لماذا ألغيت تراخيص شركات العمرة؟
وقد نتفق مع الوزارة في حال كون الضوابط متوافقة مع قرار مجلس الوزراء رقم 93 في 10 / 6 / 1420هـ، الصادر بالموافقة على تنظيم خدمات المعتمرين وزوار المسجد النبوي الشريف القادمين من خارج المملكة، وإجراءات الحصول على تراخيص لتقديم الخدمات للمعتمرين القادمين من خارج المملكة، من قبل المؤسسات أو الشركات السعودية، والتزامات المؤسسة أو الشركة المرخص لها، وشروط قيام ممثليات المملكة في الخارج بالتأشير للمعتمرين، وعقوبات الإخلال بأي حكم من أحكام التنظيم.
وقرار مجلس الوزراء رقم (439) وتاريخ 20 / 11 / 1435هـ، المتضمن تعديلات وإضافات لبعض مواد وبنود قرار مجلس الوزراء رقم 93 في 10 / 6 / 1420هـ.
غير أن الضوابط جاءت مخالفة للقرارين اللذين أكدا على حرص واهتمام الدولة على توفير أفضل الخدمات للمعتمرين من خلال إفساح المجال أمام المواطنين الراغبين بتقديم خدماتهم بشكل ميسر دون أي معوقات، وتطوير الخدمة والارتقاء بها نحو الأفضل، كما أنها جاءت متعارضة مع الإجراءات والشروط التي أصدرتها الوزارة من قبل لتراخيص مزاولة نشاط منظمي خدمات المعتمرين وزوار المسجد النبوي الشريف خلال الفترة 1438–1442هـ.
فهل ترى الوزارة أن التزام مؤسسات وشركات خدمات المعتمرين بالأنظمة والمعايير وأداء واجباتها يمثل ضررا على المعتمرين لذلك جاءت باشتراطات مضرة لأصحاب مؤسسات وشركات خدمات المعتمرين؟
أم أنها توجه رسالة لأصحاب مؤسسات وشركات خدمات المعتمرين، مضمونها أنه ليس من حقكم العمل بهذا المجال حتى وإن كنتم من أصحاب الخبرات، وهذا هو الواضح في إشارتها بـ»عدم تجديد تراخيص الشركات والمؤسسات القائمة والطلب منها إعادة التقديم من جديد أسوة بالمتقدمين الجدد دون منحها فرصة تعويضية عن سنوات التعطل أثناء جائحة كورونا».
وهنا يطرح السؤال: ماذا يعني إيقاف التراخيص السابقة لأكثر من 700 مؤسسة وشركة، هل يعني تحسين لمستوى الخدمات المقدمة للمعتمرين؟ وماهي أضراره الاقتصادية على أصحاب المؤسسات والشركات، والاجتماعية على موظفي هذه المنشآت؟ وكيف يمكن لرؤية 2030 تحقيق أهدافها بزيادة أعداد الحجاج والمعتمرين، ويحقق «برنامج خدمة ضيوف الرحمن» أهدافه في «تيسير استضافة قاصدي الحرمين الشريفين، وتقديم أفضل الخدمات لهم، مع إثراء التجربة الدينية والثقافية»، إن كانت وزارة الحج والعمرة تضع العراقيل أمام مقدمي الخدمة؟
إن ما يريد الجميع معرفته هو لماذا تلجأ وزارة الحج والعمرة بين الفينة والأخرى لتغيير لوائحها وأنظمتها، ولم تلتزم بأي منها عقد واحدا من الزمن، أهو نتيجة طبيعية لضعف اللائحة أثناء صدورها، أم هي خطوة لإشعار الآخرين بأن الوزارة تمتلك القوة والقدرة على تغيير اللوائح متى ما أرادت؟
إلغاء ترخيص أكثر من 700 مؤسسة وشركة دون الاستناد لمبررات قانونية تؤكد عدم أهليتها للعمل يعني الإضرار بنشاط خدمي هام، وعدم النظر للآثار السلبية التي سيخلفها الإلغاء، والذي قد يؤدي إلى وقوع سوق خدمات المعتمرين في فوضى نحن في غنى عنها، خاصة وأن الشركات السياحية ومنظمي خدمات الحجاج خارجيا يترقبون أي فرصة للعودة إلى السوق والاستفادة منه مجددا.
فهل تدرك وزارة الحج والعمرة خطورة إلغاء 700 ترخيص؟