منوعات

أفلام العيد في صالات لبنان.. دراما وكوميديا سوداء



بيروت: هناء توبي

بمناسبة عيد الفطر، افتتحت في الصالات اللبنانية سلسلة أفلام محلية وعالمية منوعة بين الدراما والكوميديا والترفيه والرومانسية، برزت من بينها أفلام ثلاثة تميزت عروضها الافتتاحية الأولى، الخاصة بالصحافة وأهل الفن، بحشود وأصداء إيجابية.

البداية مع «ويك إند» لمخرجه وكاتبه سامي كوجان، وهو فيلم ترفيهي ورومانسي يأخذ مشاهده في مشوار سينمائي مغاير للمألوف ويدور حول قصة واقعية تعالج بطريقة فكاهية، وتركز على موضوع منتصف العمر عند المرأة. الفيلم أبطاله هم كارلا بطرس وشيراز ونزيه يوسف وفؤاد يمين وجوزف زيتوني، وغيرهم من الذين يلعبون بحرفية ويدفعون المتابع إلى الضحك خلال 90 دقيقة.

تتمحور الأحداث حول فتاة تدعى جوانا (شيراز) تدعو حبيبها عمر (فؤاد يمين) إلى منزل العائلة الجبلي لقضاء عطلة نهاية الأسبوع. يتعرّف إلى أهلها ويكتشف أنّ زوجة الأب سمر (كارلا بطرس) كانت على علاقة به، فيصبح عليه قضاء الإجازة وسط ظروف غريبة تتخللها مشاهد طريفة وأحداث تنتهي بطريقة ذكية بحيث لا تخدش تقاليد مجتمعاتنا العربية وتنتهي بطريقة لا يتوقعها المتلقي.

يشكل الفيلم التجربة الأولى للفنانة شيراز في عالم السينما وفق ما صرحت به، مضيفة أنه بعد مشاركتها في أعمال تلفزيونية، واكتشاف موهبتها في التمثيل، حرصت خلال جائحة «كورونا» على الاستفادة من وقتها وتلقت دروساً مكثفة في التمثيل لتكون على جهوزية تامة لتلقف الأدوار المناسبة. وأضافت «أحببت العمل في المجال السينمائي وأفتخر بمشاركتي بطولة العمل مع فؤاد يمين الذي أخذ بيدي وكارلا بطرس التي توظف كل التقنيات التمثيلية لخدمة التناغم بين شركاء العمل»..

كارلا بطرس وصفت «ويك إند» بالتجربة الرائعة، وقالت: «قصة غريبة، كاتب ومخرج مبدع، والأهم أن العمل يأخذنا في مشوار سياحي في مناطق لبنانية جميلة كبلدة تنورين». ويبرز في الفيلم الممثل نزيه يوسف، صاحب الخبرات المتراكمة في الدراما والمسرح، وحالياً السينما، وقال «صورنا الفيلم منذ نحو ثلاث سنوات ومن الجيد أنه أبصر النور؛ لأنه ممتع جداً، وعندما جلست كمشاهد في الصالة خلال الافتتاح استمتعت بأحداثه وردود الفعل الإيجابية تجاهه، وشعرت بأن الناس بحاجة لأعمال كوميدية في السينما والتلفزيون. لذا هو أفضل عيدية».

مشاهد إنسانية

ثاني الأفلام التي افتتحت هو فيلم «هردبشت» الذي يبدو من عنوانه أنه يطال الحياة العشوائية التي أظهرها كاتبه ومخرجه محمد الدايخ من خلال خوضه في عمق أحياء منطقة فقيرة في لبنان اسمها الأوزاعي. وصوّر الدايخ مشاهد إنسانية في منطقة مهمشة حيث الفساد والجريمة وتجارة المخدرات والحب والانكسار والظروف الصعبة تخيم على المنطقة وناسها.

وقال المخرج إن «هردبشت» فيلمه الروائي الطويل الأول بعد أعمال قصيرة وبرامج تلفزيونية ناجحة. وأضاف: ولدت فكرته من الحيّ الذي نشأت فيه ويتناول قصة عائلة تتألف من«أم حسين» وأبنائها الثلاثة، وهي تعيش في أحد أحياء ضواحي بيروت الفقيرة، أصغر الشبّان الثلاثة ملتزم دينياً، خلافاً لشقيقيه اللذين يروّجان المخدرات، ويسحبانه للعمل معهما مستفيدين من كونه ذا سمعة حسنة فتحدث سلسلة تطورات تعيث الفوضى في العائلة وفي الحيّ الذي تقطنه.

يلعب بطولة العمل حسين قاووق، وألكسندرا قهوجي، وفؤاد وغبريال يمين ورندة كعدي وغيرهم، وتولت إنتاجه شركة «فينيسيا» لتوزيع وإنتاج الأفلام في أمريكا وأوروبا وأسسها أمير فواز الذي قال إن «هردبشت» يدشن خوض شركته السوق اللبناني. وأضاف أن «لهذا المشروع خصوصيته؛ إذ يسلّط الضوء على قضايا لم يسبق لأحد أن تطرق إليها مثل الحي الذي صوّر فيه، وأسلوب حياة الناس الذين يعيشون فيه، والفقر وما يولّده من أمور تدفع الشباب إلى الانحراف وتعاطي المخدرات، ويتضمن مواضيع جريئة تعتبر محرّمة».

بطل الفيلم حسين قاووق يلمع سينمائياً بعدما أصبح وجهاً معروفاً في ال«ستاند آب كوميدي» وعبر الشاشة الصغيرة من خلال «شو الوضع» و«تعا قلو بيزعل» يقول إن دوره في الفيلم يحقق مفترقاً في مسيرته إذ يتولى للمرة الأولى شخصية بعيدة عن الأدوار الكوميدية التي تعرّف الجمهور إليّه من خلالها، مضيفاً أن أهمية «هردبشت» تكمن في أنه «يجسّد الحياة الواقعية بشكل حقيقي بكل تفاصيلها، من حيث اللهجة والملابس والمكان والزمان والشخصيات». أما حسين دايخ وهو شقيق المخرج في تجربة سينمائية أولى فقد قال، إن «هردبشت» فيلم «شاعري وشوارعي، حقيقي مأخوذ من الواقع ويعالج قصة درامية بطريقة مضحكة مبكية».

رسالة

الممثلة رندة كعدي، تألقت في تجسيدها بأمانة شخصية أم حسين، والدة الشبّان الثلاثة.

كعدي التي تحفل مسيرتها بأعمال سينمائية ومسرحية وتلفزيونية مهمة قالت: إن هؤلاء الشبّان يستمدون قوتهم من والدتهم لذا اعتبرت دوري محورياً في رسالته. وأضافت: شاركت في العمل لإيصال رسالة تتمحور حول أهمية البيئة في تشكيل خيارات الإنسان، الفقر والعوز ليسا مبرراً للانحراف والدليل أن أصغر أولادي في العمل تقي ويخاف الله لكن تواجده في الجو الفاسد يجره للانخراط في ما لا تحمد عقباه.

وبرز فؤاد يمّين أيضاً في شخصية ميكانيكي السيارات المعلّم طانيوس، وقال إن: «هردبشت» من الأفلام القليلة التي تنطلق من حقيقة معينة مقدّماً الصورة كما هي من دون تلميع وبلا كذب، هو فيلم صادق ومرآة لمجتمع ويُظهر الأشياء على حقيقتها. وأدّت ألكسندرا قهوجي ببراعة دور زكية، وهي امرأة منبوذة من المجتمع لأنها مطلّقة واعتبرت أن «هردبشت» يفتح باباً غير تقليدي لم تفتحه السينما اللبنانية. وأوضحت أن الفيلم يضيء«على مواضيع قد تكون غير مقبولة من البعض وعلى فئة من الشعب اللبناني لم يتم التطرق إليها في السينما، لذا اعتبره فيلماً جريئاً».

ثلاثة أيام

بعد حلوله ثالثاً في شباك التذاكر في الولايات المتحدة الأمريكية، انطلق فيلم «ابنه الوحيد»، الذي يلعب بطولته نيكولا معوض، في الصالات اللبنانية وذلك تزامناً مع عيد الفصح ويستمر في عيد الفطر. يتمحور العمل حول اختبار إيمان ابراهام في رحلة استغرقت ثلاثة أيام للتضحية بابنه الوحيد ويعالج الموضوع بطريقة إنسانية وروحانية ودرامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى