الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024: لماذا لا يرغب الكثير من الأمريكيين في تنافس بايدن و ترامب للمرة الثانية؟
- سارة سميث
- محررة شؤون أمريكا الشمالية
نادرا ما تكون النسخ الجديدة من الأفلام جيدة مثل الأصل. يمكننا جميعا استحضار نسخ جديدة من الأفلام التي ما كان يجب أن تُنتج. قد يكون لدى الناخبين الأمريكيين مخاوف مماثلة بشأن الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة والتي من المرجح أن تكون إعادة لانتخابات عام 2020، مع نفس الشخصيات في الأدوار القيادية.
وقد أطلق جو بايدن بالفعل حملته للفوز بترشيح الديمقراطيين، بينما يظل دونالد ترامب الأوفر حظا للفوز بترشيح الحزب الجمهوري.
إنها حلقة رأيناها سابقاً ويبدو أن قلة قليلة فقط من الناس يتوقون لمشاهدتها مرة أخرى.
أظهر استطلاع حديث للرأي أن 5 في المئة فقط من الأمريكيين يريدون أن يترشح كل من الرئيس بايدن والرئيس السابق ترامب مرة أخرى وأن 38 في المئة لا يرغبون بترشح أي منهما.
أحد أسباب تصميم بايدن على محاولة الاحتفاظ بالبيت الأبيض هو اقتناعه بأنه الوحيد الذي يمكنه هزيمة ترامب.. سنرى.
وغالبا ما يُنظر إلى الانتخابات التي يشارك فيها الرئيس الحالي على أنها استفتاء على السنوات الأربع الماضية. لدى إدارة بايدن إنجازات سياسية يمكن أن تتباهى بها، وسيكون شعار حملته هو “لننهي المهمة”.
لكن اللافت للنظر أن الإطلاق الرسمي للحملة حاول بدلا من ذلك تأطير الانتخابات كاختيار بين معتدل ومتطرف، بين كفء ومجنون. نفس “المعركة من أجل روح الأمة” التي كانت مركزية في أداء بايدن في الانتخابات الماضية.
لا يظهر دونالد ترامب في فيديو الحملة، لكننا نرى مشاهد من أعمال الشغب في السادس من يناير/ كانون الثاني في مبنى الكابيتول حيث يحذر بايدن من التطرف والتهديد الذي يقول إنه يمثله على الديمقراطية الأمريكية.
على مدار العامين الماضيين، سمعنا مزاعم ترامب الكاذبة بأن انتخابات 2020 قد سُرقت منه. وإذا أصبح المرشح الجمهوري في عام 2024، فإنه فسيواصل قرع الطبول. ومع ذلك، من الواضح أن تكرار الأكاذيب حول تزوير الانتخابات لم يكن أمراً رابحاً العام الماضي. فقد كان أداء معظم المرشحين البارزين الذين رفضوا الانتخابات والذين دعمهم ترامب في انتخابات التجديد النصفي لعام 2022 سيئا للغاية.
في المقابل، تمتع الديموقراطيون بنتائج أفضل بكثير من المتوقع في انتخابات الكونغرس تلك، حتى أنهم حافظوا على سيطرتهم على مجلس الشيوخ الأمريكي. ساعد هذا الأداء في ضمان عدم مواجهة الرئيس بايدن لتحد كبير من داخل حزبه.
وكانت القضية الأكبر التي خدمت الديمقراطيين هي الإجهاض. كان هناك رد فعل كبير لدى الناخبين ضد إسقاط الحق الدستوري في إنهاء الحمل. ويقول ثلثا الأمريكيين باستمرار لمنظمي استطلاعات الرأي إنهم يعتقدون أن خدمة الإجهاض يجب أن تكون قانونية ويمكن الوصول إليها.
سيعود الرئيس بايدن إلى هذه القضية مرارا وتكرارا في غضون الـ 18 شهرا قبل يوم الانتخابات. في فيديو إطلاق الحملة، اتهم بايدن المتطرفين الجمهوريين بـ “بفرض قرارات الرعاية الصحية التي يمكن للمرأة اتخاذها” عبر لقطات لمناهض لحقوق الإجهاض خارج المحكمة العليا.
ويبدو الجمهوريون مثل الكلب الذي اصطدم أخيرا بالسيارة التي كان يطاردها. بعد عقود من الزمن عندما تمكنوا من تعزيز المواقف المناهضة للإجهاض دون الحاجة إلى تقديم الكثير من التفاصيل، يرى المرشحون الذين يدعمون حظر الإجهاض الآن أن ذلك قد يضر بهم على المستوى الانتخابي حيث تمضي المجالس التشريعية في الولايات التي يسيطر عليها الجمهوريون قدما في سن قوانين تقييدية، لكن استراتيجيي الحزب قلقون بشأن تأثير ذلك على المستوى الوطني.
لكن الرئيس بايدن لا يزال يواجه المخاطر فأرقام الموافقة عليه منخفضة حيث يوافق 42 في المئة فقط على أدائه، بينما 52 في المئة لا يوافقون. وكان الرئيس الآخر الوحيد منذ رونالد ريغان الذي لم يحظ بشعبية في هذه المرحلة من ولايته الأولى هو دونالد ترامب.
وأيا كان الجمهوري الذي سينتهي به الأمر إلى تحدي بايدن، فمن الواضح أن الجمهوريين سوف يصورون الرئيس البالغ من العمر 80 عاما على أنه رجل عجوز غير متوازن في سيره (حتى لو كان ترامب أصغر منه بـ 4 سنوات فقط) حيث يأملون أن تؤدي حملة مكثفة عبر البلاد إلى جعل الرئيس يبدو منهكا إذ لن يكون قادرا على القيام بحملة من قبو منزله في ولاية ديلاوير كما فعل خلال انتخابات كوفيد في عام 2020.
ويعرض فيديو اليوم الكثير من اللقطات للرئيس وهو يبدو مفعما بالحيوية بشكل متعمد حتى أنه ظهر في إحدى اللقطات وهو يجري، لكنه لا يستطيع الحفاظ على هذا المستوى من الطاقة حتى يوم الاقتراع.
وسيشير خصومه أيضا إلى التضخم (حتى لو كان ينخفض، فهذا لا يزال يعني ارتفاع الأسعار) وإلى أعداد قياسية من المهاجرين الذين يعبرون الحدود الجنوبية للولايات المتحدة. وهما مسألتان مضمونتان لإثارة غضب القاعدة الجمهورية.
ولا يثير الرئيس الديموقراطيين بالطريقة التي يشعل بها ترامب، ومنافسه الرئيسي حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، القاعدة الجمهورية. لكنهم قبلوا إلى حد كبير أن بايدن قد يكون أفضل رهان لهم في عام 2024.
ويبدو أن حملة بايدن ترى أن احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لا تزال المسألة الأكثر فاعلية لزيادة الإقبال بين الديمقراطيين والمستقلين. في النهاية، نجح هذا الأسلوب في الانتخابات الماضية، ويأملون أن تكون النتيجة في الحلقة الثانية هي نفسها.