أخبار العالم

ندوة تناقش اضطرابات التوحد في بتطوان



بمبادرة من الهيئة العالمية للعلماء والباحثين ومركز الدراسات الإنسانية بالاتحاد العالمي للمثقفين العرب، انعقدت ندوة علمية بتطوان، حول موضوع “التوحد، اضطراب العصر، تعريفه من التشخيص إلى السبل الكفيلة بالتدخل”، بحضور خبراء وأطباء ومختصين.

أكد المتدخلون خلال هذا اللقاء، الذي يأتي في أعقاب تخليد اليوم العالمي للتوحد الذي يصادف 2 أبريل من كل سنة، أهمية الموضوع في ظل تزايد عدد الأطفال المصابين بهذا الاضطراب، قصد مناقشة سبل إدماج هذه الشريحة من الأشخاص في المجتمع، وإعطائهم فرصة التعبير عن ذواتهم، والبحث عن الآليات الممكنة لتقويم سلوكهم.

ودعا المشاركون إلى تدارس المستجدات العلمية، ومناقشة التفكير في أشكال التدخل والمقاربات والعلاجات الممكنة ليس فقط للحد من الظاهرة، ولكن أيضا من أجل الكشف عن مكامن القوة والتفوق عند الأطفال التوحديين، مع ضرورة تغيير النظرة وبعض المقاربات.

في هذا السياق، استعرضت أسماء أغندور، أستاذة علم النفس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، الأسباب التي تساهم في ظهور طيف التوحد، ومنها الوراثية والبيولوجية والبيئية.

وشددت على أن تشخيص التوحد من أصعب الأمور وأكثرها تعقيدا، خاصة في الدول العربية حيث يقل عدد الأخصائيين المؤهلين لتشخيص طيف التوحد بطريق علمية، مما يؤدي إلى وجود أخطاء في التشخيص، أو تجاهل علاج التوحد في المراحل المبكرة من حياة الطفل، وبالتالي صعوبة التدخل في وقت لاحق، مبرزة بعض البرامج وطرائق التدخل المبكر لمساعدة وإدماج الأطفال التوحديين.

وخلصت المتحدثة ذاتها إلى أن التوحد يؤثر على الحياة الاجتماعية ومهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي، فضلا عن التفاعل الاجتماعي، والارتباط بالعالم الخارجي.

من جهته، تطرق عبد الواحد الفقيهي، أستاذ علوم التربية وعلم النفس بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بتطوان، في مداخلة له، للتوحد والذكاءات المتعددة، منبها إلى مظاهر الضعف في ذكاءات الطفل التوحدي.

وذكر الفقيهي بأن مجموعة من الدراسات العلمية التي أجريت لاستكشاف الذكاءات المتعددة عند الطفل التوحدي وجدت أن هذه الفئة تظهر عجزا اجتماعيا، وضعفا في أبعاد من الذكاء العاطفي على مستوى المهارات الشخصية والعاطفية، والتمييز بين المشاعر وتسميتها علانية، واستخدام العواطف لتوجيه سلوكهم، والتحكم بفعالية في نطاقه.

وأوضح أنه في الجانب الاجتماعي، يظهر الأطفال المصابون بالتوحد صعوبات في فك تشفير مشاعر الآخرين ونواياهم ودوافعهم بشكل صحيح، مشيرا إلى تعدد الذكاءات وتطورها وتفاوتها من شخص لآخر في المجالات المختلفة، مؤكدا أهمية نظرية الذكاءات المتعددة في تعليم أطفال التوحد “لكونها تمكننا من التعرف على القدرات العقلية لطفل التوحد بشكل أوسع”.

ورأى أنه إذا كان الطفل التوحدي غالبا ما يحصل على درجات منخفضة في اختبارات الذكاء التقليدية بحكم نمطيتها ونوعيتها، فإنه يحقق أداء جيدا في أنشطة الذكاءات التي تتنوع بين الرسم والطبيعة والحركة والموسيقى والرياضيات، الخ.

وقال إن هذه النظرية تمكن كذلك من تقديم أنماط جديدة للتعليم والتدريب، تقوم على إشباع احتياجات طفل التوحد، وتجعل من الفصل الدراسي فضاء حقيقيا يمكنه من إبراز مكامن قوته بكفاءة ونشاط وفعالية”.

كما تناول المتدخلون في الندوة محاور عدة، من بينها الهندسة المنهاجية ورهان دمج التوحد في المدرسة المغربية، وتأثير أنواع من التغذية على الطفل التوحدي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى