ثغرات ساهمت في الاحتيال! | صحيفة مكة
وبنظرة تحليلية بسيطة نجد أن أغلب المنتحلين تبدأ خطواتهم الاستدراجية بتلمس نقاط ضعف الناس من بوابة احتياجهم للخدمة؛ لذلك تجد أغلب الصفحات المنتحلة والمزيفة تتمثل في (طلب رخصة قيادة للسيدات – طلب عاملات منزلية – استخراج قروض – تصفير ضريبة – تسجيل في حافز… إلخ) وهذا يعني أن من يتجه للبحث عن خدمة سيقع في شراكهم؛ فهم نصابون محترفون بلغت بهم الجرأة لاستنساخ حتى مواقع حكومية وشبه حكومية، ومؤخرا استمعت لقصة شخص ذهب عبر محرك البحث قوقل وكتب (وزارة التجارة) فظهر له موقع في أول صفحة البحث فدخل مباشرة ووضع اليوزر والباسوورد ثم وقع الفأس في الرأس فالموقع اتضح أنه مزيف بالكامل!
المصيبة هنا أن المنتحل استخدم التقنية ليظهر في نتائج البحث كأول ظهور وخيار للمستخدم! وهذا لا يعني التبرير للمنتحل فالمستخدم (الضحية) كذلك مخطئ وعليه التأكد من عنوان الصفحة قبل وضع معلوماته الشخصية.
الغريب في بعض الحالات أن المنتحل أحيانا يعرف معلومات دقيقة جدا عن الضحية وهنا وقفة يجب أن تتنبه لها الجهات الرقابية وتبدأ في سن أنظمة صارمة جدا لمن يسربون المعلومات الشخصية عن العملاء لاسيما وأن البعض من ضحايا نصابي الإنترنت يقعون في فخ التصديق المباشر للمنتحل؛ لأنه يتحدث بثقة عالية ويملك معلومات شبه كاملة عن الضحية المستهدفة وهنا وجب تجفيف منابع تسريب المعلومات من المصدر وتجريم من يقوم بذلك إن وجد من داخل المنظمة أو الكيان المُسرب للمعلومات، فهذا في ظني من الجرائم الكبرى ولا تقل خطورة عن جرائم الحرابة، لاسيما وأن بعض الضحايا يفقد تحويشة العمر، خصوصا كبار السن ممن يصعب عليهم التفريق بين الصادق والمنتحل، وأتمنى من شركات الاتصالات إيقاف إصدار الشرائح الالكترونية esim فورا فهي من الثغرات المميتة ويجب ربطها بتحقق من البصمة كما كان يتم سابقا.
خاتمة، الحرب مستمرة ولن يخفف منها إلا رفع نسبة الوعي المعلوماتي.
[email protected]