آلاف من مرضى الكلى في السودان يواجهون خطر الموت الوشيك
وينذر النزاع بتداعيات كبرى على القطاع الصحي في البلاد، وسط تحذيرات من شلل المنظومة الصحية جراء استهداف المستشفيات والمراكز الطبية، وكذلك نقص الأدوية والمستلزمات.
يقول الطيب في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”، إنه يحتاج 3 جلسات غسيل كلوي في الأسبوع بأحد المراكز الطبية بالخرطوم، ويستغرق الأمر قرابة 4 ساعات للجلسة الواحدة، لكن الأمر لم يعد باليسير كما كان في الأعوام الـ5 الماضية التي اعتاد خلالها الحصول على جلساته بشكل منتظم، موضحا أن المركز أبلغه بنقص بعض المستلزمات والأدوية اللازمة للجلسات.
وأضاف: “أبلغونا أنهم يحاولون جاهدين توفير تلك الاحتياجات الطبية بشكل سريع خلال الأيام المقبلة، ونأمل أن يوفقوا في ذلك”.
نقص الإمدادات
وهذا ما حذرت منه اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، التي شددت على نفاد الإمدادات بالكثير من مراكز الغسيل الكلوي، موضحة أن تلك المراكز مخصصة لإجراء الجلسات لنحو 12 ألف مريض فشل كلوي مزمن، بالإضافة إلى الحالات الحادة بمتوسط 140 ألف عملية غسل شهرياً، مما يضع حياة معظمهم على المحك ما لم تصل الإمدادات للمراكز بشكل عاجل.
وقالت رئيس اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، هبة عمر، في تصريحات خاصة لـ”سكاي نيوز عربية”، إن الوضع الراهن في السودان، يهدد بفقد 12 ألف مريض فشل كلوي بسبب نقص الإمدادات والعجز عن توفيرها حتى الآن، مضيفة “من لم يمت بالرصاص، يموت بسوء الخدمات الصحية”.
وحددت “عمر”، تفاصيل الوضع الصحي الراهن تداعياته على مرضى الفشل الكلوي وكذلك أصحاب الأمراض المزمنة، بالقول:
- الوضع الصحي على وشك الانهيار، فكل يوم يخرج مستشفى عن الخدمة، سواء بسبب القصف الذي تتعرض له مستشفيات، أو لنقص المعينات الطبية.
- أصحاب الأمراض المزمنة في خطر كبير للغاية، وعلى رأسهم مرضى الغسيل الكلوي، إذ لدينا حوالي 12 ألف مريض مهددين بفقدان حياتهم، إلى جانب مرضى السرطانات والسكر.
- مرضى زراعة الأعضاء والذين يحصلون على مثبطات مناعة حياتهم مهددة بشكل فادح أيضا وسط تراجع الخدمة الطبية وتأثرهم بالأحداث الدائرة.
- لدينا نقص كبير في الأوكسجين الطبي، إضافة لنقص مستلزمات العمليات القيصرية والعناية المركزة، وصعوبة وصول الفريق الطبي إلى المستشفيات، وشل حركة سيارات الإسعاف ووضع عقبات أمام نقل المصابين والجرحى.
أزمة بالمستشفيات
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أشارت رئيسة نقابة الأطباء السودانيين، إلى وجود قصور كبير في أساسيات تشغيل المستشفيات التي ما زالت في الخدمة، مع نقص توفير الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية، مما أثر على التيار الكهربائي بشكل عام، مضيفة أن “كل هذه أسباب تجعل الوضع في غاية السوء، ولذلك ناشدنا المجتمع الدولي لفض النزاع وتأمين مسارات آمنة وتوفير الإمدادات اللازمة”.
ولفتت “عمر” في تصريحاتها لـ”سكاي نيوز عربية”، إلى أن 68 بالمئة من المستشفيات المتاخمة لمناطق الاشتباكات المحصورة لدينا متوقفة عن الخدمة، فمن أصل 86 مستشفى في العاصمة والولايات يوجد 59 مستشفى متوقف عن الخدمة.
وهذا ما أكدته وزارة الصحة السودانية، التي أعلنت خروج 16 مستشفى في ولاية الخرطوم عن الخدمة، محذرة من انهيار كامل في القطاع الصحي العام والخاص إن استمرت الاشتباكات.
ووفق تقرير للوزارة نقلته وكالة السودان للأنباء (سونا)، فمنذ اندلاع الاشتباكات يوم 15 أبريل، وحتى الثلاثاء 25 أبريل، قتل 512 شخصا وأصيب 4193 آخرين.