منوعات

«وول ستريت جورنال»: أبوظبي بوابة الإمارات العالمية للابتكار



  • المعهد التكنولوجي يعمل في الحوسبة الكمية والروبوتات
  • نظام بيئي كامل مع أدوار محددة للعلماء المحليين والدوليين

احتفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، بما حققته دولة الإمارات العربية المتحدة من إنجازات، وتطور تقني وتكنولوجي، مستعرضة ما بدأته العاصمة أبوظبي، باعتبارها تصنع التاريخ، بجذب المواهب العلمية رفيعة المستوى، والشركاء الأكاديميين، إذ طورت على مدى العقود الماضية البنية التحتية اللازمة لاعتماد الجيل المقبل من التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، وإنشاء مراكز أبحاث تكنولوجيا سرعت في بناء نظامها البحثي، وجعل منها وجهة جذب للمواهب العلمية رفيعة المستوى والشركاء الأكاديميين، إلى جانب إطلاق استراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، ما جعلها تتمتع باقتصاد رقمي حيوي، ورائدة في ابتكارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وما عزز من مكانة أبوظبي التقنية تأسيس معهد الابتكار التكنولوجي «Technology Innovation Institute» الذي يعمل في مجالات الحوسبة الكمية، والروبوتات المستقلة، والتشفير، والمواد المتقدمة، والأمن الرقمي، والطاقة الموجهة، والأنظمة الآمنة، وأنظمة الدفع، والطاقة البديلة، والتكنولوجيا الحيوية، قبل أقل من ثلاث سنوات، تضم 805 باحثين من 74 دولة جنسية يعملون في مشاريع متطورة في كل مجالات التكنولوجيا، منهم 185 باحثاً إماراتياً، و10 مراكز بحث، و61 تعاوناً دولياً، و68 مشروعاً في الجاهزية التكنولوجية المستوى 4.

وتلتزم جميع التخصصات البحثية بتطوير التقنيات المبتكرة والحلول التحويلية لمواجهة التحديات العالمية المعاصرة، مع وضع معايير والتحفيز على التغيير مع التركيز على القضايا الحالية، مثل تغير المناخ والأمن الغذائي وسلامة المركبات وأمن البيانات لمجتمع يواكب المستقبل.

ويشارك باحثو المعهد في المسابقات الدولية، ويقدمون أعمالهم في مؤتمرات علمية عالمية مرموقة، وينشرون في المجلات الكبرى ويضعون نماذج ما توصلوا إليه، ما يساعد في نشر استمرار الإمارات العربية المتحدة بالارتفاع في مؤشر الابتكار العالمي لمنظمة الملكية الفكرية العالمية، وهو مقياس شائع للاقتصادات الأكثر ابتكاراً في العالم.

المركز الثاني عربياً

احتلت الإمارات المرتبة الثانية في الشرق الأوسط عام 2022، وصنفت من بين الدول العشر الأولى في العالم لمؤسساتها وبنيتها التحتية.

وقالت د. نجوى أراج، باحثة رئيسية في معهد الابتكار التكنولوجي: «البحث الذي نقوم به يتم تطبيقه ورؤيته في سيناريوهات العالم الحقيقي».

وقاد نمو قدرات أبوظبي في مجال التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، إلى توفير فرص إضافية لجميع القطاعات الأخرى التي تركز على الابتكار، مثل التعليم والطاقة المتجددة والرعاية الصحية والفضاء والنقل والطيران. وأنشأ نظام الهوية الرقمية في دولة الإمارات إطاراً رقمياً لجميع الخدمات الحكومية والوزارات، كما تهدف استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031 إلى دمج تقنية الذكاء الاصطناعي ضمن هذه الخدمات.

وقامت دولة الإمارات بأكثر من مجرد جلب للعلماء وبناء المختبرات، على غرار وادي السيليكون، فقد قامت ببناء نظام بيئي كامل مع أدوار محددة للعلماء المحليين والدوليين ورعاة الشركات والمستثمرين وشركاء البحث الأكاديمي.

التقدم التقني السريع

بعد أن احتفلت الإمارات بمرور 50 عاماً على تأسيسها، وضعت الدولة خطة طموحة للغاية للخمسين عاماً المقبلة، منها التطور التقنية الفضائي، حيث تم إطلاق المركبة الفضائية القمرية الخاصة بها، وهي الأولى على الإطلاق من قبل دولة عربية إلى الفضاء، وبدأ مسبار المريخ العربي الأول الذي صنعته الإمارات العربية المتحدة طريق عمله خارج الفضاء، تتضمن خطة الخمسين عاماً أيضاً أهدافاً للصحة والبيئة والاقتصاد.

اقتصاد قائم على المعرفة

تخطط دولة الإمارات العربية المتحدة للانتقال من اقتصاد قائم على السلع إلى اقتصاد قائم على المعرفة.

ولتحقيق هذه الغاية، أنشأت الحكومة في عام 2020 مجلس أبحاث التكنولوجيا المتقدمة، والذي لا يشمل المعهد فقط، ولكن أيضاً منظمة لتطوير الأعمال تسمى «ASPIRE»، ومُسرع أعمال يسمى «VentureOne»، ذراع التسويق لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتقدمة، تكملها مدارس محلية، بما في ذلك جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا.

ووفقاً لمركز إدارة التجارة الدولية الأمريكي، سيبلغ الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات في الإمارات نسبة 6.5% حتى نهاية 2023 ليصل إلى إجمالي 8.2 مليار دولار. وسيؤدي الطلب على البرامج والخدمات إلى زيادة الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات على المدى المتوسط، خاصة الطلب من الصناعات الكبيرة على الحلول المتعلقة بالحوسبة السحابية وتحليلات البيانات والأمن السيبراني وإنترنت الأشياء.

مشاريع مهمة

يسلط معهد الابتكار التكنولوجي الضوء على مشاريع متطورة، وفي ما يلي بعض الأمثلة فقط:

  1. أطلقت الوحدة المركزية للذكاء الاصطناعي في مركز أبحاث الذكاء الاصطناعي والعلوم الرقمية التابع لمعهد الاستثمار الدولي، «نور»، في العام الماضي، أكبر نموذج لمعالجة اللغة العربية الطبيعية في العالم، بالشراكة مع شركة «لايت أون» الفرنسية الناشئة.
  2. التركيز على دراسة ماجستير القانون (LLM)، وفازت في تصنيف LLM بجامعة ستانفورد، تفوقت Falcon على GPT-3.
  3. طوّر فريق مركز أبحاث التشفير في المعهد مكتبة تشفير ما بعد الكم والتي توفر مخططات متعددة لتشفير المفتاح العام وتغليف المفاتيح والتوقيعات الرقمية.
  4. دخل مركز أبحاث الروبوتات الذاتية بالمعهد في سباقات ذاتية القيادة، حيث عمل مع جامعة إيطالية لتطوير برمجيات سمحت لسيارة السباق ذاتية القيادة بالوصول إلى 169 ميلاً «271» كيلومتراً في الساعة، متجاوزة بذلك منافس العام الماضي في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية في لاس فيجاس.
  5. طوّر مركز أبحاث الروبوتات بالمعهد مركبات أرضية بدون سائق (UGV) تتميز بنظام ملاحة قادر على العمل في بيئات لا تعمل بنظام تحديد المواقع العالمي «جي بي إس»، ومن المتوقع حدوث حالة استخدام حاسمة في مهام البحث والإنقاذ لتحديد موقع ضحايا الكوارث الطبيعية ودعم عمليات إدارة الكوارث.

أول كمبيوتر كمّي عربي

يقوم معهد دراسات الترجمة في المعهد ببناء أول كمبيوتر كمّي في العالم العربي، ويتوقع علماء المعهد أن الحوسبة الكمومية ستجعل تقنيات التشفير الأكثر تعقيداً اليوم من أسهل ما يكون، لذلك، يعمل فريق آخر من المعهد على التشفير الذي سيصمد أمام عصر الحوسبة الكمومية.

بيئة حاضنة للابتكار

يعتبر نظام المعهد البيئي مناسباً تماماً لمساعدة الشركات على الاستفادة من أحدث التقنيات لديها، حيث يمكن للشركات أن تأتي بأفكارها، وسيساعدها المعهد في معالجة بيانات المشكلة والعمل معها من المفهوم إلى النهاية، للوصول إلى منتجات، ما جعل مركز دراسات الترجمة في المعهد يجهز 68 مشروعاً في مستوى الجاهزية التكنولوجية 4، ما يمهد الطريق لتسويق الملكية الفكرية.

شراكات عالمية

يستعد المعهد لعدد من الشراكات مع المؤسسات الأكاديمية ذات الأسماء الكبيرة مثل جامعة ييل ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا وجامعة بوردو، وتقديم حلول للمشكلات الصعبة مع أقرانها في بيئة خالية من البيروقراطية في واحدة من أكثر مدن العالم أماناً أبوظبي، ما يعود بالفوائد على دولة الإمارات العربية المتحدة، والعالم العربي، والعالم ككل.

ووفقاً للباحثين في المعهد، أن تكون طموحاً بما يكفي لبناء الكمبيوتر الكمومي الخاص بالعالم العربي وإنشاء معمل التوافق الكهرومغناطيسي، على سبيل المثال، سوف يعزز من سمعة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة على نطاق واسع كمنافسين جدد في مجال البحث والتطوير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى