كيف تؤثر الحرب في السودان على اقتصاد مصر؟
قال الخبير الاقتصادي علاء عبد الحليم، في مقابلة مع “العربية”، إن اندلاع الحرب في السودان له تبعات اقتصادية سلبية على اقتصادات المنطقة وكذا المؤسسات المالية والبنوك متعددة الأطراف المنكشفة عليها.
وأوضح عبد الحليم أن السودان يعد بوابة لنفاذ الصادرات المصرية لأسواق دول حوض النيل وشرق إفريقيا، ومع استمرار الحرب وانعدام الأمن، سيتأثر حجم التبادل التجاري بين البلدين، وهو ما ينعكس سلبا على الاقتصاد المصري الذي يعاني بعض الأزمات في الوقت الراهن.
وأضاف أن السودان يعد موردا رئيسيا للمواشي واللحوم الحية والتي تعد إحدى السلع الاستراتيجية لمصر، حيث تمد السودان مصر بنحو 10% من احتياجاتها من هذه السلع، خصوصا مع اقتراب عيد الأضحى، وهو ما يزيد الضغط على أسعار اللحوم محليا والتي ستنعكس على معدلات التضخم المرتفع.
وأشار إلى أن السوق السوداني تعد منفذا هاما للمصانع الصغرى في مصر، في ظل ما يعانيه السوق المحلي من آثار الركود، وهو ما يضيف مشكلات جديدة للاقتصاد المصري.
وكشفت بيانات الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، حول التبادل التجاري بين مصر وقارة إفريقيا خلال الربع الأول من العام الجاري، أن السودان احتل المرتبة الثانية بقائمة أكبر 5 أسواق مستقبلة للصادرات المصرية بقيمة 226 مليون دولار.
وتابع عبد الحليم :”هناك مؤسسات مالية إقليمية مثل “أفريكسيم بنك” لديه نحو 930 مليون دولار قروض في السودان، ولديه تأمين على 220 مليون دولار فقط منها، ومع تأزم الأوضاع نتيجة الحرب ستتأثر أعمال البنوك ومؤسسات التمويل متعددة الأطراف ومدى قدرتها على تمويل المشاريع في المنطقة ككل.
وأفادت وكالة موديز للتصنيف الائتماني أن امتداد الاشتباكات في السودان لفترة مطولة هو خطر متزايد وسيكون لديه تأثير ائتماني سلبي على البلدان المجاورة، وبنوك التنمية متعددة الأطراف المنكشفة على ديون هذه الدول.
وأضافت موديز أنه في حال تطور الاشتباكات في السودان إلى حرب أهلية طويلة ودمار البنية التحتية وتدهور الأوضاع الاجتماعية، سيؤدي ذلك إلى عواقب اقتصادية طويلة المدى وتراجع جودة أصول البنوك متعددة الأطراف في السودان إلى جانب ارتفاع القروض المتعثرة والسيولة.
وأوضحت أن أي امتداد إلى البلدان المجاورة أو تدهور عام في البيئة الأمنية للمنطقة من شأنه أن يثير مخاوف أوسع بشأن جودة الأصول لبنوك التنمية متعددة الأطراف ذات التركيز الأعلى على قروض في تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا ومصر.
وفي 15 أبريل الجاري، اندلعت شرارة المعارك في السودان بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، وهو ما أدي إلى سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى، وسط تحركات دولية لإجلاء الرعايا الأجانب من البلاد.
أعلن المهندس أحمد سمير وزير التجارة والصناعة المصري، أن حجم التبادل التجاري بين مصر وأسواق القارة الإفريقية بلغ نحو 2.12 مليار دولار خلال الربع الأول من العام الجاري، لافتاً إلى أن قيمة الصادرات السلعية المصرية إلى القارة بلغت 1.61 مليار دولار، كما بلغت قيمة الواردات المصرية من القارة 506 ملايين دولار.