خديجة الصقلي تتعطر في “هروب الحواس”
نظم، السبت بمراكش، حفل تقديم وتوقيع كتاب “هروب الحواس”، وهو بمثابة دعوة سفر في عوالم حالمة ومثيرة، وذلك بحضور ثلة من الكتاب والشخصيات متعددة المشارب.
ويحتفي الكتاب، الصادر عن “دار نشر الفن الرقمي” في 184 صفحة تتضمن أزيد من 200 صورة فوتوغرافية أنجزتها الفنانة خديجة الشرايبي الصقلي، بمختلف الفنانين الذين يبدعون منذ القدم في جعل العطور تضج بالحياة في قارورات المرمر وزجاجات الكريستال.
كتاب “هروب الحواس” تم إعداده كعطر ملهم؛ هو بمثابة مؤلف يوقظ الحواس، ويكشف، على امتداد صفحاته، عن كل ما هو جميل وخلاب في عالم العطور، حيث يتماشج السحر والشعر والإبداع من أجل إحداث عالم خديجة الشرايبي الصقلي.
وفي تصريح صحافي قالت الشرايبي الصقلي إن “مختلف الصور، المنجزة مؤخرا بقارورات جديدة، نالت تعليقات رائعة، وحذت بنا أنا والناشرة مريم الشرايبي لإنجاز هذا الكتاب الأخير”.
وكشفت الكاتبة أن هذا المؤلف مزج بين شغفيها الاثنين، الحب الذي يحمله علي بنزيان لصورها من خلال أشعاره، والاهتمام الذي يبديه عبد الرزاق بنشعبان، مدير متحف العطور بمراكش، لصورها ومجموعتها.
وتابعت أن “هروب الحواس”، وهو المؤلف الثالث بعد “عطور وأحلام” (سنة 2016) و “قصائد الحواس” (سنة 2020)، “يشهد على إصراري المستمر على التعريف بفن العطور لدى عامة الناس، وهو الذي يحظى باهتمام خاص في المغرب. لا توجد مناسبات أو احتفالات عائلية بدون مجموعات هدايا قوامها العطور، قليلون من يعرفون القصة وراء كل قارورة”.
وبينما يعمد بعض الجامعين الشغوفين إلى تحصين مجموعاتهم في واجهات مشيدة، فإن الشرايبي الصقلي توثر مشاطرة قاروراتها العطرية مع الجمهور الواسع. ويكمن تفرد خديجة الشرايبي الصقلي، ليس فقط في احتفاظها بقارورات العطر، بل لكونها تبعث فيها الحياة من خلال نور جديد ينهل من موهبتها كمصورة.
ففي هيئتها الأولى، تتصدر القارورة المشهد كما هي، لكن بعثها بالألوان يحييها من جديد. كما أن المتأمل فيها تتملكه الرغبة في لمسها، وشم العطر الذي بداخلها، وإفشاء أسرارها. ولأزيد من 40 سنة، جمعت خديجة الشرايبي الصقلي، الشغوفة بالعطر، مجموعة استثنائية. كما شاركت في عدة تظاهرات فنية، لاسيما وأن مجموعتها تضم زهاء الآلاف من قارورات وقنينات العطر التي تشي لوحدها بتاريخ العطر ودوره الكبرى. ومن خلال هذا الكتاب،
تروي خديجة الشرايبي الصقلي الحكاية الزكية للعطر وحكاية حرفيي الزجاج، الذين يرسمون ويبدعون قارورات عطر رائعة. على اعتبار أن حرفتهم مثيرة للاهتمام على غرار حرفة النحاتين. ولأجل مداركهم تلك، تحتفي خديجة الشرايبي الصقلي من خلال الكلمات والصور الفوتوغرافية.