آخر خبر

اشتباكات السودان: “ما يحدث ليس حربا بالوكالة” – الصنداي تايمز


صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

سحاب كثيف من الدخان في سماء العاصمة السودانية الخرطوم جراء القتال بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع

نبدأ عرض الصحف البريطانية الصادرة صباح اليوم من الصنداي تايمز التي نشرت مقالا لمراسلتها في الشرق الأوسط لويز كالاهان عن الوضع في السودان والذي رأت أنه يتردّى بعد مرور أسبوعين من الرعب.

واستهلت لويز مقالها بهذه الفقرة الوصفية: “الشوارع تسُدّها نيران القصف. مسلحون يطلبون رشاوى من المدنيين. جثث القتلى ظلت في بنايات تعرضت للقصف. غارات جوية، وقصف مدفعي مكثف، وشعور مرعب بأن الوقت ينفد”.

ونوهت الكاتبة إلى أن كل مَن يحاول الآن الخروج من جحيم الصراع المشتعل في السودان يجد في كل اتجاه وفي كل منعطف خطر الموت.

ورأت لويز أن السودان اليوم يقف على حافة حرب أهلية قد تتسبب في موجات نزوح كبيرة وموجات جوع وتطهير عرقي، فضلا عن الدفع بالمنطقة المضطربة بالأساس إلى مستنقع الفوضى.

ولفتت الكاتبة إلى أن الدول السبع المجاورة للسودان -إريتريا، تشاد، إثيوبيا، جمهورية أفريقيا الوسطى، مصر، ليبيا وجنوب السودان- كلها عانت اضطرابات أو صراعات في الأعوام القليلة الماضية. والآن، ها هو السودان، الذي يبلغ تعداد سكانه نحو 50 مليون نسمة ويعد قوة إقليمية أساسية، يدخل في دوامة من الاضطراب.

ورأت لويز أن “السقوط في الهاوية”، الذي حذر منه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قد بدأ بالفعل؛ مع سقوط مئات القتلى ونزوح عشرات الآلاف من ديارهم.

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

يقود البرهان (يمين) قوات الجيش النظامي في مواجهة حميدتي (يسار) على رأس قوات الدعم السريع

وقالت لويز إن “في قلب الصراع الدائر في السودان، يقف رجلان يبغيان المال والسلطة، ولا يتورّعان عن عمل أي شيء من أجل تحقيق أهدافهما. هذان الرجلان هما: محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي والذي كان ذات يوم بحسب مزاعم البعض “لصّ إبل” قبل أن يتزعم قوات الدعم السريع شبه العسكرية؛ وعبد الفتاح البرهان، قائد الجيش النظامي في السودان.

ولفتت صاحبة المقال إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تدعم قوات الدعم السريع، بينما مصر وتركيا وقطر تدعم الجيش النظامي السوداني، أما الغرب فكان يدعم انتقال السودان إلى الديمقراطية.

على أن روسيا تدعم كلا طرَفي الصراع السوداني، بنظر الكاتبة.

“ومع ذلك، فهي ليست حربا بالوكالة. كل شيء يدل على أن القوى العالمية ترغب في توقف القتال: ليس بسبب المخاوف على الشعب السوداني فحسب، ولكن لأن هناك الكثير من الأموال في خطر” بحسب الكاتبة.

وأشارت لويز إلى أن روسيا وضعت خططا منذ وقت طويل لتدشين قاعدة بحرية في بورتسودان، كما أن الإمارات أبرمت صفقة بمليارات الدولارات لتدشين ميناء على البحر الأحمر.

ونقلت الكاتبة عن صامويل راماني، أستاذ السياسة والعلاقات الدولية بجامعة أوكسفورد، القول: “هذا بالأساس صراع محليّ بين شخصيتين -البرهان وحميدتي- اللذين يمقتان أحدهما الآخر منذ البداية ولكنهما كانا يغطيان هذه الكراهية على مدى السنوات الأربع الماضية”.

ورأت لويز أن هذا الصراع يقوّض أي آمال كانت متبقية بشأن الانتقال السِلمي لحُكم مدنيّ في السودان.

“بوتين يقصف جبهة الناتو بموجات اللاجئين الأفارقة”

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة،

بوتين في قمة روسيا-أفريقيا في سوتشي 2019

وننتقل إلى صحيفة ذا صن أون صنداي، والتي نشرت مقالا لمدير معهد أبحاث الأزمات في أكسفورد، مارك ألموند، ذهب فيه إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدفع ملايين الأفارقة إلى الهجرة لأوروبا عقابا للقارة العجوز على تقديمها مساعدات لأوكرانيا.

واستهل ألموند كلامه بالقول إن اندلاع الحرب الأهلية الوحشية في السودان فاجأ الجميع، بما في ذلك بريطانيا التي سارعت مع دول أوروبية أخرى إلى إجلاء رعاياها من البلد الأفريقي المنكوب.

إلا أن دولة واحدة لم يبدُ أنها شعرت بالحاجة إلى إجلاء رعاياها من السودان- هذه الدولة هي روسيا، بحسب الكاتب، الذي قال إن بوتين استغل انشغال العالم بالحرب في أوكرانيا، فيما اتجه هو إلى نشْر نفوذه في أرجاء القارة السمراء.

وقال ألموند إن مرتزقة فاغنر الروس ينشطون في بلدان أفريقية، بينها السودان. وهؤلاء “على الصعيد الرسميّ” يساعدون في “العمل على استقرار” بلدان من مالي في الغرب إلى السودان في الشرق.

“لكن منهج هؤلاء المرتزقة الروس في العمل على الاستقرار – كما نشاهد في سوريا منذ عشر سنوات- يتمثل في دفع ملايين اللاجئين باتجاه أوروبا”، بحسب الكاتب.

وقال ألموند إن بوتين يرى في استغلال أزمات هؤلاء اللاجئين وسيلة لتقويض دعم الغرب لأوكرانيا – إنه يرى في أفريقيا جبهة ثانية ضد حلف شمال الأطلسي الناتو.

وحذر الكاتب من أن ما يحدث اليوم في السودان إنما هو جزء من أزمة يمتد نطاقها من ساحل البحر الأحمر شرقاً إلى المحيط الأطلسي غربا.

وشدد ألموند على أنه من الخطأ الاعتقاد بأن هذه البلاد في أفريقيا من البُعد بحيث لا تؤثر مشكلاتها على الحياة في بلد مثل بريطانيا. إن مرتزقة فاغنر الروس يتعاونون مع مهربّي البشر على دفع سُكان تلك البلاد الجنوبية إلى الهجرة صوب الشمال.

ونوّه صاحب المقال إلى أن الفوضى الحاصلة في ليبيا تساعد مهرّبي البشر في نقل المزيد من المهاجرين إلى أوروبا عبر إيطاليا. والآن يفرّ السودانيون بالألاف يوميا من ديارهم إلى بلدان مجاورة ومنها يهاجرون إلى الشمال، بحسب الكاتب.

وقال ألموند إن دفع موجات من اللاجئين باتجاه القارة العجوز يهدد تناغمها الاجتماعي بما يبعث السرور في نفس بوتين.

“نهاية مرتزقة فاغنر”

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة،

يفغيني بريغوجين يتهم الجيش الروسي بمحاولة إضعاف شوكة فاغنر

ونختتم جولتنا في الصحف البريطانية من الصنداي تلغراف التي نشرت تقريرا يتحدث عن نهاية لمرتزقة فاغنر الروس، بحسب تصريحات لزعيمها.

ورصدت الصحيفة اتهاما وجّهه يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة فاغنر، للجيش الروسي بعرقلة إمداده بالعتاد والرجال، على نحو يهدد استمرار المجموعة شبه العسكرية التي أسسها قبل نحو تسعة أعوام.

ولفتت الصنداي تلغراف إلى أن بريغوجين، الحليف المقرّب من بوتين، طالما روّج لنجاحات تحققها مجموعته شبه العسكرية في ساحات المعارك بأوكرانيا رغم جهود الكرملين لإضعاف شوكتها على حدّ زعمه.

ويرى مراقبون غربيون أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو يحاول تحجيم النفوذ المتنامي سياسيا لـ بريغوجين.

وقال بريغوجين في تصريح للمراسل الحربي الروسي سيميون بيغوف: “ها نحن اليوم قد وصلنا إلى نقطة نهاية فاغنر … فاغنر، في غضون وقت قصير، ستنتهي. سنصبح تاريخا، لا شيء يدعو للقلق؛ فأشياء من هذا القبيل تحدث”.

واستدركت الصنداي تلغراف بالإشارة إلى أن بريغوجين معروف بروح السخرية والدعابة، وأنه أدلى بتلك التصريحات بعد أن قال نُكتة يوم الخميس بخصوص مدينة باخموت الأوكرانية، التي تقود مجموعته (فاغنر) هجوما عليها.

وقال بريغوجين إن قواته يمكن أن تتوقف عن قصف باخموت هنيهة من أجل السماح للقوات الأوكرانية بإطلاع الصحفيين الأمريكيين على أحول المدينة. ثم أردف قائلا إن هذه كانت نكتة. لكن من غير الواضح ما إذا كانت تصريحات بريغوجين عن نهاية فاغنر هي أيضا نُكتة!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى