أخبار العالم

ورشات تُقرب مهام الشرطة والهندسة من زوار “مهرجان العلوم” بوجدة


داخل 130 رواقا، يؤطر خبراء وأساتذة وطلبة باحثون، من مختلف المؤسسات والمعاهد والمدارس العليا بجهة الشرق وجهات أخرى، ورشات علمية لفائدة آلاف تلاميذ المؤسسات العمومية والخاصة من مختلف أقاليم الجهة؛ وذلك في إطار الدورة العاشرة لـ”مهرجان العلوم للشرق” المنظمة بوجدة من 28 إلى 30 أبريل الجاري برعاية سامية من الملك محمد السادس.

وتهم ورشات وأروقة المهرجان، الذي اختار لدورته الحالية شعار “الماء، أولوية الأولويات”، موضوعات علمية متنوعة؛ من أهمها التقنيات الحديثة لري المحاصيل والروبوتيك والطب والفيزياء والكيمياء والأمن الرقمي والمعلوميات والهندسة المدنية والمعمارية فضلا عن علوم الفضاء والميتافيرس.

وتهدف هذه الورشات، وفق الجهات المنظمة، إلى تبسيط هذه المجالات لفائدة تلاميذ المستويات الابتدائية والإعدادية والثانوية وعامة الزوار وتعريف طرق اشتغالها، إلى جانب المساهمة في توجيه المستفيدين إلى المسارات العلمية المتوفرة للدراسة في مرحلة ما بعد الباكالوريا.

التوظيف العلمي في مهام الشرطة

في رواق مقابل لمدخل “المتنزه الإيكولوجي” لوجدة المحتضن للمهرجان، عكف ثلة من رجال الأمن الوطني التابعين لولاية أمن وجدة على شرح وتبسيط قسمين من عمل الشرطة العلمية والتقنية، ويتعلق القسم الأول بطاقة التعريف الوطنية الإلكترونية الجديدة والثاني بمسرح الجريمة.

وتقدم العناصر الأمنية الموجودة بالرواق نبذة حول المراحل التاريخية التي مرت بها بطاقة التعريف الوطنية؛ من بطاقة ضعيفة الائتمان والموثوقية إلى بطاقة حديثة معتمدة على تقنيات معاصرة ومعززة بنظام معلوماتي يحضر كطرف ثالث بين المواطن والشرطي، إلى جانب إبراز مساهمة العلوم في مزاياها، كصعوبة تزويرها وحماية المعطيات التعريفية للمواطن، ثم شرح مساطر تقديم طلب الحصول عليها حسب الفئات العمرية.

وأكد الحسن النجاري، عميد شرطة، رئيس الخلية الولائية للتواصل بولاية أمن وجدة، أن توظيف العلوم والتقنيات الحديثة ساهم في تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من الحصول على البطاقة الوطنية دون عناء التنقل إلى مراكز ومفوضيات الشرطة؛ فقد أصبح بإمكان موظفي الشرطة المكلفين بالبطاقة الوطنية التنقل إلى منازل هذه الفئة من أجل تسهيل هذه الخدمة، فضلا عن توفير الوحدات المتنقلة إلى المناطق الهامشية.

وإلى جانب بطاقة التعريف الوطنية، يشرح “رواق الشرطة” توظيف العلوم والتقنيات الحديثة في إقامة الدليل العلمي من طرف الشرطة التقنية والعلمية وعناصر مسرح الجريمة؛ من بينها طرق رفع البصمات أو الحمض النووي وتوظيفها من أجل الوصول إلى المتورطين في الجرائم.

وأشار النجاري، في حديثه لهسبريس، إلى أن هدف هذا الرواق هو التعريف من خلال مجموعة من الأدوات والتقنيات العلمية والأطر المكونة بشكل دقيق بطرق عمل مختلف فرق الشرطة، والمساهمة في تغذية الشعور بالاطمئنان وإقامة دولة الحق والقانون واحترام حقوق الإنسان وضمان المحاكمة العادلة من خلال تقديم الدليل المادي.

الهندسة المعمارية

سمية مسطاري، طالبة بالسنة الثالثة بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بوجدة، تقدم لزوار رواقها الجديد في العمارة الإسلامية؛ وبالضبط الحديقة الإسلامية، وطرق إبراز جماليتها من خلال تصميم يعتمد التقنيات الحديثة ويتميز على جميع أشكال الحدائق الأخرى بأشكاله الهندسية وزخارف البنايات المحيطة بها.

وارتباطا بشعار المهرجان، تبرز مسطاري توظيف الماء في خلق طابق وعنصر جمالي أساسي في الحديقة الإسلامية، موازاة مع استعماله في سقي نباتها وأشجارها وخلق جو الانتعاش داخل الفضاء المخصص للنزهة والترويح عن النفس، بطريقة جد معقلنة ودقيقة تمنع أي تبذير لهذه المادة الحيوية في ظل إكراهات الجفاف.

وتطمح الطالبة ذاتها إلى التعريف بدور الهندسة المعمارية في منح “حياة” لفضاءات ومساحات شاسعة غير مستغلة، وتشجيع الناشئة وتلاميذ المؤسسات التعليمية لولوجها في مرحلة ما بعد الباكالوريا.

الري بالتنقيط

الاستغلال المعقلن للماء يحضر أيضا في رواق تلاميذ الثانوية الإعدادية عبد الرحمان حجيرة، من خلال تبسيط طرق ري المحاصيل بتقنية التنقيط عبر مجسم متكامل مزود بالطاقة الكهربائية، تمكنوا من خلاله إيصال فكرة هذه التقنية إلى تلاميذ وزوار “مهرجان العلوم للشرق” بدقة.

وتتمحور فكرة النموذج المعروض برواق هؤلاء التلاميذ حول الإسهام في عدم تبذير الماء في غياب حاجة المحصول أو المزروع إليه، عبر وضع مستشعرات دقيقة تقيس مستوى رطوبة التربة، بحيث تصبح الأخيرة هي المتحكمة في تزودها بالماء؛ حتى في غياب مشرف على العملية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى