بريتيش بتروليوم: شركة النفط العملاقة تواجه تمردا من مساهميها بسبب تغيير خططها المناخية
- ميرلين توماس وإيزمي ستالارد
- فريق المناخ والعلوم بي بي سي نيوز
يصوت أعضاء أكبر صناديق التقاعد في بريطانيا لرفض إعادة تعيين رئيس شركة “بريتيش بتروليوم”، بسبب قرار له بإضعاف خططها المناخية.
يأتي ذلك بعد أن خفضت شركة الطاقة العملاقة هدفها الأصلي المتمثل في خفض الانبعاثات بنسبة محددة بحلول نهاية العقد.
وانتقد أعضاء صناديق التقاعد الخمسة، وجميع المساهمين في شركة بريتيش بتروليوم، “إخفاق الإدارة”، قبل الاجتماع السنوي للشركة الخميس.
وقالت الشركة إنها تقدر “التحدي والمشاركة البناءة”.
وكان المساهمون قد اتفقوا على الهدف الأصلي لخفض الانبعاثات في عام 2022، وشمل وعدا بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 35-40 في المئة بحلول نهاية هذا العقد.
لكن في فبراير/شباط أعلنت شركة بريتيش بتروليوم أنها تسعى الآن إلى خفض نسبته 20-30 في المئة لإنتاج المزيد من النفط والغاز وإطالة عمر مشروعات الوقود الأحفوري الحالية.
وقال برنارد لوني، الرئيس التنفيذي للشركة، إن هذا جاء ردا على المخاوف المتزايدة بشأن أمن الطاقة بعد غزو أوكرانيا.
وقال أعضاء صناديق التقاعد الخمسة لبي بي سي إن تصويتهم لمجابهة رئيس الشركة، هيلغ لوند، هو احتجاج على تصرفات الشركة.
ولدى صناديق التقاعد حوالي 440 مليون جنيه استرليني مستثمرة في شركة بريتيش بتروليوم، ويمثل هذا أقل من واحد في المئة من إجمالي أسهم الشركة.
لكن هذه الصناديق تدير معاشات أكثر من ثلث عمال بريطانيا، ومن هنا يظهر مدى تأثير أصوات أعضائها.
وقالت كاتارينا ليندماير، كبيرة مديري الاستثمار في نيست، وهو صندوق معاشات مدعوم من الحكومة، لبي بي سي: “لم نشعر بخيبة أمل فقط لتراجع الشركة عن تحقيق الأهداف، لكننا فوجئنا أيضا بعدم إجراء أي استشارة، قبل التعديل”.
ويساور أعضاء صناديق التقاعد الخمسة – نيست، ونظام معاشات التقاعد للجامعات، وغيرها، القلق من أن الأهداف الجديدة تعرض الشركة للخطر ماليا، إذ من المرجح أن تفقد مشروعات الوقود الأحفوري للشركة قيمتها مع تحرك العالم نحو هدف القضاء على الانبعاثات.
وقال أعضاء نيست لبي بي سي إن هناك مخاوف بشأن تصرفات شركة بريتيش بتروليوم حيال الحد من حرق الغاز، بعد مشاهدة الفيلم الوثائقي الذي بثته بي بي سي، وكان بعنوان “في ظل أجواء مسمومة”.
وأظهر تحقيق بي بي سي نيوز أن شركة بريتيش بتروليوم كانت واحدة من بين عدد من شركات النفط الكبرى التي لم تعلن عن انبعاثات من حرق الغاز في حقول النفط في العراق، وهي الانبعاثات التي تنتج ملوثات مرتبطة بالسرطان.
ويشتبه في إصابة علي حسين جلود، الذي وثق حياته في الرميلة بالعراق في الفيلم الوثائقي، بسرطان الدم بسبب الاشتعال. وقد توفي في 21 أبريل/نيسان بعد عودة السرطان إليه.
وقالت بريتيش بيتروليوم لبي بي سي إنها “تشعر بقلق بالغ إزاء القضايا التي أثيرت” في الفيلم الوثائقي وإنها تسعى إلى معالجتها.
وقال أعضاء صناديق التقاعد لبي بي سي إنهم اكتشفوا التغيير في أهداف شركة بريتيش بتروليوم المناخية من خلال التقارير الإعلامية فقط. ثم اتصلوا بالشركة لطلب التصويت على الأهداف الجديدة، لكنها رفضت، متذرعة بأن ما حدث ليس تغييرا جوهريا في الاستراتيجية.
وقرر أعضاء الصناديق الإعلان عن تصويتهم – الذي أدلوا به قبل الاجتماع السنوي الخميس – لأنهم خشوا من أن تصرفات شركة بريتيش بتروليوم قد تشكل “سابقة خطيرة” لشركات النفط والغاز الأخرى، فتتراجع عن أهدافها.
وقال باتريك أوهارا، مدير الاستثمار المسؤول في أحد الصناديق، لبي بي سي: “إذا غيرت الاستراتيجية، فعليك بدء حوار مع من يدعمونك”.
وأضاف أنه يعتقد أن قرار شركة بريتيش بتروليوم كان مدفوعا باعتبارات الربح على المدى القصير، بدلا من استدامة الشركة على المدى الطويل.
وقال: “هل هذه الاستراتيجيات مبنية على العلم إذا أمكنك استعراضها بناء على سعر النفط والغاز؟ نحن مستثمرون على المدى الطويل، ونتوقع أن تتبنى الشركة نظرة طويلة الأجل”.
وزادت أرباح الشركة إلى أكثر من الضعف لتصل إلى 27.7 مليار دولار (أي 23مليار جنيه إسترليني) في عام 2022، مع ارتفاع أسعار الطاقة بعد غزو روسيا لأوكرانيا.
ويدعم أعضاء الصناديق الخمسة، بالإضافة إلى التصويت الرافض لإعادة انتخاب الرئيس، القرار الذي قدمته المنظمة الهولندية غير الحكومية، الذي يدعو إلى أهداف أكثر صرامة، فيما يعرف باسم انبعاثات النطاق 3 – وهي الانبعاثات الناتجة عن استخدام منتجاتها.
وأوصت شركة بريتش بتروليوم بأن لا يدعم المساهمون هذا القرار، قائلة إنه “غير واضح” و”تبسيطي” و”تخريبي”.
وقالت كورتيني كيتينغ ، كبيرة مديري أبحاث البيئة والإدارة البيئية والاجتماعية في غلاس لويس، إن الشركة لا ترى أن إجراءات شركة بريتيش بتروليوم لتقليل أهدافها المناخية تشكل خطرا ماليا، لأن العالم سيستمر في استخدام النفط والغاز بعد عام 2050.
وقالت: “نحن لا نعمل في ظل سيناريو عام 2050 للقضاء على الانبعاثات، لأن الطلب سيكون موجودا في عام 2050، وسيطير الناس بالطائرات ويدفئون منازلهم”.
وسوف يتعين على المساهمين التصويت قبل الاجتماع السنوي، وستعلن النتيجة الخميس.
ولا يعرف عدد المساهمين الذين سيصوتون برفض قرار تخفيض الأهداف، لأن الكثيرين سيفضلون ألا يعلنوا عن ذلك.