أخبار العالم

بالأرقام.. تأثير النزوح من السودان على “دول الجوار الهشة”



يوضح الصحفي والمحلل سياسي، محمد مصطفى إلياس، لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن السودان دولة محورية نظرا لموقعها الجغرافي الذي يجاور دولا تشهد اضطرابات بالفعل ولديها “وضع هش”.

يشير إلى أن الاشتباكات تسببت في موجة نزوح كبيرة، ونتيجة الصراع فر عشرات الآلاف، من بينهم سودانيون ومواطنون من بلدان مجاورة، وعلى رأسها تشاد وجنوب السودان، رغم حالة عدم الاستقرار والظروف المعيشية الصعبة في تلك البلدان.

يتفق معه خبير السكان ودراسات الهجرة، أيمن زهري، الذي يشير إلى أن السودان كان مستقبلا اللاجئين من الدول المجاورة، وبات مصدرا لهم بعد الصراع.

حسب حديث زهري لموقع “سكاي نيوز عربية”، فقد اعتمدت اتجاهات هؤلاء الفارين على “الموقع الجغرافي” الذي يعيشون به داخل السودان، فمن يعيش غربا توجه لتشاد وإفريقيا الوسطى، ومن يقطن شمالا توجه إلى مصر، ومن يسكن جنوبا توجه إلى جنوب السودان.

هناك دول هشة مجاورة للسودان لم تكن “مستعدة” لاستقبال النازحين والفارين من العمليات العسكرية، وعلى رأس تلك الدول تشاد وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان، حسبما يوضح لموقع “سكاي نيوز عربية”.

السودان من أكبر الدول العربية والإفريقية، من حيث المساحة، ويحده من الغرب تشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى، ومن الشمال، مصر وليبيا، ومن الشرق، إثيوبيا وإريتريا، ومن الجنوب جنوب السودان وكينيا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية الكونغو.

شهدت 5 من الدول المجاورة للسودان، وهي إثيوبيا وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى وليبيا وجنوب السودان، اضطرابات سياسية أو صراعات خلال السنوات القليلة الماضية.

تأثير النزوح الإنساني

  • فر أكثر من 30 ألف شخص إلى تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا وإفريقيا الوسطى، حسب تقديرات الأمم المتحدة، التي حذرت من وصول عدد الفارين إلى 270 ألف شخص في حال تواصل القتال.
  • يرى زهري أن اشتعال الأوضاع داخل السودان سيتسبب في موجة لجوء غير مسبوقة نحو ثلاث دول، هي “تشاد وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان”.
  • يشير إلى أن تلك التدفقات سوف تؤثر بشكل سلبي على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لـ”تشاد وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان”، نظرا لعدم امتلاكها القدرات لاستيعاب ذلك العدد الهائل من اللاجئين وتوفير الحد الأدنى من الحياة اللائقة لهم.
  • تعاني تلك الدول “الهشة” من مشكلات اقتصادية وسياسية طاحنة، ولذلك فتأثير اللجوء الإنساني على هذه الدول سيكون “سلبيا جدا”، حسب خبير دراسات الهجرة.

تشاد

  • يؤكد إلياس أن تشاد هي الدولة الأكثر تضررا من الصراع السوداني، نظرا للاشتباكات المتواصلة في مدينة الجنينة بإقليم دارفور بالقرب من الحدود التشادية.
  • فر نحو 20 ألف لاجئ سوداني آخرين من إقليم دارفور إلى تشاد منذ بدء القتال، وفقا للأمم المتحدة، لكن إلياس يرجح كون الأعداد أكبر من ذلك بكثير في غياب “إحصاءات رسمية”.
  • تخطط مفوضية شؤون اللاجئين في تشاد، لاستقبال 100 ألف لاجئ من السودان على أسوأ التقديرات.
  • تمثل عمليات النزوح عبئا إضافيا على موارد تشاد الشحيحة التي كانت تعاني بالفعل من ضغوط استضافة 400 ألف لاجئ فروا من صراع سابق في السودان، حسبما يوضح زهري.
  • يقول إن تشاد لديها عدد كبير من اللاجئين من بلدان أخرى عديدة مجاورة، ولذلك سوف تضاعف عمليات النزوح “الضغوط الاقتصادية على ذلك البلد الفقير”.

يدعم زهري حديثه بالأرقام كالتالي:

  • يبلغ عدد سكان تشاد نحو 16 مليون نسمة، حسب إحصاءات البنك الدولي لعام 2019.
  • في 2018 كان نحو 42 بالمئة من السكان يعيشون تحت عتبة الفقر وفق البنك الدولي.
  • تحتل المرتبة الثالثة بين الدول الأقل تطورا في العالم.
  • تسجل واحدا من أعلى معدلات وفيات الأمهات.
  • يموت فيها طفل من كل خمسة قبل عامه الخامس حسب البنك الدولي.
  • تضم تشاد أكثر من مليون شخص في حالة “نزوح قسري” بينهم أكثر من 580 ألف لاجئ فروا من النزاعات في البلدان المجاورة.
  • تواجه تشاد تحديات عسكرية على كل حدودها، وغرب البلاد يكافح الجيش منذ 2015 جماعة “بوكو حرام” المرتبطة بتنظيم “داعش”.

جنوب السودان

يكشف إلياس عن عدد النازحين نحو جنوب السودان، ويقول إنها تجاوزت عتبة الـ200 ألف نازح، ومعظمهم من السودانيين الذين يعيشون بالحزام الفاصل بين الجارتين.

ترجح التقديرات الأممية عودة 125 ألفا من مواطني جنوب السودان، الذين سبق لهم اللجوء إلى الجار الشمالي، وتخطط المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، لعبور نحو 45 ألف لاجئ سوداني جديد إلى جنوب السودان.

يؤكد زهري أن تلك الأعداد الكبيرة سوف تتسبب في المزيد من المشكلات لجنوب السودان الذي يعتمد على المساعدات الدولية، مشيرا إلى بعض الإحصاءات في ذلك الشأن:

  • احتاج 75 بالمئة من سكان جنوب السودان إلى معونة إنسانية في 2021.
  • وفق تقديرات البنك الدولي لعام 2018، يقبع 80 بالمئة من سكانه البالغ عددهم 11 مليون نسمة، تحت خط الفقر.
  • يعاني ثلثا السكان في جنوب السودان من الجوع الشديد. 

إفريقيا الوسطى

حسب إلياس فإن أعداد النازحين الذين عبروا إلى إفريقيا الوسطي “قليلة” نظرا لكون “الحدود بين البلدين مغلقة”.

لا توجد أرقام دقيقة حول أعداد النازحين نحو إفريقيا الوسطى، لكنها تعاني بالفعل من عدة مشكلات اقتصادية وسياسية وعسكرية طاحنة، حسب زهري.

يستعرض عدة أرقام في ذلك الشأن:

  • إفريقيا الوسطى مصنفة في المرتبة 188 من أصل 189 دولة في مؤشر التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للعام 2019.
  • يعيش نحو 71 بالمئة من سكان البلاد البالغ عددهم 4.9 مليون نسمة تحت خط الفقر.
  • تعاني إفريقيا الوسطى بسبب اشتباكات مسلحة تسببت في مقتل الآلاف ودفعت بنحو ربع سكان البلاد إلى المنفى.

نتيجة لذلك، يطالب زهري بتدخل مفوضية الاتحاد الإفريقي لحسم النزاع داخل السودان ودعوة الأطراف المتحاربة للجلوس على مائدة التفاوض، نظرا لتداعيات الصراع “الكارثية” على دول الجوار الهشة خاصة.



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى