كوابيس قد تطل.. إذا طالت حرب الجنرالين في السودان
منذ اندلاع القتال الدائر في السودان حاليا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أو ما عرف بـ “حرب الجنرالين”، التي اندلعت في منتصف أبريل الجاري، تبذل مصر أقصى جهودها لوقف القتال وإعادة الاستقرار في الدولة الشقيقة والمجاورة، حرصا على أمن واستقرار السودان أولا، ومنعا لحدوث قلاقل واضطرابات على حدودها قد تؤثر على أمنها القومي.
وتهدف القاهرة من وراء جهودها إلى تجنب منع اندلاع حرب أهلية في السودان، قد تؤدي لتسلل مقاتلين أجانب وميليشيات للدولة الجارة، ويضعف موقفها التفاوضي في ملف سد النهضة.
بؤر إرهابية
لكن هناك مخاوف أخرى تخشى مصر من تداعياتها جراء استمرار الحرب، على رأسها من أن يتحول السودان لبؤرة جديدة يتدفق إليها الإرهابيون والمقاتلون الأجانب من كافة الدول، على غرار ما حدث في ليبيا وسوريا والعراق.
في السياق، قال الخبير والمحلل الاستراتيجي محمد اليمني لـ”العربية.نت” إن الوضع السوداني متأزم للغاية بسبب الأزمة الإنسانية وأزمة الغذاء وإجلاء رعايا معظم الدول العربية والأجنبية، جراء الحرب التي قد تشتد في الأيام المقبلة وتطيل أمد الصراع.
كما رأى أن الحرب قد تتخذ في الأيام المقبلة شكلاً مختلفاً إذا تدخلت قوة ثالثة بعيدة تماماً عن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مثل قوات درع السودان، التي تم تشكيلها من قبل بقيادة “أبو عاقلة محمد كيكل” ويبلغ عددها 35 ألف جندي.
وأوضح أن تلك القوة أنشأت عدة قطاعات عسكرية في مناطق بكردفان، والنيل الأبيض، وسنار، والقضارف، وكسلا، والبطانة، وأم درمان، وبحري، وكذلك قوات كيان الوطن بقيادة الصوارمي خالد سعد.
سيناريوهات لمستقبل الصراع
خوف من دخول القبائل
إلى ذلك، أضاف أن السودان دولة تتسم بتنوع عرقي إثني وديني وجهوي وقبلي، لذا يسود الخوف من دخول القبائل في الصراع، ليتحول إلى حرب أهلية، والدليل على ذلك ما حدث سابقا في جنوب السودان، وفصل الجنوب وكردفان والنيل الأزرق. وشدد على أن كل تلك الأسباب تشير إلى خطر قادم يجب على مصر التنبه له والحيطة منه.
وأوضح الخبير المصري أن إطالة أمد الحرب ستؤدي كذلك إلى زيادة التدخلات الإقليمية والدولية في السودان كما حدث في ليبيا وسوريا، ما يزيد الوضع تعقيدا.
من معبر أرقين (فرانس برس)
خطر التقسيم
كذلك نبه إلى الفراغ الأمني الذي ينجم عادة عن الحرب، ويؤدي بالتالي لتسلل الحركات الإرهابية مثل داعش والقاعدة وبعض الحركات الأخرى، والتي إن دخلت السودان ستتولد معها حروب أخرى لمواجهتها ما ينهك الجيش السوداني ويستنزفه، ويجعل الفرصة سانحة لتقسيم البلاد أكثر من أي وقتٍ مضى.
وأضاف أن الحركات الإرهابية في أحوج ما تكون إلى أرضٍ خصبة لتعود من جديد إلى الواجهة، ويشكل السودان بموقعه الاستراتيجي على البحر الأحمر وحدوده المترامية الأطراف مع ليبيا وتشاد، ومصر، فرصة ذهبية، إذ سيسهل عملها في تهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية للحصول على الأموال وتكريس وجودها وزيادة تسليحها وصعوبة إجلائها مستقبلا في تكرار للسيناريو الليبي مجدداً، وفق تعبيره.
يشر إلى أنه منذ اندلاع القتال بين الجانبين في 15 أبريل/نيسان، قتل نحو 500 شخص على الأقل وجرح الآلاف، لكن عدد الضحايا قد يكون أكثر من ذلك بكثير نتيجة القتال المستمر.
فيما نزح الآلاف من الخرطوم والمناطق المحيطة بها إلى ولايات أخرى أكثر أمناً، وسط شح المواد الغذائية، ومياه الشرب، وانقطاع الكهرباء، وارتفاع أسعار الوقود.
كذلك تسللت شرارة الاقتتال إلى غرب دارفور، هذا الإقليم المترامي الذي شهد عقدين من الصراعات القبلية والمجازر الدموية.