العدو في الداخل، الكنيسة المتهمة في أوكرانيا بدعم الكرملين – في الغارديان
نبدأ جولتنا في الصحف البريطانية من الغارديان وتحقيق لمراسلتها إيزوبيل كوشيو بعنوان: “العدو في الداخل؟ الكنيسة الأرثوذكسية المرتبطة بموسكو في أوكرانيا تحت المساءلة”.
وتقول مراسلة الغارديان إنه منذ نوفمبر/تشرين الثاني، تجري الدولة الأوكرانية تحقيقا بشأن الكنيسة الأرثوذكسية، زاعمة أنها ذراع الكرملين، وتمارس الدعاية لروسيا على أنها تعاليم دينية.
وتعرض بعض كبار قادة الكنيسة، إلى جانب العديد من الأديرة الرئيسية، لعمليات تفتيش، ووجهت إلى العديد من الكهنة البارزين تهمة الخيانة والتحريض على الكراهية الدينية، بحسب الكاتبة.
ونقلت قول الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، إنه سيتم حظر أي منظمة دينية يتبين أنها تعمل لمصلحة روسيا، وهي خطوة أوضح أنها “تهدف إلى منع روسيا من إضعاف أوكرانيا من الداخل”.
وكان تحقيق الدولة الأوكرانية قد بدأ بعد انتشار مقطع فيديو غير مؤرخ للمصلين في كنيسة دير لافرا، وهو أهم دير للطائفة الأرثوذكسية الشرقية، وهم يصلون من أجل “الأم روسيا”.
وتشير الكاتبة إلى أن الكنيسة ترفض الاتهامات. وتنقل عنها تأكيدها قطع العلاقات مع موسكو بعد غزوها لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، ونفيها بشدة أن تكون تحت تأثير روسيا أو سيطرتها أو تتلقى تمويلاً منها.
وقال أحد كبار قادة الكنيسة إن الفيديو الذي تم تصويره في لافرا قد تم التلاعب به وأضيف إليه الغناء. وسأل: “هل رأيت أي شخص يغني في الفيديو؟”. وأضاف للغارديان: “لقد كنا وسنواصل مساعدة البلاد في وقت الحرب، هناك العديد من المؤمنين [الأوكرانيين الأرثوذكس] يقاتلون في الجيش”.
ومع ذلك، تقول الكاتبة إن هناك العديد من الأمثلة على قيام قساوسة رفيعي المستوى في كنيسته بنشر روايات الكرملين قبل غزو عام 2022، مثل القول في المقابلات المتلفزة إن القرم كانت روسية أو أن الحرب في دونباس كانت حرباً أهلية وكذلك رفض انتقاد روسيا أو رئيسها فلاديمير بوتين.
وأشارت الى أن أجهزة الأمن الأوكرانية نشرت أيضاً محادثات تم التنصت عليها، يُزعم أنها تضم ثاني أكبر كاهن في الكنيسة، ميتروبوليتان بافلو، وهو يحتفل باحتلال روسيا لخيرسون ويناقش نظرية المؤامرة الروسية بأن روسيا كانت تستهدف الأسلحة البيولوجية الأمريكية في أوكرانيا.
وتعتبر الكاتبة أن السؤال ليس ما إذا كان أو لا يزال لدى أعضاء في الكنيسة معتقدات مناصرة لروسيا، أو إن كانوا يتلقون المال من الكرملين، ولكن السؤال الأعمق هو مدى انتشار ذلك، وما إذا كان الأمر يستدعي قمع السلطات الأوكرانية له.
وكان مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أعرب عن قلقه من أن تصرفات الحكومة الأوكرانية ضد الكنيسة “قد تكون تمييزية”.
وقال سيرغي تشابنين، الباحث البارز في الدراسات الأرثوذكسية بجامعة فوردهام في نيويورك، للصحيفة: “تحاول أجهزة أمن الدولة الروسية العمل ليس من خلال المنظمة ككل، ولكن من خلال بعض الأعضاء النشطين في المنظمة”. ويضيف: “ولكن مجدداً، هذه ليست الكنيسة بأكملها”.
ووفقاً لتشابنين، فإن معظم أولئك المتعاطفون مع روسيا موجودون في المستويات العليا في الكنيسة.
البريطانيون العالقون في السودان
ننتقل الى افتتاحية الإندبندنت أونلاين بعنوان: “على الحكومة (البريطانية) التحرك الآن بشأن السودان وإلا ستواجه أخطر العواقب”.
تسأل الصحيفة عما يُفعل لمساعدة عدة آلاف من البريطانيين المحاصرين في السودان؟
وتقول إن الإجابة للأسف” حتى الآن هي: “حسب الحالة”، إذ يعتمد ذلك على ما إذا كان المواطن البريطاني موظفاً في السفارة البريطانية، أو مرتبطاً بشخص يعمل بها، أم لا.
وتقول الصحيفة إن وزير الخارجية “الذي يتحمل المسؤولية عن هذه الأزمة التي تتكشف، إن لم تكن كارثة”،
وأشارت إلى إبلاغ وزير بريطاني مجلس العموم بأن الحكومة تتحمل مسؤولية حماية مواطنيها، ولكنه قال إن هناك “واجب رعاية خاصا” لأولئك الذين توظفهم الدولة البريطانية.
وانتقدت الصحيفة ذلك، معتبرةً أن الحكومة البريطانية لديها حد أدنى من واجب الرعاية لجميع مواطنيها، بغض النظر عما يعملون، عندما تكون حياتهم في خطر. وتقول إنه “في هذه اللحظة بالذات يختبئ بريطانيون مرعوبون في الخرطوم وأم درمان ودارفور وأماكن أخرى تنحدر إلى مناطق القتال”.
وتضيف الصحيفة أنهم يعانون في الغذاء والماء وخدمات الهاتف، كما أن الوصول إلى الإنترنت أصبح غير مضمون، وتقول إن “عليهم التخلص من الحيوانات الأليفة حتى لا تموت جوعاً”.
وتتابع الصحيفة أن حوالى 1200 فرد من لواء من مشاة البحرية الملكية وسلاح الجو الملكي، بالإضافة إلى مركز الأزمات التابع لوزارة الخارجية، نجحوا في إخراج موظفي السفارة البريطانية وعائلاتهم. وأضافت: “وكانت العملية رائعة”.
ومع ذلك، تقول إنه لا يوجد تفسير رسمي لعدم إمكانية إنقاذ أي بريطاني آخر في نفس الوقت. وفي اليوم التالي، كانت القوات البريطانية على الأرض مرة أخرى لتسيير جسر جوي منفصل تماماً لأولئك الذين تركوا في المرة الأولى.
وتقول أن دولاً أخرى “تمكنت بطريقة ما من اخراج جميع مواطنيها”، ذاكرة أن كلا من فرنسا وألمانيا أخرجتا 700 شخص، والأردن 350، وكل من إيطاليا والسعودية 150 شخصاً وغيرهم من الدول.
وتضيف أن فرنسا قامت حتى بإنقاذ بريطانيين نيابةً عن الحكومة البريطانية، بينما لم تقم وزارة الخارجية سوى بإرسال رسائل نصية تطلب من الناس البقاء في منازلهم. وبقيت كيفية عثورهم على الطعام والماء غير واضحة.
وتشير الصحيفة أن الوزير البريطاني قال للمواطنين البريطانيين المحاصرين حرفياً في مرمى النيران أنه عليهم أن “يقرروا ما يفعلوا بأنفسهم” وإذا حاولوا مغادرة البلاد، فإنهم يفعلون ذلك “على مسؤوليتهم الخاصة”.
واعتبرت أن عملية إخلاء الخرطوم تحولت بسرعة “إلى قصة مذهلة من التراخي وعدم الكفاءة وحتى الخيانة”.
وختمت الإندبندنت مقالها بأن ريشي سوناك رئيس الوزراء يرأس اجتماعات تبحث بكيفية إنقاذ المواطنين العالقين في السودان، “وهو أمر مشجع”، وأضافت: “لكنه يحتاج إلى التصرف دون أي مزيد من التأخير. سيكون للفشل في ذلك أخطر العواقب”.
“مقامرة جو بايدن الخطرة“
وأخيراً الى الفاينانشال تايمز ومقال افتتاحي بعنوان: “مقامرة انتخابية عالية المخاطر لجو بايدن”.
وقالت الصحيفة إن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان قائداً ناجحاً للولايات المتحدة، لكنه يبلغ من العمر 80 عاماً.
وأضافت أن خطته للترشح لإعادة انتخابه كرئيس تمثل “مقامرة عالية المخاطر للحزب الديمقراطي وأمريكا والعالم بأسره”.
وتعتبر أن “المخاطر تتزايد بشكل كبير بسبب احتمال أن يكون خصمه الجمهوري هو دونالد ترامب مرة أخرى”.
وتعتقد الفاينانشال تايمز أن الرئيس السابق، البالغ من العمر 76 عاماً، “أثبت عدم أهليته للمنصب” خلال الفترة التي قضاها في البيت الأبيض.
وأضافت أن رفضه قبول نتائج انتخابات 2020 أكد أنه “ديماغوجي خطير”.
وتعتقد الصحيفة أن قرار بايدن الترشح مرة أخرى قد يكون مدفوعاً جزئياً بالشعور بأنه “مؤهل بشكل فريد لهزيمة ترامب والتخلص من التهديد الذي يمثله الرئيس السابق للديمقراطية الأمريكية”.
وتقول إن بايدن هزم ترامب بالفعل مرة وتشير استطلاعات الرأي حالياً بحسب الصحيفة، إلى أنه سيهزمه بفارق ضئيل مرة أخرى، على الرغم من أنه سيخسر أمام مرشح آخر من الجمهوريين العاديين أو أمام منافسين محتملين آخرين مثل رون دي سانتيس، حاكم فلوريدا.
وذكرت الصحيفة إنجازات بايدن الداخلية، ومنها التزامه بإعادة جعل الولايات المتحدة بلدا صناعيا منافسا، بالاضافة الى عمله على قانون البنية التحتية وتمريره إصلاحات على نظام الرعاية الصحية.
أما على صعيد السياسة الخارجية، كان الانسحاب من أفغانستان فوضوياً، لكن التعامل مع حرب أوكرانيا كان حازماً وفعالاً، وكان بايدن ماهراً في حشد التحالف الغربي، بحسب تقييم الصحيفة.
وعلى الرغم من كل هذا، تعتقد أن سن بايدن يجعله عبئاً محتملاً على الديمقراطيين.
وتقول إن حزبه سيخشى حدوث تدهور مفاجئ في صحته، أو وقوع حدث يعطي مصداقية لمزاعم الجمهوريين المتكررة بأن القدرات العقلية للرئيس آخذة في التدهور.
وتعتبر الفاينانشال تايمز أنه حتى الآن لا يوجد دليل حقيقي على ذلك، لكن العديد من الناخبين سيتساءلون عما إذا كان ذلك سيظل صحيحاً في غضون ست سنوات.
وتعتبر أيضاً أن فشل نائبة الرئيس كامالا هاريس في إقناع الناخبين بأنها مستعدة للدخول إلى المكتب البيضاوي، يضيف إلى المخاطر المحتملة لمحاولة إعادة انتخاب بايدن.
وتقول الصحيفة إنه وفي عالم مثالي، قد يستبدل الرئيس هاريس بزميل أكثر مصداقية وحنكة.
وتضيف: “لكن السياسات العرقية الحساسة للحزب الديمقراطي، والحاجة إلى تحفيز الناخبين الأمريكيين من أصل أفريقي، تجعل من الصعب للغاية على بايدن أن يتخلى عن بطاقة أول امرأة سوداء وأول أمريكية آسيوية تنتخب نائبة للرئيس”.