هل نجح ماسك بتحويل “علامة تويتر الزرقاء” إلى مصدر للدخل؟
وقد أثارت هذه الخطوة استياء أصحاب الحسابات التي تأثرت بالقرار الجديد، فشنوا حملة مركزة استهدفت مالك تويتر، إيلون ماسك، ودعوا إلى البحث عن طريقة قانونية، تتيح لهم استعادة العلامة الزرقاء المجانية، كونها حق مكتسب لهم منذ فترة طويلة.
424 ألف حساب موثق مجاناً
وفي نهاية عام 2022 بلغ عدد الحسابات التي تم توثيقها بالعلامة الزرقاء على تويتر، نحو 424 ألف حساب، وقد حصلت الأغلبية الساحقة من هذه الحسابات على علامة التوثيق مجاناً، ليجد هؤلاء أنفسهم اليوم بحاجة لدفع مبلغ لا يقل عن 8 دولارات شهرياً للحفاظ على العلامة التي يعتبرونها رمزاً للثقة.
ومنذ توفيرها على تويتر في عام 2009، تحولت علامة التوثيق الزرقاء إلى رمز مهم للمستخدمين والشركات والمشاهير والمؤسسات الحكومية، الذين يرغبون في إثبات هويتهم ومصداقيتهم على المنصة، حيث نمت أعداد الحسابات الحاصلة على هذه العلامة، من 5 آلاف في عام 2010، الى 311 ألف حساب في عام 2018، وصولاً إلى نحو 424 ألف حساب في نهاية عام 2022.
والنمو المستمر للطلب على علامة التوثيق الزرقاء، شجع المالك الجديد لمنصة تويتر إيلون ماسك، على استغلال هذا الأمر وتحويل هذه العلامة الى مصدر للإيرادات، فسارع وبعد فترة قصيرة جداً من شرائه للمنصة، على إطلاق النسخة الجديدة من خدمة “تويتر بلو”، التي تتيح توثيق الحسابات، بكلفة تبدأ من 8 دولارات شهرياً وتصل الى 11 دولاراً، عبر متجر تطبيقات آبل، ليستكمل قراره منذ أيام بإزالة علامات التوثيق الزرقاء القديمة والمجانية، بهدف إجبار أصحابها على دفع المال مقابل استعادتها.
وبحسب مؤسسة سانسور تاور للأبحاث، فإن خدمة “تويتر بلو”، استطاعت تحقيق إيرادات بقيمة 11 مليون دولار أميركي، خلال الأشهر الثلاثة الأولى على إطلاقها، أي بين ديسمبر 2022 ومارس 2023، مع أكثر من 385 ألف مستخدم سددوا كلفة اشتراك هذه الخدمة، أغلبهم في الولايات المتحدة الأميركية، حيث تم تحقيق هذا المبلغ رغم توفر هذه الخدمة فقط في 20 سوقاً حول العالم.
علامة الـ 1000 دولار لمن؟
أما الآن ومع إزالة علامات التوثيق القديمة والمجانية، وتوفير خدمة تويتر بلو على نطاق أوسع في العالم، فإن حجم الإيرادات مرشح للارتفاع بشكل كبير، خصوصاً أن تويتر أطلق أيضاً علامة التوثيق الذهبية، المخصصة للمنظمات والمؤسسات الكبيرة، والتي تصل كلفة الاشتراك فيها، إلى 1000 دولار أميركي، ما سيعطي دفعاً كبيراً للإيرادات الناتجة عن خدمات التوثيق.
ويقول مؤسس ورئيس المجلس الوطني لريادة الأعمال والابتكار معن برازي، في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن مبلغ الـ 11 مليون دولار أميركي الذي حققته تويتر بلو قد يعتبره البعض ضئيلاً، ولكن في الحقيقة هو ليس كذلك، فهذا الرقم مجرد بداية وما يجب النظر إليه اليوم، هو نجاح إيلون ماسك باستثمار علامة التوثيق وتحويلها الى مصدر يدر ملايين الدولارات، في الوقت الذي قام فيه أيضاً بتخفيض نفقات المنصة، بنسبة تزيد عن 70 في المئة عبر تقليص اليد العاملة، مشيراً الى أن جميع هذه الخطوات، تدل على أن تويتر يسلك الطريق الصحيح، لتحقيق الكثير من الأموال والتخلص من الخسائر، التي كانت تلاحقه تحت إدارته السابقة.
وبحسب برازي فإن إيرادات تويتر بلو، ستنمو لتصل إلى 22 مليون دولار بعد 3 أشهر من الآن، وهي ستستمر بالنمو خلال الأشهر اللاحقة، كجزء من مخطط أكبر تم وضعه للمنصة، يشمل توفير نظاما جديد للإعلانات يدر ملايين الدولارات، حيث يعتبر تويتر من أكثر وسائل التواصل الاجتماعي فعالية في عملية التسويق، ولكن النهج الذي كانت تتبعه الإدارة السابقة للمنصة لم يكن ناجحاً، ففي حين كانت الإعلانات على فيسبوك وإنستغرام تنمو وتحقق الكثير من الأموال، كان تويتر يخسر، وهذا ما لن يرضى باستمراره رجل أعمال ناجح ويملك فكراً تجارياً كإيلون ماسك.
حركة الاعتراض على سحب العلامات المجانية
ويرى برازي أن حركة الاعتراض على إزالة علامة التوثيق الزرقاء القديمة في تويتر، والمطالبة باستردادها لن تصل إلى أي مكان، حيث لا يوجد في القانون الأميركي إجابة واضحة حول ما إذا كانت الخطوة التي اتخذها إيلون ماسك مخالفة للقانون أم لا، مشيراً الى أن الجميع ينتظر الآن الخطوة التالية التي ستتخذها منصة الطائر الأزرق، والتي ستثبت اتجاهها نحو الربحية.
الإيرادات الأخرى
من جهتها تقول أخصائية التواصل الاجتماعي دادي دكاش، في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن الخطة التي وضعها إيلون لمنصة تويتر، تسير كما هو مرسوم لها وهي ستؤدي لتحقيق مليارات الدولارات كهدف طويل الأمد، فالإيرادات لن تنحصر فقط بالأموال الناتجة عن علامات التوثيق، بل ستشمل أيضاً المبالغ التي تحققها الإعلانات، وحقوق استخدام المطورين لواجهة برمجة تويتر، إضافة الى خدمات جديدة أخرى ستظهر تباعاً.
وكشفت دكاش أن تويتر يقوم باختبار مشغل وسائط جديد يسهّل مشاهدة الفيديوهات، ما سيتيح للمنصة المنافسة جدياً في هذا المجال، في ظل سباق وسائل التواصل لنشر المحتوى المرئي، متوقعة أن تصبح منصة تويتر بعد سنوات قليلة، مختلفة تماماً عن تلك المتوفرة حالياً، لافتة الى أن إيلون ماسك يتخذ العديد من الخطوات، التي ترضي المعلنين وآخرها الإعلان عن سياسة جديدة، ستعتمدها المنصة للتصدي لسلوك الكراهية، وذلك عبر تمييز التغريدات التي تدل على الكراهية وتقييد الوصول إليها.
وتختم دكاش حديثها بالتأكيد على أن الإمكانات طويلة المدى لموقع تويتر، ستكون أكبر من تلك المتوفرة حالياً، في وقت لا يمل فيه رجل الأعمال إيلون ماسك لإيجاد طريق جديدة لتوليد إيرادات.