. وتتيح هذه التقنية فرصة لإنتاج الطاقة الشمسية بكفاءة أعلى وتقليل التكلفة، حيث تكلفة التبريد النشط للألواح الشمسية باهظة الثمن، ويمكن أن تكون هذه التقنية بديلا فعالا للتبريد النشط.
صحيح أن هذا العمل قد نشرت أبحاثه وأظهرت نتائج ممتازة إلا أن هذه التقنية لا تزال في مرحلة التجارب والاختبارات، ولم تتوفر بعد في الأسواق، وتحتاج إلى مزيد من البحث والتطوير لتأكيد فعاليتها واستقرارها على المدى الطويل.
هذا العمل هو ما يتوجب علينا في المملكة العربية السعودية توجيه أبحاثنا نحوه، إن تسليط الضوء على هذه النقاط المهمة والتي تعد محور مشاكل الطاقة الشمسية في المملكة تجعلنا نتمكن من استخدامها في المناطق الحارة والجافة، حيث تعاني الألواح الشمسية من ارتفاع درجات الحرارة، مما يؤثر سلبا على كفاءتها ويقلل من عمرها الافتراضي، وبالتالي تحسين كفاءة الألواح الشمسية وزيادة إنتاج الكهرباء، بل ويمكن أن نأخذ هذه التقنية إلى مجالات أخرى مثل التبريد الشمسي للمنازل والمباني، حيث يمكن استخدام المواد الممتصة للماء في نظام التكييف الشمسي، مما يؤدي إلى تقليل استهلاك الطاقة الكهربائية وتخفيض فاتورة التكييف.
@ HUSSAINBASSI