علاقات الجزائر والمغرب: جدل على منصات التواصل بعد تقرير للتلفزيون الجزائري عن ترحيل المغربيات
أثار التلفزيون الجزائري جدلاً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي بعد بثه تقريراً تحت عنوان “قصة هاشتاغ ترحيل المغربيات مطلب” الذي انتشر على منصة تويتر في السعودية خلال الأيام الأخيرة.
وتناول التقرير عدداً من التغريدات التي تسيء للنساء المغربيات العاملات في السعودية، وتتهمهنّ بنشر الرذيلة وممارسة أعمال لا أخلاقية كالسحر.
وانشتر هاشتاغ #سقطة_التلفزيون_الجزائري بين المغردين بشكل واسع على منصة تويتر، معتبرين أن التلفزيون الجزائري أساء للشعب المغربي بشكل عام والمغربيات بشكل خاص.
“إساءة وفتنة”
انتقدت تعليقات لعدد من المغردين الجزائريين التلفزيون العمومي الجزائري، معتبرين أنها “سقطة” من مؤسسة رسمية قد تؤدي إلى “الفتنة بين شعبي البلدين”.
وقال نصرو نصر الدين في تغريدته: “سقطة سيسجلها التاريخ لمؤسسة عمومية ونزول إلى الحضيض، ليس هذا من شيمنا كجزائريين”.
وينتقد عماد في تغريدته “الانجرار وراء هذه الإساءات للمرأة المغربية”، معتبراً أن “التلفزيون الجزائري هو من أحد ركائز النظام الحالي في الجزائر”.
وعبرت نسرين عن استيائها من إقحام التلفزيون الجزائري نفسه في مثل هذه المواضيع، وقالت: “للأسف غلطة التلفزيون الجزائري أعطت فرصة لتحويل الأنظار إلى أن الهاشتاغ تم نشره من الجزائر”.
وتقول إسراء في تغريدتها إن هذا الهاشتاغ رفعه السعوديون وتفاعل معه الجزائريون، لكن التلفزيون الجزائري أخطأ بتناوله ونشره، كما تقول.
وانتقدت عالية “تدخل حكومة الجزائر في شؤون الدول الداخلية بذريعة جمع الشمل العربي”، وقالت: “ما قام به التلفزيون الجزائري عكس ما يروج له في لم الشمل بل يقوم في تشتيت الشمل وخلق الفتن ببن السعودية والمغرب”.
وطالب مصطفى مخاطبة الجامعة العربية للاحتجاج على “الإساءات المتكررة” من التلفزيون الجزائري تجاه المملكة المغربية.
وتصف ريهام بن شعبان في تغريدتها ما نشره التلفزيون الجزائري “بالمعيب” من قبل مؤسسة عمومية.
توضيح وتبرير
وبرر أحد المغردين ما قام به التلفزيون الجزائري بنشر تقرير عن هاشتاغ يطالب بطرد المغربيات من السعودية أنه رد على إساءة سابقة من التلفزيون المغربي لوزير الخارجية الجزائري، على حد قوله.
ورفض هشام اتهام التلفزيون الجزائري بالسقطة المهنية لمجرد تطرقه لموضوع المغربيات، وأضاف: “لست هنا لأتطرق أو أقيّم هل هي سقطة أم لا، وإنما لظاهرة عقدة النقص عند الكثير”.
ونشر ريان عثماني توضيحاً لما نشره التلفزيون الجزائري، مبرراً ذلك أن التقرير يعالج الهاشتاغ كخبر متصدر على مواقع التواصل.
ويحذر زازاري رشيد مما وصفها “بجهات خفية خارجية وداخلية تعمل لخلق الفوضى في الجزائر والمغرب”.
العلاقات الجزائرية المغربية
شهدت العلاقات الجزائرية المغربية توتراً منذ عقود، فالمغرب يتهم الجزائر بدعم جبهة بوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية، وباستضافة قادتها على أراضيها، بينما تتهم الجزائر المغرب بدعم حركات انفصالية جزائرية والتجسس على المسؤولين الجزائريين.
وما تزال الحدود البرية بين المغرب والجزائر مغلقة منذ عام 1994 على خلفية تفجير فندق أسني في مراكش، إذ قررت وقتها الرباط فرض تأشيرة على الجزائريين، لترد الجزائر بغلق الحدود البرية بين البلدين.
وتوترت العلاقات بين الجارتين بشكل متزايد منذ عامين بعد أن أعلنت الجزائر في 24 أغسطس /آب 2021 قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، متهمة الرباط بالقيام بأعمال وصفتها بالعدائية.
وكان العاهل المغربي محمد السادس قد دعا قبلها بأقل من شهر لتجاوز الخلافات وفتح الحدود بين البلدين، وذلك خلال خطاب له بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لعيد العرش.
وأعلنت الجزائر بعدها بشهرين تقريباً إيقاف أنبوب الغاز الجزائري المار من المغرب إلى إسبانيا في 31 أكتوبر /تشرين الأول 2021، بسبب “الممارسات ذات الطابع العدواني من المملكة المغربية”، بحسب بيان صدر حينها عن الرئاسة الجزائرية.